ذوو الإعاقة في اليمن: ضحايا الحرب والتهميش وضعف الدعم الإنساني

منذ 3 أشهر

تعز- نهلة المقطريمنذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، تعرضت البنية التحتية في مختلف القطاعات لدمار واسع النطاق، مما أدى إلى توقف العديد من المرافق المخصصة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة

ونتيجة لذلك، تفاقمت معاناة هذه الفئة، حيث حُرموا من حقوقهم الأساسية في الرعاية والدعم والحماية، مما جعلهم أكثر عرضة للتهميش والضعف

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن وصل إلى ما لا يقل عن 4

5 مليون شخص، أي حوالي 15% من إجمالي السكان، وقد يكون العدد أعلى بسبب نقص البيانات الموثوقة واستمرار العنف الذي يؤدي إلى زيادة حالات الإعاقة

يُعد حال الأشخاص ذوي الإعاقة في تعز هو الأكثر سوءًا في اليمن، إذ يشكل ضعف الخدمات الأساسية  وتدهور البنية التحتية  واستمرار الأعمال العسكرية في بعض المناطق تحديات كبيرة تفاقم معاناة المعاقين

وفقًا للوحدة التنفيذية لشؤون النازحين بتعز، يوجد في مديرية صالة وحدها نحو 760 شخصًا تعرضوا للبتر، مما يشير إلى المأساة الكبيرة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص

وفي تصريح سابق لـ “المشاهد”، يقول صبري طارش، مدير صندوق رعاية المعاقين في تعز، إن اعدد الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظة تعز يصل إلى 15 ألف شخص، وهذه الفئة تحتاج إلى توفير احتياجاتها وضمان حقوقها حتى لا يستمر ويتضاعف تهميشها

عبده محمد، 33 عامًا، يقول لـ “المشاهد” إن رصاصة أصابته في ظهره في عام 2015، بعد أن تعرض منزله لصاروخ في مديرية صبر الموادم بمحافظة تعز

يضيف: “بقيت في المستشفى 11 شهرًا، وبعد خروجي، سكنت في غرفة صغيرة غير مؤثثة مع زوجتي وأطفالي الثلاثة

”يوضح عبده أنه غير قادر على توفير متطلبات المعيشة الأساسية اليومية، مما اضطر طفله البالغ من العمر سبع سنوات إلى ترك المدرسة للعمل في جمع المواد البلاستيكية وبيعها

ويهدف من ذلك إلى كسب القليل من المال لشراء بعض الاحتياجات الأساسية مثل الخبز والأرز

على الرغم من أن عبده يتلقى بعض الدعم من المنظمات الخيرية، إلا أنه يشعر بالعجز والإحباط بسبب عدم قدرته على إعالة أسرته

سميرة، نازحة تبلغ من العمر 65 عامًا، تقول إن الحرب أجبرتها على الفرار قبل سنوات من منطقة البعرارة في تعز إلى مخيم للنازحين في منطقة التربة

كانت تكافح من أجل أن تبقى على قيد الحياة

لكن بعد أن تدهورت صحتها في مايو 2024، أصبحت معاقة، وغير قادرة على النهوض أو المشي

 في حديثها لـ “المشاهد”، تقول سميرة: “نعتمد على التسول من أجل البقاء، ولا استطيع دفع مبالغ مالية للحصول على الأدوية والرعاية الصحية

اليوم، أنا عاجزة عن شراء كرسي متحرك للتخفيف من معاناتي

”يوضح عبده أنه غير قادر على توفير متطلبات المعيشة الأساسية اليومية، مما اضطر طفله البالغ من العمر سبع سنوات إلى ترك المدرسة للعمل في جمع المواد البلاستيكية وبيعها لتوفير متطلبات المعيشة

الحاجة إلى الدعم والتمكينتأثر قطاع الصحة العامة والضمان الاجتماعي بشكل كبير نتيجة الحرب والتدهور الاقتصادي في اليمن، مما دفع العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الاعتماد على المساعدات أو اللجوء إلى التسول، مما يعكس الظروف القاسية التي تعاني منها هذه الفئة المهمشة

هذا الواقع يكشف عن الحاجة الملحة لتطوير برامج طويلة المدى تهدف إلى تمكين المعاقين اقتصادياً وتعزيز استقلاليتهم

وفي تصريح سابق لـ “المشاهد”، يقول صبري طارش، مدير صندوق رعاية المعاقين في تعز، إن اعدد الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظة تعز يصل إلى 15 ألف شخص، وهذه الفئة تحتاج إلى توفير احتياجاتها وضمان حقوقها حتى لا يستمر ويتضاعف تهميشها

وأضاف: “لا بد من تغيير النظرة السائدة نحو الأشخاص ذوي الإعاقة، وبناء مجتمع يقدر التنوع ويقبل الفروق

نحن بحاجة إلى توفير البنية التحتية الملائمة، وتعزيز التشريعات، وتقديم الخدمات التي تضمن للأشخاص ذوي الإعاقة حياة كريمة

”بسبب النقص في الوعي المجتمعي، يُنظر إلى الأشخاص المعاقين كعبء، وتسهم هذه النظرة السلبية في الإحجام عن تقديم الدعم لهذه الفئة

ويرى طارش أن الإعاقة تعد جزءاً من التنوع الإنساني في المجتمع، وليس عيبًا أو عبئًا

ومع تزايد عدد الأفراد ذوي الإعاقة نتيجة العنف المستمر والتحديات المتعلقة بالوصول إلى الخدمات وبرامج التمكين الاقتصادي، يصبح من الضروري أن تركز الجهود الإنسانية على هذه الفئة المهمشة، من خلال توفير الدعم والموارد اللازمة لهم

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير