رولا القط : نزع سلاح حزب الله… الكابوس الذي يطارد الحوثيين والحشد الشعبي
منذ 35 دقائق
رولا القط زلزال استراتيجي يضرب ما يُسمّى بـ”محور المقاومة” المتمثّل في حزب الله، وتسليم سلاح الحزب يُحدث صدمة ورعبًا يمتدّ إلى الحشد الشعبي في العراق والحوثي في اليمن
يشكّل حزب الله اللبناني، منذ تأسيسه في ثمانينيات القرن الماضي، أحد أعمدة المشروع الإيراني في المنطقة
لم يعد دوره مقتصرًا على الساحة اللبنانية أو الصراع مع إسرائيل، بل أصبح مركزًا إقليميًا لإدارة وتنسيق الأذرع المسلحة الموالية لطهران من العراق إلى سوريا وصولًا إلى اليمن
وفي هذا السياق، يُنظر إلى أي محاولة لنزع سلاح الحزب على أنها زلزال استراتيجي يضرب قلب “محور المقاومة”
بالنسبة للحوثيين، يمثل حزب الله الرئة التي يتنفسون منها عسكريًا وإعلاميًا
فمن بيروت، أُديرت عمليات التدريب والتخطيط، ونُقلت الخبرات في تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، وصولًا إلى بناء المنظومة الدعائية التي تحاكي خطاب الحزب وأسلوبه التعبوي
أي تقليص لقوة حزب الله العسكرية يعني عمليًا تجفيف المنبع الذي يمد الحوثيين بأدوات البقاء والتمدد
إن نزع سلاح حزب الله لا يقتصر على تجريد الميليشيا من قوتها النارية، بل هو تفكيك لشبكة معقدة من الاتصالات والإمداد تربط اليمن بلبنان مرورًا بإيران وسوريا والعراق
هذه الشبكة تشمل نقل الأسلحة عبر مسارات بحرية وجوية، وتبادل الخبراء، وتنسيق العمليات الميدانية
فإذا سقطت هذه الحلقة المركزية، سيتحول الحوثيون إلى قوة محلية معزولة، بلا دعم خارجي فعّال
الأهم أن هذه الخطوة ستوجه رسالة إقليمية حاسمة: لا أحد فوق سلطة الدولة، وأن التجربة اللبنانية التي سمحت بوجود قوة مسلحة موازية للجيش يمكن إنهاؤها
وهنا يكمن الرعب الحوثي، إذ سيصبح نموذج “نزع السلاح” قابلًا للتطبيق في اليمن يومًا ما، سواء عبر ضغط داخلي أو تدخل خارجي
إن معركة نزع سلاح حزب الله التي سيتم تطبيقها آجلا أم عاجلآ لن تكون شأنًا لبنانيًا صرفًا، بل معركة إقليمية ستعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط، وتفتح صفحة جديدة قد يجد الحوثيون أنفسهم فيها بلا سند، ولا مظلة إقليمية تحميهم