دوافع حضرموت بتبنى الحكم الذاتي
منذ شهر
حضرموت – بشرى الحُميديتشهد محافظة حضرموت (شرق اليمن)، تصاعدًا لافتًا للتوتر السياسي، مع تزايد دعوات القوى القبلية والسياسية لتبني الحكم الذاتي
ويعكس ذلك حجم الغضب الشعبي المتراكم في حضرموت؛ نتيجة التهميش الخدمي الذي تتعرض له المحافظة، والتدخلات الخارجية في شؤونها
وأعلنت قيادات قبلية من “حلف قبائل حضرموت”، و”مؤتمر حضرموت الجامع”، فعليًا، خيار الحكم الذاتي
مبررةً أنه بات “قرارًا لا رجعة فيه”
رافضين أي وصاية خارجية على حضرموت، ومطالبين بتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم
وتشير القيادات الحضرمية إلى محاولات المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيًا- ضم المحافظة إلى مشروعه السياسي، وفرض قواته وسيطرته على حضرموت
وهذا ما دفع تلك الكيانات القبلية في حضرموت إلى استحداث قوات مسلحة، وفتح التجنيد لأبناء المحافظة؛ للانخراط في وحدات عسكرية
يأتي ذلك رفضًا لمحاولات المجلس الانتقالي الجنوبي السيطرة بقواته على حضرموت، ومن وراءه التدخلات السياسية الخارجية
تشهد محافظة حضرموت (شرق اليمن)، تصاعدًا لافتًا للتوتر السياسي، مع تزايد دعوات القوى القبلية والسياسية لتبني الحكم الذاتي، ويعكس ذلك حجم الغضب الشعبي المتراكم في حضرموت؛ نتيجة التهميش الخدمي الذي تتعرض له المحافظة، والتدخلات الخارجية في شؤونها، يأتي ذلك في ظل إعلان قيادات قبلية من “حلف قبائل حضرموت”، و”مؤتمر حضرموت الجامع”، فعليًا، خيار الحكم الذاتي، مبررةً أنه بات “قرارًا لا رجعة فيه”
رافضين أي وصاية خارجية على حضرموتوكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد رد على اتهامات الكيانات الحضرمية، ونفى وجود أي قوات عسكرية من خارج المحافظة
معتبرًا أن الاتهامات التي تعرض لها تأتي كمحاولة لـ”خلط الأوراق”
مبديًا تمسكه بالحوار، في ظل اتهامات متبادلة بعرقلة التفاهمات بين الجانبين
الناطق الرسمي باسم حلف قبائل حضرموت، الكعش سعيد سالم السعيدي، قال: إن أبناء حضرموت قد حسموا خيارهم باتجاه الحكم الذاتي
مشيرًا إلى أن هذا المسار لا مناص منه؛ كونه يمثل السبيل الوحيد لإنصاف حضرموت وأبنائها
وأوضح السعيدي لـ”المشاهد”، أن “تحقيق هذا الخيار سيتم بكافة الوسائل والطرق المشروعة
معتبرًا أن استمرار تجاهل حقوق حضرموت السياسية والاقتصادية لم يعد مقبولًا
كما أن المرحلة تتطلب تمكين الحضارم من إدارة شؤونهم بعيدًا عن أي وصاية أو تدخلات خارجية”، بحسب السعيدي
لافتًا إلى أن زيارة وفد حلف حضرموت الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، ولقاءاته هناك، قوبلت بتفهم كبير لمطالب حضرموت
وبيّن أن اللقاءات “كشفت استعدادًا لدعم مطالب الحكم الذاتي بحضرموت، بعيدًا عن صراعات مراكز النفوذ التي كانت سببًا للأزمات المتلاحقة”
وفيما يتعلق بتواجد قوات من خارج حضرموت -تابعة للانتقالي- داخل أراضي المحافظة، قال السعيدي إن هذا الواقع لا يمكن إنكاره
معتبرًا أنه “مثار قلق” الشارع الحضرمي، الذي يرى أن بقاء القوات غير مبرر، وانتهاك لحق حضرموت في إدارة أمنها بنفسها”
السعيدي: أبناء حضرموت قد حسموا خيارهم باتجاه الحكم الذاتي، مشيرًا إلى أن هذا المسار لا مناص منه؛ كونه يمثل السبيل الوحيد لإنصاف حضرموت وأبنائها، معتبرًا أن استمرار تجاهل حقوق حضرموت السياسية والاقتصادية لم يعد مقبولًا، كما أن المرحلة تتطلب تمكين الحضارم من إدارة شؤونهم بعيدًا عن أي وصاية أو تدخلات خارجيةوأضاف: “الحضارم يطالبون بتوجه تلك القوات إلى الجبهات؛ لمواجهة العدو الحقيقي لليمن
وقال إن أبناء حضرموت قادرون على حماية أمنها واستقرارها في إطار الدولة اليمنية، ولا داعي لفرض وجود عسكري خارجي داخلها
منتقدًا مشاهد الحافلات التي حملت أعدادًا من الجنود من خارج حضرموت
مشيرًا إلى أنها أثارت استغراب الأهالي، خصوصًا أن حضرموت تنعم بالاستقرار، ولا توجد دواعي لتلك التحركات”
ودعا السعيدي القوى في الشمال والجنوب إلى الكف عن التدخل في شؤون حضرموت
و”منح أبنائها الحق في تأسيس نموذج عادل ومستقر، يجعل من حضرموت قاطرة للدولة اليمنية القادمة
مختتمًا: لن نسمح لأي طرف بالعبث بأمن واستقرار المحافظة، فأبناء حضرموت مستعدون لحماية أرضهم، وسيظلون مصدر أمان وخير لكل اليمنيين”
من جهته، يرى رئيس الدائرة السياسية لمؤتمر حضرموت الجامع، الدكتور عبدالعزيز صالح جابر، أن “حضرموت تمر بمنعطف حساس
يتطلب من الجميع التحلي بأقصى درجات المسؤولية الوطنية، وسط محاولات لفرض واقع سياسي لا يعبّر عن الإرادة الجمعية لأبناء حضرموت
ويهدد وحدة القرار الحضرمي وتماسك النسيج الاجتماعي”
وأوضح الدكتور جابر في حديثه لـ”المشاهد”، أن التصعيد الراهن في الخطاب السياسي والاستقطاب الحاد يحمل رسائل تهدد الأمن والاستقرار في حضرموت
معتبرًا أن الوعي الشعبي والسياسي المتراكم -المعبر عنه حلف قبائل حضرموت ومؤتمرها الجامع- يشكل صمام أمان ضد الانزلاق للصراع والمواجهة
وأشار إلى أن موقف الحلف والمؤتمر، واضح في رفض أي تدخل خارجي يمس سيادة حضرموت ويعبث بتوازناتها الداخلية وينهب ثرواتها
وقال: “حضرموت لأبنائها، والحكم الذاتي هو الخيار الواقعي والمشروع السياسي الأدنى؛ لتأمين مصالح حضرموت في هذا الوقت العصيب
وأضاف: متمسكون بأن تكون حضرموت إقليمًا سياديًا مستقلًا في إطار نظام اتحادي فيدرالي”
الدكتور جابر: موقف حلف حضرموت ومؤتمرها الجامع واضح في رفض أي تدخل خارجي يمس سيادة حضرموت ويعبث بتوازناتها الداخلية وينهب ثرواتها، فحضرموت لأبنائها، والحكم الذاتي هو الخيار الواقعي والمشروع السياسي الأدنى؛ لتأمين مصالح حضرموت في هذا الوقت العصيب، فالحضارم متمسكون بأن تكون حضرموت إقليمًا سياديًا مستقلًا في إطار نظام اتحادي فيدراليوتابع: يحق للحضارم تقرير مصيرهم متى رأوا أنه لم يعد على النحو الذي تم الاتفاق عليه، وفق القوانين والمواثيق الدولية
وبما يضمن حقوقها ويحفظ الهوية الثقافية والاجتماعية والمدنية الحضرمية
وكشف الدكتور جابر أن “لدى الحلف والمؤتمر الجامع أدوات متعددة للرد على أي محاولات فرض أمر واقع
