د. عبدالقادر الجنيد : وقعت اليمن في المصيدة… كيف نؤثر في أولويات السعودية؟
منذ 10 ساعات
د
عبدالقادر الجنيد اليوم، خرب المجلس الانتقالي الجنوبي مجهود رجل المخابرات السعودي الذي كنا نعتقد أنه قد حل مشكلة الصراع بين القائد الحضرمي بن حبريش الذي تدعمه السعودية وقوات النخبة الحضرمية الموالية للإمارات
هجم المجلس الانتقالي واستولى على منشآت نفط المسيلة في مخالفة صريحة لإتفاق يوم أمس
هبطت هيبة السعودية ومكانتها، يوم أمس
وارتفعت مكانة ونفوذ الإمارات
سوف نربط تغيرات اليمن بما يشابهها من تغيرات في أوضاع أوكرانيا واسرائيل مع الحليف الكبير
وبعد ذلك سوف ندخل في تفاصيل اليمن المختلفة على أرض الواقع
**أولا: أوكرانيا واسرائيل واليمن** من أنا؟ كيف أفكر؟ ماذا أريد؟أفضل مدخل للإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة، هي معرفة:١- ماذا تريد أوكرانيا- هذا اليوم- من أمريكا؟٢- ماذا تريد اسرائيل- هذا اليوم من أمريكا؟٣- ماذا تريد اليمن- هذا اليوم- من السعودية؟ هذه دول تحت تهديد وجودي*كل دولة تواجه تهديدا وجوديا، لكنها تختلف جذريا في طريقة إدارة الأزمة وبنية قيادتها
أوكرانيا لديها رئيس مقاتل يسعى بكل طريقة لإفشال الخطة التي لا تناسبه
إسرائيل لديها رئيس سياسي ماكر يجيد كسب الوقت حتى يستعيد أمريكا إلى حضنه
اليمن لديها مجلس رئاسي مصيبة وكارثي يتسبب بالضرر لليمن
الفرق بين “الدولة” و”المكان”*أوكرانيا دولة
إسرائيل دولة
اليمن… مكان أوسع من قيادته، وأعمق من رئاسته، وأكبر من المتصدرين للمشهد
“الدولة” تسعى لصياغة المصير
“المكان” ينتظر ما يُملى عليه
فهم معنى اللحظة*أوكرانيا وإسرائيل تفهمان معنى اللحظة… اليمن تُضَيِّع اللحظة
أوكرانيا تدرك أن “اللحظة الأمريكية” لا تتكرر، فتقاتل لاستعادتها
إسرائيل تعرف أن أمريكا هي الأكسجين، فتسابق الزمن للعودة إليه
اليمن لا تعرف ماذا تريد اللحظة… ولا ماذا تريد السعودية… ولا ماذا تريد هي نفسها
اليمن مجرد ردود أفعال بلا مشروع*أوكرانيا وإسرائيل لديهما مشروع… اليمن لديها ردود أفعال
أوكرانيا مشروعها واضح: البقاء والاستقلال
إسرائيل مشروعها واضح: الهيمنة والبقاء
اليمن؟ تتوزع بين مشاريع الآخرين:— مشروع سعودي— مشروع إماراتي— مشروع حوثي— مشروع انفصالي جنوبي— ومشروع “اللا مشروع” للرئاسة الجماعية الذي ينتظر التعليمات من الرياض وأبوظبي
**أوكرانيا، ترى أن خطة الرئيس ترامب ٢٨ نقطة لا تناسبها ويجب إفشالها؛… ويجتهد زيلنسكي لاستعادة الحليف الأمريكي
**اسرائيل، ترى أن خطة الرئيس ترامب ٢١ نقطة لا تناسبها ويجب إفشالها؛ويجتهد نتنياهو لاستعادة الحليف الأمريكي
**اليمن، ترى أن خطة السعودية خارطة الطريق وخطة الجنوب العربي، لا تناسبها،ولكن لا يوجد معنا رئيس لإفشال الخطتين
**ثانيا: الستة أركان لمشكلة اليمنية، اليوم** ١- الحوثي
٢- الانفصال
٣- السعودية ٤- الإمارات
٥- الرئيس ٦- انعدام الحليف
هذه الأركان الستة للمشكلة اليمنية، لا فائدة منها لتحقيق ما تحتاجه اليمن
أنا أفكر وعندي يقين لا يتزحزح بأن خارطة الطريق والجنوب العربي والحوثي والإمارات والمجلس الرئاسي، كلهم تهديد وجودي لليمن
السعودية، بوضعها الحالي، هي أيضا تهديد وجودي لليمن
لكنها هي المساحة الوحيدة الباقية التي يمكن العمل عليها
إذا قرر اليمنيون أن السعودية متآمرة أو أن المتغطي بالسعودية عريان، فعندئذ سوف يكون عليهم إغلاق الدكان وأن يهيموا على وجههم في العراء بدون هدف ولا خطة عمل
رؤساء أوكرانيا واسرائيل واليمن*الرؤساء زيلنسكي ونتنياهو، معهم رئاسة ومعهم جيش ومعهم شعب، ومازالوا يعملون على استعادة الحليف الأمريكي أو على محاولة تعديل موقفه لصالح شعوبهم وأوطانهم
الرئيس اليمني، بلا رئاسة وبلا جيش وبلا شعب ولا يحاول عمل أي شيئ بشأن أي شيئ لاستعادة الحليف السعودي أو لحماية الإنسان اليمن أو لحماية تراب الوطن اليمني الواحد
اليمن ليس لديها رئيس… ليطلب من الحليف شيئا أصلا شلل رباعي وارتباك ذهن في اليمن*اليمنيون، هذا اليوم، يعانون من الشلل الرباعي للأطراف السفلية والعلوية Quadriplegia مع ارتباك شديد في الذهن Confusion ولا يستطيعون التغلب على أركان مشكلة اليمن الستة (الحوثي- الانفصال- السعودية- الإمارات- الرئيس- انعدام الحليف) وكل شيء يمكن علاجه… إلا غياب الرأس
ماذا تحتاج اليمن؟*ما هي الأهداف العليا لليمن؟١- الحفاظ على الإنسان اليمني؛… هذا يعني المساواة وسيادة القانون
هذا مستحيل مع الحوثية والانفصال
٢- الحفاظ على سلامة الوطن؛… هذا يعني الوحدة اليمنية
هذا مستحيل مع الحوثية والانفصال
كان هذا هو البرج العالي الذي نطل من فوقه على مشهد اليمن العام
والآن، سوف ننزل إلى الأرض وندخل في التفاصيل
**ثالثا: رجل المخابرات السعودي يزور اليمن** آخر أخبار اليمن أمس، كانت وصول رئيس اللجنة الخاصة شعبة المخابرات السعودية المسؤول عن اليمن اللواء محمد عبيد القحطاني، إلى المكلا وأنه قد تمكن من إعاقة استيلاء المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) على حضرموت
اتضح أنه فقط نظم العلاقة بين قوات الحماية الحضرمية التابعة للشيخ بن حبريش وبين قوات النخبة الحضرمية التابعة للمجلس الانتقالي والإمارات حول منشآت حقل مسيلة النفطية
زيارة القحطاني المفاجئة*١- بعث الأمل من تصريح القحطاني*قال القحطاني أنه يرفض مجيء قوات المجلس الانتقالي إلى حضرموت وأن بلاده تؤيد الشرعية اليمنية وأن المعركة يجب أن تكون مع الحوثيين فقط
تأييد الشرعية اليمنية، يعني دعم الوحدة اليمنية
التصدي للحوثيين، يعني استقرار اليمن
