دلالات التصعيد العسكري الحوثي بمأرب وتعز
منذ سنة
عدن – سعيد نادر ارتفعت وتيرة التصعيد العسكري الذي تقوم به جماعة الحوثي في مختلف جبهات القتال داخل اليمن
وخلال اليومين الماضيين، شنّ الحوثيون هجمات على مواقع عسكرية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، كما حشدت عسكريًا على تخوم محافظة مأرب (وسط البلاد)
وسبق الحشد العسكري الحوثي على مأرب قصف صاروخي ومدفعي، طال مخيمات النازحين في المديريات الجنوبية والوسطى من المحافظة
مراقبون يمنيون وخبراء عسكريون علقوا على التصعيد العسكري الجديد للحوثيين في جبهات القتال، التي شهدت جمودًا وهدوءًا نسبيًا دام قرابة العام
ويقول المحلل السياسي في الشئون العسكرية والإستراتيجية الدكتور علي الذهب، إنه لا بد من الربط بين الهجمات الحوثية وما يدور من أحداث إقليمية ودولية
وأوضح الدكتور الذهب لـ«المشاهد» أن هجمات الحوثيين لم تهدأ يومًا، وما تزال قائمة ومستمرة ولكن مضاعفاتها وتركيزها مؤخرًا يأتي في إطار محاولة إعادة الأزمة اليمنية للواجهة، بالتزامن مع أحداث غزة
ويضيف: يحاول الحوثيون بطريقةٍ أو بأخرى إثارة الأزمة اليمنية مجددًا على المستويين الداخلي والخارجي؛ لتحقيق أهداف كثيرة على المستوى السياسي
خاصةً بعد أن استشعروا أنهم أثبتوا قدرتهم على عمل شيء تجاه أحداث غزة، في ظل عجز القوى الأخرى إقليميًا ودوليًا على مواجهة الكيان الصهيوني، بحسب الدكتور الذهب
ويستدرك: ”لكن هذا الدور الذي يدعيه الحوثيون حقق لهم أهدافًا سياسية، داخليًا وخارجيًا، أكثر مما تحقق على الصعيد العسكري والاستراتيجي خدمةً للمقاومة؛ كون المحصلة النهائية لا تعدو أن تكون محدودة التأثير، وهذا هو الغرض الذي سعى إليه الحوثيون”
وبعيدًا عن ارتباطات تصعيد الحوثيين بما يجري في غزة، يرى الدكتور الذهب أن التصعيد هو إعلان بقرب فشل العملية السياسية التي من شأنها إحلال السلام في اليمن
ويشير إلى أن الحوثيين لا يسعون للسلام، ولكنهم يستغلون السلام لتحقيق مزيد من المكاسب على المستوى العسكري، من حيث التحشيد والمال لرفد خزينة الحرب
كما أن هناك هدف لاستغلال السلام على المستوى السياسي، لترتيب أوضاع الجماعة سياسيًا والضغط على القوى المتحالفة معها في مناطق سيطرتها لفرض إرادتها، حد رؤية الدكتور الذهب
معتقدًا أن حلّ الحكومة في صنعاء وتحويلها إلى حكومة تصريف أعمال يؤكد أن الحوثيين يرتبون لوضع سياسي يسمح لهم للإنفراد بالسلطة، وجعل المجلس السياسي أكثر هيمنة أمام حلفائهم من الأحزاب الأخرى ولا سيما حزب المؤتمر
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير