د. مصطفى الجبزي : الخطوة قبل الأخيرة
منذ 2 ساعات
د
مصطفى الجبزي ليست أحوال الناس هي التي ستسوء فقط أو يبتلون في معيشتهم ويمتحنون في أرزاقهم
بل ستسوء أخلاقهم ويتمرغون في وحل الوقت
دوائر العنف فتاكة تبدأ بالآخر، بالبراني، بالمختلف وتستسهل قتله وهدر دمه واستباحة ماله
ثم تضيق الدائرة وتأكل أبناءها
سيصل الحال باليمنيين إلى وأد بناتهم؛ وأد مادي ووأد معنوي، اما دفن في التراب أو دفن في العبودية المبطنة
لأن بوصلة الشرف انحرفت
الإنهيار الجاري أكبر من أن يقاس بالمؤشرات والأرقام
لأن الجزء الأصيل منه هو هدر كرامة الإنسان، طالما والكرامة صون للحياة وما دون ذلك من ألقاب الشرف أو قيود السلوك أو فنق المظهر هي محض ادعاء
تنتج الحرب تفاوت في الملكية والقوة
لكنها أول ما تنتج قانون الغاب: القوي يأكل الضعيف، ومن استطاع أن يقتص لذاته فعل
وحدها الدولة قادرة على الاستحواذ على شرعية احتكار العنف وتوظيفه لحفظ الناس من الناس
فاذا انهارت، تداع جدار السلم والسلام
هذه الحروب التي لا إطار وطني لها غير الذهاب نحو الماضي ولا قيد قانوني يشكمها غير الثأر والحقد ستعيد اليمن مئات السنين إلى الوراء؛ إلى الفقر والجهل والمرض
سيمتلك الناس أحدث التقنيات ويوظفونها لأرذل الأفعال
سيتغلف المجتمع ببطانة سميكة من النفاق
سيزداد عدد المشتغلين بالوعظ
وزيادتهم توافق فساد المجتمع
وكلما زاد عددهم وقع المجتمع في قعر الرذيلة
كلما علت نبرتهم تفشت الأمراض الاجتماعية
لأن المجتمع أصيب بلوثة