هذين الهدفين، هما المصلحة العليا لليمن
في سطر واحد، بعث رجل المخابرات السعودي بالأمل في احتمال تحسن أحوال اليمن
٢- خيبة أمل من زيارة القحطاني*على الأرض، زاد احتمال الانفصال بعد تصريح القحطاني
خيبة أمل رقم ١:بعد الزيارة، أحكم المجلس الانتقالي على عاصمة وادي حضرموت سيئون واستولي على قيادة ومخازن سلاح المنطقة العسكرية الأولى
لا ندري لماذا نهبوا مخازن السلاح إذا كانوا ينوون الاستقرار والبقاء
كانت التحليلات تقول أن السعودية، لا يمكن أن تسمح بسقوط حضرموت الوادي بيد المجلس الانتقالي التابع للإمارات
ولكن يبدو أن السعودية وافقت
خيبة أمل رقم ٢:ثم جاءت خيبة الأمل الثانية في نهاية اليوم، زحفت قوات المجلس الانتقالي إلى محافظة المهرة وتم إنزال علم اليمن الموحد ورفع علم اليمن الجنوبي السابق
كانت التحليلات تقول أن السعودية، لا يمكن أن تسمح بسقوط محافظة المهرة بيد المجلس الانتقالي التابع للإمارات
ولكن يبدو أن السعودية وافقت
٣- اشتعال اليمن ب نظرية المؤامرة*واشتعلت اليمن بهذه التأكيدات التي تصل لدرجة اليقين:١- السعودية، متآمرة على اليمن
٢- السعودية، متواطئة مع الإمارات ضد اليمن
٣- السعودية، تخاف من اليمن إذا اطمأن واستقر
٤- رئيس اليمن، متواطئ مع السعودية والإمارات ضد اليمن
في الحقيقة، لا أحد يستطيع توجيه اللوم لليمنيين باشتعال نظريات المؤامرة
المحللون والدبلوماسيون الأجانب، لا تختلف آراؤهم كثيرا عن رأي اليمنيين المؤمنين بنظرية المؤامرة، ويضيفون أيضا أن اليمن هي الحديقة الخلفية للسعودية
نحن اليمنيون، نكره أن نكون حديقة خلفية لأي أحد
٤- مصيدة اليمن*المصيدة التي تتلوى اليمن بداخلها هي شباك ثلاث مؤامرات
وبهذا، تكون كل أركان المصيدة اليمنية الثلاثة قد اكتملت:١- حرفنة الإمارات (مؤامرة)٢- لا مبالاة السعودية (مؤامرة)٣- انعدام رئاسة اليمن (مؤامرة)يمكنك إعادة توصيفات الحرفنة و اللامبالاة و انعدام الرئاسة وتغيير الأسماء كما يحلو لكم فلن يغير هذا من الأمر شيئا
٥- الإمارات تتغلب على السعودية *هل قد سلّمت السعودية أن الجنوب أصبح “منطقة نفوذ إماراتية؟هل لأن السعودية ترى اليمن من خلال “عدسة الحوثي” وليس عدسة الشرعية، ولا تهتم بالانفصال؟هل الإمارات أشطر من السعودية باستعمال الوكلاء والخيال والوثوب والانطلاق والمبادرة؟هل صانع القرار في الإمارات شخص واحد بينما صناعة القرار السعودي بشأن اليمن يتكون من عدة طبقات متناقضة ومتنافرة؟ **رابعا: التخلص من خارطة الطريق السعودية** هناك الكثيرون يعتقدون أن السعودية مازالت مهتمة بتنفيذ إتفاق خارطة الطريق التي عقدتها مع الحوثي
وأن كل هذه الحركات، إنما هي لجعل اليمنيين يتمنون تنفيذ خارطة الطريق
أنا أعتقد أن خارطة الطريق قد اندفنت
السعودية، لم تعد مضطرة للاستسلام للحوثي وإيران كما كانت في ٢٠٢٣
خارطة الطريق، بالنسبة لفهمي، تعني تسليم كامل للحوثيين
لا أحد يستطيع الاستمرار مع الحوثيين في مكان واحد، في ظل كل الامتيازات التي تحققها لهم خارطة الطريق
خارطة الطريق، تزود الحوثي بالفلوس
حوثي+ فلوس= حوثي فقط داخل اليمن
مهما غيرنا شكل الرئاسة أو نظام الحكم، لا يستطيع أي أحد مجاراة أو مجاورة أو مبارزة الحوثي
أوهام الانفصاليين والكانتونات*الانفصاليون وكانتونات الجنوب كلها، يعتقدون أن الشمال وحده هو الذي سوف يستمر تحت مخالب الحوثي وهذا أمر يمكن التعايش معه
كانتون المخاء الإماراتي (في الشمال)، يفتخر بأنه قد حقق إنجازا كبيرا بتحسين علاقاته مع كانتون عدن وأن هذا يخدم جهد اليمن للتخلص من الحوثي
الانتقالي: “مشكلتكم في الشمال، حلّوها مع الحوثي
حضرموت: “نريد سلامًا ونفطًا وهدوءًا
”المهرة: “نريد علاقات مع من يدفع ويحمينا
”المخاء: “نحن نموذج دولة صغيرة
” الجميع يظن:الابتلاع الحوثي سيحصل… لكنه سيحصل لـ”الآخر” فقط
وهذا كله وَهم
لأن الحوثي مشروع توسع عقائدي وليس مشروع حدود جغرافية
هذه معضلة يمنية*اليمنيون، لا يستطيعون أن يعيشوا أو يتعايشوا مع الحوثيين
لو كان اليمنيون يطيقون الحوثيين، لما احتاجوا للسعودية
اليمنيون، يحتاجون للسعودية للتخلص من الحوثيين
والسعودية، لم تعد في حالة مزاجية مناسبة لمصارعة أي أحد حتى الحوثيين الذين يتبادلون معهم الكراهية والضغائن والأحقاد
… هذه معضلة يمنية
**خامسا: جرأة المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات** الكثير من اليمنيين، يعتقدون أنه لايمكن باي حال من الاحوال ان يتجرا الانتقالي او حتى الإماراتيين للعبث بما تعتبره الرياض أمنها
ما يحدث في الأيام الثلاثة الماضية في حضرموت، هو جرأة متناهية من المجلس الانتقالي الانفصالي والإمارات
لكن السعودية كانت لطيفة مع هذه الجرأة
السعودية، لا يمكن أن تسمح بهذا، إلا إذا كانت هي من تسيطر على المشهد
وهذا كله صحيح ١٠٠٪ بالنسبة، للإمارات والسعودية داخل اليمن*١- الإمارات، لا تستطيع ﻋﻤﻞ شيء إلا إذا كانت السعودية لا تمانع
٢- لكن الإمارات تعمل كل شيء طوال الوقت
٤- والسعودية، لا تمانع طوال الوقت
وتكون النهاية أن محور الإمارات يسجل النقاط دائما
هذه معضلة يمنية*اليمنيون، لا يستطيعون أن يعيشوا أو يتعايشوا مع الانفصال والانفصاليين
لو كان اليمنيون يقبلون الانفصاليين، لما احتاجوا للسعودية
اليمنيون، يحتاجون للسعودية لدعم الشرعية والوحدة اليمنية
والسعودية، لم تعد في حالة مزاجية مناسبة لمساندة الشرعية والوحدة اليمنية
… هذه معضلة يمنية
**سادسا: مصيبة المجلس الرئاسي اليمني** لم أستطع هضم ولا فهم فكرة المجلس الرئاسي منذ لحظة ميلاده على يد ولي العهد السعودي في ٧ ابريل ٢٠٢٢
وعارضته بلباقة ولياقة منذ أول لحظة
ثم عارضته بصراحة مع كل انتكاسة قامت هذه الرئاسة الجماعية بإسقاط اليمن بداخلها
فكرة المجلس الرئاسي نفسها، غلط في غلط حتى لو غيروا الأشخاص مائة مرة
نحتاج رئيس واحد*كان آلمفروض أن يكون معنا رئيس لليمن، هو الذي يتصدى للحوثيين، ويمانع الانفصال، وهو الذي يتعامل مع هذه الإشكالية السعودية الإماراتية داخل اليمن
أول شيء مطلوب من الرئيس، هو تحديد وتعريف المصلحة العليا اليمن
المصلحة للعليا لليمن:*١- مواجهة الحوثيين
وهذا يعني بجانب المواجهة الفعلية، يضاف أيضا التصدي لخارطة الطريق
٢- مواجهة الانفصاليين
وهذا يعني مواجهة المجلس الانتقالي والإمارات
٣- التصدي لكل ما يؤذي اليمن
وهذا يعني التخلص من الكانتونات، وموانئ التهريب والسيطرة على الموانئ الرسمية والجمارك وإيرادات الدولة
٤- كسب عقول وقلوب الناس
هذا بحتاج التواجد على الأرض
ويحتاج أن يختار الرئيس الرجال المناسبين للسلطة المحلية في كل مكان
٥- ضرورة علاقة مع حليف
لا أحد يحارب بدون حليف
الحليف الوحيد المرشح، هو السعودية
لكن السعودية، ليست مستعدة للقيام بدور بناء الدولة Nation building الرئيس، هو الشخص المكلف بتحسين تحالف اليمن مع السعودية
٦- مهمة الرئيس، هي أن يكون معه مؤسسة رئاسة وخبراء يترجمون كل هذه المصالح الحيوية العليا إلى رسم سياسات ووضع خيارات لصنع القرار مع شرح مزايا وعيوب كل قرار، ثم يتخذ الرئيس القرار ، ثم يحول الخبراء القرار إلى خطط استراتيجية، وتكتيكات مرحلية، وخطوات تنفيذية يومية، ومراقبة ومتابعة لحسن التنفيذ على مدار الساعة
وبعدها يكون هناك تقييم دوري لكل ما يتم عمله
هذه هي طريقة العمل في المؤسسات والشركات الكبرى والدول الراسخة في الإدارة
٧- نحتاج هذا الرئيس الواحد القائد الواحد صاحب القرار الوحيد الذي يتخذ القرار من بين عدة قرارات يضعها تحت يده المستشارون والخبراء والمحللون
هذه معضلة يمنية*اليمنيون، بدون رئيس واحد
بدون قائد واحد
ولا يمكنهم التقدم خطوة واحدة بدون رئيس
واليمنيون، لا يستطيعون الحصول على الرئيس المناسب والمؤسسة الرئاسية بأنفسهم لو كان اليمنيون يستطيعون الحصول على رئيس واحد وعلى مؤسسة رئاسة بأنفسهم، لما احتاجوا للسعودية
اليمنيون، يحتاجون للسعودية ليحصلوا على رئيس مناسب وعلى مؤسسة رئاسة
والسعودية، قد ساعدت في تغيير الرئيس صالح وجعلته يوقع على التنحي أمام الملك عبدالله في الرياض وفي بث تليفزيوني مباشر
والسعودية، ساعدت في تولي الرئيس هادي في صنعاء، ثم هربته من صنعاء إلى عدن عندما حبسه الحوثي، ثم هربته من عدن إلى الرياض عندما تتبعه الحوثي، ثم أعادت توليته في الرياض في مشهد تليفزيوني كبير، ثم خلعته قبل الفجر في ٧ ابريل ٢٠٢٢
ثم جلبت السعودية لنا المجلس الرئاسي الجماعي المكون من ثمانية رؤساء ليحلوا محل هادي
السعودية هي التي تخلع وتنصب رؤساء اليمن منذ ٢٠١٢
والسعودية، لم تعد في حالة مزاجية لهذا النوع من وجع الرأس والصداع
… هذه معضلة يمنية
**سابعا: ما العمل مع تقلبات السعودية؟** ١- يجب إيجاد طريقة تمكننا من التأثير على السعودية
٢- الترويج ل نظرية المؤامرة من جانب السعودية، لا يناسب أهدافنا
حتى لو كانت هناك مؤامرة، مهمة الرئيس هو التخفيف من أثرها مع المحافظة على الحليف
(إنظر لما يفعله زيلنسكي مع ترامب الذي قد تغير مزاجه وأولوياته بشأن أوكرانيا)(إنظر لما يقوله المحللون الإسرائيليون بشأن تغير مزاج وأولويات ترامب بشأن اسرائيل) ٣- لا أحد يذهب إلى معركة بدون حليف
من هو الحليف الوحيد المحتمل، لنا؟بالرغم من كل ما لا يعجبنا من الفشل المشترك مع الحليف في ال ١٠ سنوات الماضية، فإن السعودية تبقى هي الحليف الوحيد المحتمل
٤- حتى ولو كانت السعودية متآمرة— كما يصر البعض منا— فإن التشابك الودود معها يخفف من فعل المؤامرة
٥- لن يكون هناك متآمرون علينا أكثر مننا نحن
اليمنيون، هم من يتآمروا على اليمنيين
إنظر من حولك، سوف تجدهم يتآمرون حتى على أنفسهم
٦- لا يمكن الحصول على رئاسة جيدة بمجهودنا وحدنا
٧- قد وصلنا إلى أسفل درجات الحضيض لدرجة أننا نحتاج السعودية لإقامة رئاسة مناسبة لنا، تقوم أولا بتحديد المصلحة العليا لليمن والرئاسة، ولنا
وبعدها تقوم الرئاسة ببقية الخطوات اللازمة لتحقيق مصلحة اليمن العليا، كما شرحنا في فقرة سابقة
**ثامنا: وضع السعودية الفريد في اليمن** ١- السعودية مهمة ولكنها غير مهتمة*السعودية ليست لاعبا عاديا في اليمن
ليست طرفا ثالثا بين الشرعية والانتقالي
السعودية هي “مظلة النظام الإقليمي” في اليمن
لهذا فإن حرفنة الإمارات لا تنجح إلا إذا كانت السعودية قد رفعت يدها،وفشل الرئاسة لا يحصل إلا إذا كانت السعودية قد سحبت عنايتها،والخرائط الأجنبية لا تمر إلا في ظل فراغ سعودي في لحظتها
٢- “فرصة اليمن الذهبية” التي تضيع*“السعودية اليوم أضعف من أن تتحمل أثقال اليمن، لكنها قوية بما يكفي لإعادة هندستها إذا اقتنعت”
هذا هو جوهر اللحظة
أخطر ما يواجه اليمن الآن ليس قوة الحوثي، ولا جرأة الانتقالي، ولا حرفنة الإمارات،بل أن السعودية في لحظة انتقال استراتيجي:تريد التخفف من اليمن، لكنها لا تريد خسارته،ولا تريد أن يربحه غيرها، ولا أن يصبح صداعا يوميا لها
السعودية لا تريد ثلاثة أشياء:*١- لا تريد يمنا قويا يفاوضها من موقع الندّية
٢- ولا تريد يمنا فوضويا يصدر لها الأزمات
٣- ولا تريد يمنا يربحه الإيراني أو يسيطر عليه وكيل آخر
… وهذه هي النقاط الصالحة لتبادل المنافع
هذه اللحظة هي الفرصة الذهبية التي تضيع:لأن اليمن بلا رئيس… وبلا عرض منفعة… وبلا مشروع…فيتحول “تغيير الأولويات السعودية” من فرصة لإنقاذ اليمن إلى تهديد يمزق اليمن
٣- لماذا تتصرف الإمارات بهذه الثقة؟*ما هي الحرفنة الإماراتية؟ الإمارات تعرف أن السعودية فقدت “الغريزة اليمنية” (Yemeni Instinct)
الغريزة التي كانت عند عبدالله وسلطان وبندر وسلمان الأب، والملك فهد، والملك فيصل، …الغريزة السعودية بأن اليمن ملف يحتاج يقظة دائمة، ومتابعة يومية، وأولويات ثابتة
ومع غياب هذه الغريزة… تستطيع الإمارات “الرقص في المساحة الرمادية”،فتتقدم خطوة… ثم تنتظر…فإن صمتت السعودية، تستكمل…وإن انتبهت السعودية، تتراجع قليلا ثم تعود
هذه النقطة تفسر كل ما يحدث:حضرموت، شبوة، المهرة، المخا، سقطرى… أصبحت الإمارات لاعبا “متفرغا”… والسعودية لاعبا “منشغلا”
**تاسعا: ليس المزاج السعودي ولكنها الأولويات التي تتغير** ١- السعودية لا تغيّر مزاجها… بل تغيّر أولوياتها*خطأ شائع عند اليمنيين:اعتبار أن السعودية “مزاجية”
الحقيقة: السعودية براجماتية جدا ونفعية جدا وتبحث عن مصالحها
مصلحتها، ليست ثروات اليمن لأن عندها ما يكفيها وزيادة
وتتغيّر أولويات السعودية، بحسب:— صراعها مع إيران— ملفها الداخلي— تغير أهداف رؤساء أمريكا— الانتخابات الأمريكية— نفقات اقتصادها— شراكاتها الدولية— أمن حدودها المزاج السعودي ليس “مزاجًا نفسيًا” بل مزاج استراتيجي
ويمكن التأثير عليه
لكن ذلك يحتاج رئيسا يفهم كيف تفكر الدول… لا كيف يفكر الأفراد
٢- كسب السعودية يبدأ بتقديم “منفعة” لا “شكوى* السعودية لن تغيّر موقفها لأنها ظلمت الشرعية أو دعمت الانتقالي أو غضب عليها اليمنيون الدول تتغيّر فقط حين ترى:منفعة استراتيجية جديدة
وهذا واجب الرئيس:— أن يقدّم “عرضًا يمنيا” قابلا للإغراء
— وليس “شكوى يمنية” قابلة للشفقة
السعودية لا تتعامل بالشفقة… إنها تتعامل بالمنفعة
٣- ما هي المنفعة للسعودية؟*ماذا تريد؟ وما هو الذي لا تريده؟ السعودية تريد اليمن… بلا فوضى ولا مفاجآتالسعودية لا تريد:— يمنا قويا يبتزها
— ولا يمنا ضعيفا ينهار
— ولا يمن متحديا يهددها
— ولا يمنا يتسوّل
ونحن في الحقيقة نريد نفس هذه الأشياء
السعودية تريد:يمنًا يمكن التفاهم معه
ونحن نريد السعودية التي يمكن التفاهم معها
وغياب “الرئيس الواحد” جعل اليمن:— غير قابل للتفاهم— غير قابل لتوقع ما هو تصرفه التالي
— غير قابل للتحالف لذلك:إعادة الرئاسة ليست “خدمة لليمن” بل “مصلحة للسعودية أيضا” خاتمة*١- يجب إخراج اليمن من معضلاتها وعلى قمتها انعدام الرئيس
٢- وبعض المعضلات هي بسبب تقلبات أولويات السعودية
٣- اليمن تحتاج الرئيس الذي يقدم المنفعة للسعودية التي تناسب اليمن في نفس الوقت
٤- يجب أن نجد طريقة لكسب السعودية بتقديم المنفعة التي تجعلها تثبت أولوياتها لعشر سنوات على الأقل