وتشمل تلك الأدوات تحركات سياسية ودبلوماسية، وتفعيل الحاضنة الشعبية والقبلية، وصولاً إلى وسائل الضغط السلمي
وبناء تحالفات وطنية مساندة لحق حضرموت في تقرير مصيرها الإداري والسياسي والأمني والاقتصادي”
مشيرًا إلى أن أي مشروع سياسي في حضرموت لن يكتب له النجاح ما لم يكن ذو إرادة حضرمية خالصة
ويعبّر عن تطلعات أبنائها، الذين سيدافعون عنه بكافة الوسائل المشروعة
مختتمًا تصريحه بالتذكير بأن الحضارم منفتحون على الحوار والشراكة؛ بما يحقق أمن واستقرار حضرموت واليمن عمومًا
في المقابل، نفى عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، المقدم عمر بارشيد، دخول قوات من خارج حضرموت إلى ساحل المحافظة
لافتًا أن “ما يتم ترويجه إعلاميًا ليس سوى محاولات لخلط الأوراق وتشويه الحقائق، وهو ما نفته اللجنة الأمنية كذلك”
وأوضح بارشيد، أن الدعوة للحوار ماتزال قائمة من جانب الانتقالي، إلا أن هناك رفضًا من بعض الأطراف في هضبة حضرموت
وتابع: وهو ما يطرح تساؤلات مشروعة حول نوايا تلك الأطراف وأهدافها
معتبرًا أن “من يرفض الحوار، لا بد أن لديه شيء يخشى كشفه”، وفقًا لحديثه مع “المشاهد”
بارشيد: الجهود مستمرة حاليًا لإعادة هيكلة حلف قبائل حضرموت وتدوير رئاسته بما يخدم المصلحة العامة، وما يجري حاليًا لا يعكس الإرادة الحقيقية للحلف ولا لمؤتمر حضرموت الجامع، فمعظم قيادات هذه الكيانات لا تؤيد ما يقوم به الشيخ عمرو بن حبريش، ودعوات الحوار من قبل الانتقالي ما تزال قائمًةورأى أن “الجهود مستمرة حاليًا لإعادة هيكلة حلف قبائل حضرموت وتدوير رئاسته بما يخدم المصلحة العامة
موضحًا أن ما يجري حاليًا لا يعكس الإرادة الحقيقية للحلف ولا لمؤتمر حضرموت الجامع
وقال: إن معظم قيادات هذه الكيانات لا تؤيد ما يقوم به الشيخ عمرو بن حبريش”، بحسب تعبيره
يذكر أن الشيخ عمرو بن حبريش يرأس حلف قبائل حضرموت، كما يشغل في ذات الوقت منصب وكيل أول محافظة حضرموت، وأعلن خلال لقاء قبلي موسع، في الـ12 أبريل الماضي الحكم الذاتي لحضرموت
وفي ختام تصريحه، شدد المقدم بارشيد على أن كافة تحركات المجلس الانتقالي تنطلق من مبدأ “حضرموت أولًا”
وتهدف إلى دعم نخبة حضرموت، والدفع نحو موقف موحد يخدم المحافظة بعيدًا عن الاصطفافات والمصالح الضيقة
بدوره، قال الكاتب السياسي محمد بالفخر، إن التدهور الخدمي، والاضطراب الإداري بحضرموت؛ هو نتيجة مباشرة لـ”إسناد الأمور إلى غير أهلها”
في إشارة إلى ضعف أداء القيادات المحلية وسوء إدارة شؤون المحافظة
وأوضح بالفخر لـ”المشاهد” أن سوء اختيار من يتولى إدارة المحافظة، وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب
أوصل الأمور إلى حالة من الفوضى، واصفًا تلك النتائج بـ”الوخيمة”
مضيفًا: “بإمكان رئيس المجلس الرئاسي التدخل وإعادة ضبط عملية الاختيار
وتدارك الموقف قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر
مشيرًا إلى أن المؤشرات الحالية تدل على أن الأمور ربما تخرج بالفعل عن السيطرة”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير