ذوو الإعاقة في اليمن: حقوق ضائعة وتهميش مستمر

منذ 5 أشهر

تعز- محمد الحاجبيفي الثالث من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وهو مناسبة تهدف إلى زيادة الوعي وتعزيز حقوق هذه الفئة المهمة في المجتمع

يجتمع في هذا اليوم الناشطون، والمنظمات غير الحكومية، والحكومات، والأفراد للاحتفاء بالإنجازات التي حققها الأشخاص ذوو الإعاقة، وتسليط الضوء على التحديات التي لا تزال تواجههم

تأسس اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1992، ويأتي في إطار الجهود العالمية لتعزيز حقوق الإنسان والمساواة، ويهدف إلى تشجيع الدول على اتخاذ خطوات فعّالة لضمان إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع جوانب الحياة

وفي إطار الاحتفال بهذه المناسبة، يقول صبري طارش، مدير صندوق رعاية المعاقين في تعز، إن الإعاقة تمثل جزءًا من التنوع الإنساني، وهذا اليوم هو فرصة للاحتفاء بإنجازات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، والتذكر بضرورة تمكينهم من المشاركة الفعّالة في المجتمع وتوفير الدعم اللازم لتحقيق طموحاتهم

 وفقًا لطارش، يبلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظة تعز 15 ألف شخص، وهذه الفئة تحتاج إلى توفير احتياجاتها وضمان حقوقها حتى لا يستمر ويتضاعف تهميشها

يضيف: “لا بد من تغيير النظرة السائدة نحو الأشخاص ذوي الإعاقة، وبناء مجتمع يقدر التنوع ويقبل الفروق

نحن بحاجة إلى توفير البنية التحتية الملائمة، وتعزيز التشريعات، وتقديم الخدمات التي تضمن للأشخاص ذوي الإعاقة حياة كريمة

”تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن ارتفعت بسبب الحرب إلى 15% من إجمالي عدد السكان

خلفت الحرب في اليمن، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، ملايين من النازحين والجرحى والمصابين بصدمات نفسية، ومن بين السكان المتضررين أشخاص من ذوي الإعاقة، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية أو عقلية

وفقًا لمدير صندوق رعاية المعاقين في تعز، يبلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظة تعز 15 ألف شخص، وهذه الفئة تحتاج إلى توفير احتياجاتها وضمان حقوقها حتى لا يستمر ويتضاعف تهميشها

وتقدر الأمم المتحدة وجود 4

9 ملايين شخص من ذوي الإعاقة في اليمن، ويواجهون أوضاعاً معيشية غاية في الصعوبة منذ نشوب الحرب في عام 2015

يوضح التقرير أن 89% من الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن يشعرون بعدم الاحترام من قبل مجتمعاتهم، وأن الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم غير كافٍ

تداعيات الألغام الأرضيةتتسبب الألغام الأرضية في العديد من المناطق اليمنية التي شهدت مواجهات مسلحة بزيادة عدد الأشخاص ذوي الإعاقة

في هذا السياق، يقول مدير مركز الأطراف الصناعية والتأهيل الطبيعي في تعز، منصور الوازعي، إن المركز يواصل تقديم خدماته بمختلف الإمكانات المتاحة

يوضح الوازعي أن المركز استقبل  منذ عام 2016 حتى الآن نحو 1300 حالة لأشخاص يعانون من أطراف مبتورة بسبب المواجهات المسلحة والألغام، بالإضافة إلى أكثر من 600 حالة من ذوي الاحتياجات الخاصة

يؤكد الوازعي أن معظم المصابين تتراوح أعمارهم بين 18 و32 عامًا، مما يتطلب توفير الرعاية والدعم لهم على المدى الطويل

أشارت بيانات أصدرتها منظمة “أنقذوا الأطفال”، أن المدة بين عامي 2018 و2022، شهدت ارتفاعاً مخيفًا في عدد الأطفال الذين كانوا ضحايا الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، من طفل واحد كل خمسة أيام، إلى طفل واحد كل يومين

وأضافت البيانات أن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر هذه الألغام والذخائر مقارنة بالبالغين، إذ يشكلون أكثر من نصف الضحايا في اليمن

يؤكد الوازعي أن معظم المصابين بالإعاقات في تعز تتراوح أعمارهم بين 18 و32 عامًا، مما يتطلب توفير الرعاية والدعم لهم على المدى الطويل

في عام 2008، صادقت اليمن على الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وصدر في 1999 قانون رعاية المعوقين وتأهيلهم، إذ ينص القانون على أن يتمتع الأشخاص المعوقون بالحقوق التي يتمتع بها غيرهم، ومنحهم بعض الامتيازات في عدد من المجالات

حتى اليوم، لم يغير الأمر كثيرًا، ولا تزال معاناة ذوي الإعاقة تتفاقم باستمرار

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير