د. ياسر الشرعبي : السعودية ريادة عالمية في خدمة الإسلام ونشر المنهج الوسطي

منذ 7 ساعات

منذ تأسيسها، قامت المملكة العربية السعودية بدورٍ محوري في خدمة الإسلام، وترسيخ العقيدة الصحيحة، ونشر منهج أهل السنة والجماعة القائم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، بعيدًا عن الغلو والتطرف من جهة، وعن الانحراف والتمييع من جهة أخرى

وقد مضت المملكة في هذا النهج بوجهة واحدة واضحة، ولم يكن هذا الدور طارئًا أو مرحليًا، بل شكّل ركيزة أساسية في سياسة الدولة، ومنطلقًا ثابتًا في رؤيتها الدينية والفكرية، انعكس أثره في مواقفها، وأنشطة مؤسساتها الدعوية، ومبادراتها العالمية

لقد توافر للمملكة عوامل عدة أهلتها لهذه الريادة العالمية، تمثلت في الأرض المباركة والقيادة الفاعلة، والمكانة والمكان، وقيامها وفق عقدٍ سياسي واضح محاط بسياجٍ عقدي متين، يتمثل في تحقيق التوحيد، وتحكيم الشريعة الإسلامية، والتمسك بمنهج يجمع بين صفاء المعتقد وصحة الفهم وسلامة المنهج

وقد حرصت قيادتها، منذ أن وضع الملك عبدالعزيز – رحمه الله – مداميك الدولة الأولى، على ترسيخ هذا النهج في مختلف مؤسساتها؛ في القضاء، والدعوة، والإفتاء، والتعليم بمراحله وأنماطه التي رافقت النشأة وواكبت مسيرة النهضة، بما يضمن وحدة المرجعية الدينية، ويحفظ المجتمع من التيارات المنحرفة، سواء تلك التي توظف الدين لأغراض سياسية، أو التي تتخذ من الغلو والعنف مسلكًا، فيجني صاحبها على نفسه أولًا، وعلى المجتمع ثانيًا، ويشوّه صورة الدين والدولة معًا

والمتتبع لجهود المملكة العربية السعودية وسِيَر قادتها يجد بوضوح أنهم عملوا على بناء المجتمع فكريًا، وصحّحوا ما علق به من شوائب في الاعتقاد، وجعلوا الدعوة إلى العقيدة الصحيحة وتصحيحها ونشرها في صدارة أولوياتهم

فطُبعت كتب العقيدة على نفقتهم، وأُوقفت، ووُزّعت في أنحاء العالم، واستفاضت بذلك الأخبار، وأُفردت مؤلفات عُنيت بتتبع هذه الجوانب المشرقة من تاريخ الدولة

وحرصًا على توحيد الفكر كما وُحِّدت الأرض، أرسل الدولة العلماء الموثوق بهم إلى المدن والبوادي داخل المملكة لتعليم الناس أمور دينهم، كما أُوفد الدعاة إلى بقاع العالم لتعريف الناس بحقيقة الإسلام، وتعليمهم ما لا يسع المسلم جهله، وتصحيح الصورة المشوّهة التي أسهمت أطراف عدة في تكوينها

وامتدت مواقف قادة المملكة لتشمل نصرة قضايا الإسلام والمسلمين في مختلف أنحاء العالم؛ إذ لا تكاد تخلو قضية إسلامية عادلة إلا وللمملكة فيها موقف أو بصمة، إضافة إلى سعيها لمساندة الأقليات المسلمة، وتوظيف دبلوماسيتها وثقلها السياسي لرفع الظلم عن المسلمين، والعمل على إيقاف ما قد يتعرضون له من انتهاكات، وكل ذلك من منطلقات شرعية وإنسانية، بعيدًا عن التوظيف الأيديولوجي أو الاستغلال السياسي

وقد تفرّدت المملكة بنشر المنهج السلفي القائم على الموازنة بين النص والفهم، وبين الثوابت والمتغيرات، ورفض الإفراط والتفريط معًا، ليكون الاعتدال هو النهج في السلوك، والمؤسسة الفاعلة في تبني الرؤى ومواجهة التطرف

وقد تجلّى ذلك بوضوح في خطابها الديني الرسمي، وفي انسجام مؤسساتها المختلفة في تبنّي هذا النهج منهجًا وسلوكًا، وهو انسجام قلّ أن يوجد في غيرها من الدول

ويلمس ذلك كل من شارك في برامجها الدعوية وأنشطتها الفكرية، سواء ممن درس فيها، أو عمل في مؤسساتها، أو عاش على أرضها، أو تابع جهودها، أو زارها حاجًّا أو معتمرًا

واتسمت مواقفها بالوضوح والحزم في التعامل مع الجماعات المتطرفة التي شوّهت صورة الإسلام وأساءت إلى تعاليمه السمحة

أضف إلى ذلك أنها أحاطت نهجها بسياجٍ من الأمن الفكري وأصبحت رائدة فيه ولها تجربة ثرية، وهو ما تجلّى في برامج المناصحة، والمبادرات الفكرية، وسنّ التشريعات التي تحمي المجتمع وتحفظ أمنه واستقراره

ولم تقتصر على توظيف البرامج التقليدية في نشر العقيدة، فقد واكبت مستجدات العصر في مجالات التقنية والمعرفة، وسخّرت ذلك لخدمة الدعوة ونشر العقيدة الصحيحة، وعملت على إيصال خطاب الإسلام الوسطي إلى العالم بوصفها منطلق التوحيد، ولا تكاد تجد مجالًا من مجال الدعوة أو العمل الإسلامي إلا وهناك منصات سعودية متخصصة وتؤدي رسالتها باحترافية

ومن شواهد سعيها إلى إيصال الدعوة إلى العالم مشاركاتها في المحافل الدولية، ودعم المراكز والمؤسسات الإسلامية، واستضافتها لمسلمي العالم في برامج الحج والعمرة، ورعايتها للمؤتمرات والندوات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، ونشر الكتب والمناهج الشرعية الموثوقة، وإيفاد الدعاة المؤهلين علميًا وفكريًا من أبنائها، فضلًا عن رعايتها لبرامج تأهيلية لأبناء البلدان الإسلامية ليقوموا بواجبهم تجاه أوطانهم ومجتمعاتهم

ورافق نشر العقيدة الصحيحة ونصرة المسلمين غرسُ المفاهيم الصحيحة المتعلقة بالعلاقة بين الدين والدولة وأسس التعامل الصحيح، وترسيخُ مبدأ الحكمة، وحسن التعامل، وإعلاءُ لغة الحوار بين الدول وإنشاء المراكز المتخصصة لتعزيز التعايش السلمي وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم

إن الدور الريادي الذي تؤديه المملكة العربية السعودية في نصرة الإسلام، وخدمة العقيدة الصحيحة، ونشر المنهج السلفي الوسطي، ليس مجرد شعارات تُرفع، بل ممارسة واقعية امتدت لعقود، وتواصلت برؤية واعية تستشرف المستقبل

وهو دور يستند إلى ثوابت شرعية، وحكمة قيادية، ومسؤولية تاريخية تجاه الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء

منذ تأسيسها، قامت المملكة العربية السعودية بدورٍ محوري في خدمة الإسلام، وترسيخ العقيدة الصحيحة، ونشر منهج أهل السنة والجماعة القائم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، بعيدًا عن الغلو والتطرف من جهة، وعن الانحراف والتمييع من جهة أخرى

وقد مضت المملكة في هذا النهج بوجهة واحدة واضحة، ولم يكن هذا الدور طارئًا أو مرحليًا، بل شكّل ركيزة أساسية في سياسة الدولة، ومنطلقًا ثابتًا في رؤيتها الدينية والفكرية، انعكس أثره في مواقفها، وأنشطة مؤسساتها الدعوية، ومبادراتها العالمية

لقد توافر للمملكة عوامل عدة أهلتها لهذه الريادة العالمية، تمثلت في الأرض المباركة والقيادة الفاعلة، والمكانة والمكان، وقيامها وفق عقدٍ سياسي واضح محاط بسياجٍ عقدي متين، يتمثل في تحقيق التوحيد، وتحكيم الشريعة الإسلامية، والتمسك بمنهج يجمع بين صفاء المعتقد وصحة الفهم وسلامة المنهج

وقد حرصت قيادتها، منذ أن وضع الملك عبدالعزيز – رحمه الله – مداميك الدولة الأولى، على ترسيخ هذا النهج في مختلف مؤسساتها؛ في القضاء، والدعوة، والإفتاء، والتعليم بمراحله وأنماطه التي رافقت النشأة وواكبت مسيرة النهضة، بما يضمن وحدة المرجعية الدينية، ويحفظ المجتمع من التيارات المنحرفة، سواء تلك التي توظف الدين لأغراض سياسية، أو التي تتخذ من الغلو والعنف مسلكًا، فيجني صاحبها على نفسه أولًا، وعلى المجتمع ثانيًا، ويشوّه صورة الدين والدولة معًا

والمتتبع لجهود المملكة العربية السعودية وسِيَر قادتها يجد بوضوح أنهم عملوا على بناء المجتمع فكريًا، وصحّحوا ما علق به من شوائب في الاعتقاد، وجعلوا الدعوة إلى العقيدة الصحيحة وتصحيحها ونشرها في صدارة أولوياتهم

فطُبعت كتب العقيدة على نفقتهم، وأُوقفت، ووُزّعت في أنحاء العالم، واستفاضت بذلك الأخبار، وأُفردت مؤلفات عُنيت بتتبع هذه الجوانب المشرقة من تاريخ الدولة

وحرصًا على توحيد الفكر كما وُحِّدت الأرض، أرسل الدولة العلماء الموثوق بهم إلى المدن والبوادي داخل المملكة لتعليم الناس أمور دينهم، كما أُوفد الدعاة إلى بقاع العالم لتعريف الناس بحقيقة الإسلام، وتعليمهم ما لا يسع المسلم جهله، وتصحيح الصورة المشوّهة التي أسهمت أطراف عدة في تكوينها

وامتدت مواقف قادة المملكة لتشمل نصرة قضايا الإسلام والمسلمين في مختلف أنحاء العالم؛ إذ لا تكاد تخلو قضية إسلامية عادلة إلا وللمملكة فيها موقف أو بصمة، إضافة إلى سعيها لمساندة الأقليات المسلمة، وتوظيف دبلوماسيتها وثقلها السياسي لرفع الظلم عن المسلمين، والعمل على إيقاف ما قد يتعرضون له من انتهاكات، وكل ذلك من منطلقات شرعية وإنسانية، بعيدًا عن التوظيف الأيديولوجي أو الاستغلال السياسي

وقد تفرّدت المملكة بنشر المنهج السلفي القائم على الموازنة بين النص والفهم، وبين الثوابت والمتغيرات، ورفض الإفراط والتفريط معًا، ليكون الاعتدال هو النهج في السلوك، والمؤسسة الفاعلة في تبني الرؤى ومواجهة التطرف

وقد تجلّى ذلك بوضوح في خطابها الديني الرسمي، وفي انسجام مؤسساتها المختلفة في تبنّي هذا النهج منهجًا وسلوكًا، وهو انسجام قلّ أن يوجد في غيرها من الدول

ويلمس ذلك كل من شارك في برامجها الدعوية وأنشطتها الفكرية، سواء ممن درس فيها، أو عمل في مؤسساتها، أو عاش على أرضها، أو تابع جهودها، أو زارها حاجًّا أو معتمرًا

واتسمت مواقفها بالوضوح والحزم في التعامل مع الجماعات المتطرفة التي شوّهت صورة الإسلام وأساءت إلى تعاليمه السمحة

أضف إلى ذلك أنها أحاطت نهجها بسياجٍ من الأمن الفكري وأصبحت رائدة فيه ولها تجربة ثرية، وهو ما تجلّى في برامج المناصحة، والمبادرات الفكرية، وسنّ التشريعات التي تحمي المجتمع وتحفظ أمنه واستقراره

ولم تقتصر على توظيف البرامج التقليدية في نشر العقيدة، فقد واكبت مستجدات العصر في مجالات التقنية والمعرفة، وسخّرت ذلك لخدمة الدعوة ونشر العقيدة الصحيحة، وعملت على إيصال خطاب الإسلام الوسطي إلى العالم بوصفها منطلق التوحيد، ولا تكاد تجد مجالًا من مجال الدعوة أو العمل الإسلامي إلا وهناك منصات سعودية متخصصة وتؤدي رسالتها باحترافية

ومن شواهد سعيها إلى إيصال الدعوة إلى العالم مشاركاتها في المحافل الدولية، ودعم المراكز والمؤسسات الإسلامية، واستضافتها لمسلمي العالم في برامج الحج والعمرة، ورعايتها للمؤتمرات والندوات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، ونشر الكتب والمناهج الشرعية الموثوقة، وإيفاد الدعاة المؤهلين علميًا وفكريًا من أبنائها، فضلًا عن رعايتها لبرامج تأهيلية لأبناء البلدان الإسلامية ليقوموا بواجبهم تجاه أوطانهم ومجتمعاتهم

ورافق نشر العقيدة الصحيحة ونصرة المسلمين غرسُ المفاهيم الصحيحة المتعلقة بالعلاقة بين الدين والدولة وأسس التعامل الصحيح، وترسيخُ مبدأ الحكمة، وحسن التعامل، وإعلاءُ لغة الحوار بين الدول وإنشاء المراكز المتخصصة لتعزيز التعايش السلمي وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم

إن الدور الريادي الذي تؤديه المملكة العربية السعودية في نصرة الإسلام، وخدمة العقيدة الصحيحة، ونشر المنهج السلفي الوسطي، ليس مجرد شعارات تُرفع، بل ممارسة واقعية امتدت لعقود، وتواصلت برؤية واعية تستشرف المستقبل

وهو دور يستند إلى ثوابت شرعية، وحكمة قيادية، ومسؤولية تاريخية تجاه الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء