ريف الضالع: تجمعات سكانية بلا شبكة طرق

منذ 6 أشهر

الضالع- مرفت الربيعيتفتقر عزلة عقيب في مديرية الحشاء بمحافظة الضالع إلى الطرقات منذ سنوات، وتفاقمت معاناة السكان بعد الدمار الذي تسببت به السيول الجارفة في شهر أغسطس هذا العام

يعيش سكان هذه المنطقة في عزلة قسرية تجعل من حياتهم اليومية تحديًا حقيقيًا، بخاصة في موسم السيول والأمطار

يضطر الأهالي في الكثير من الأحيان إلى استخدام الجمال لنقل المواد الغذائية والأعلاف، ويخاطرون بالعبور في الطرق الوعرة، ويسكن في عزلة عقيب 300 فرد تقريبًا، في قرى متعددة، مثل لكام، السبع، الساحلة، الصفرى، الغلسي، فعاي، المقروض، النوبة بمنطقة حجر

يقول الناشط والإعلامي محمد صالح لـ “المشاهد” إن هناك الكثير من القرى والعزل مثل عزلة تورصة، وأعمور، وعقيب، وحجر، وذي حران، والمشاريح، وكل هذه المناطق بحاجة إلى إصلاح الطرقات فيها

يوضح صالح: “يعاني الأهالي في هذه العزل من وعورة الطريق التي تربط المناطق الريفية النائية بالأسواق ومراكز المديريات الرئيسية، ويجدون صعوبات كبيرة في الوصول إلى الخدمات الأساسية “

أطلق السكان عدة نداءات للسلطة المحلية لتحسين البنية التحتية وتوفير طرق بديلة، إلا أن الاستجابة لم تزل غائبة، والأهالي ما زالوا ينتظرون إكمال طريق “نقيل مسواد” الذي يربط منطقة فراثة في جبل بن عواس بمديرية الأزارق، وكذلك طريق الحقل الذي يُفترض أن يجنبهم المرور عبر مجرى السيول الخطرة

الطريق الذي تم بدء العمل به عام 2015 توقف بعد اندلاع الحرب في نفس العام، ولا زال متوقف حتى الآن

المهندس عبدالرحمن حمود، مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بمحافظة الضالع، يعزو تأخر المشاريع إلى نقص الإمكانات المالية، ويشير إلى أن المحافظة لا تملك المعدات والآليات اللازمة، والحكومة تعد بالمساعدة لكنها لم تفِ بوعودها

هناك عدد من مشاريع الطرق الريفية التي أدرجت في قائمة التمويل المقبل، مثل طريق الضالع جحاف وطريق الضالع الأزارق، إلا أن هذه المشاريع تواجه صعوبة في التنفيذ بسبب التمويل غير المستقر، وفقًا لحمود

يضيف: “نجد أنفسنا غير قادرين على تقديم أي شيء للمواطنين، بخاصة عند نزول الأمطار الغزيرة، فلا نستطيع أن نساعدهم، ولا يوجد دعم مالي، والحكومة تعدنا، ولا تنفذ وعودها”

أشار تقرير السلطة المحلية في مديرية الأزراق في سبتمبر 2024 إلى تضرر 23 منازلاً جزئياً في مناطق اطبقين- أعمور- حورة غنية ـ تورصة ـ شان، إلى جانب فقدان 180 رأسًا من الأغنام، وتضرر الأرض الزراعية  كليًا وجزئيًا، وردم 23 من الآبار الجوفية بشكل جزئيًا، وبئر واحده كليًا

غياب الطرقات والصحةبسام عادل، مواطن في عزلة عقيب، يقول في حديثه لـ “المشاهد” إن انعدام الوحدات الصحية، وعدم وجود إسعافات أولية في المناطق الريفية في الضالع يضاعف من معاناة المرضى، حيث يصعب نقلهم إلى المستشفيات نظراً للتكاليف الباهظة، في ظل عدم وجود طرق للسيارات

يضيف عادل: “نحن بحاجة إلى منافذ أو قنوات تمر خلالها السيول دون أن تتسبب بكوارث إنسانية، أو أضرار جسيمة

حتى الحقول الزراعية تعرضت للتدمير بسبب السيول، وهي بحاجة لإصلاحات مستمرة لا سيما في مواسم الأمطار

”في منطقة تورصة التي تقع على ضفاف وادي تبن، تسببت السيول التي تدفقت من جبال محافظة إب بانتشار الأمراض مثل الملاريا والكوليرا، حيث جرفت السيول مخلفات الصرف الصحي إلى مناطق في مديرية الأزراق بمحافظة الضالع، وفقًا للناشط الإعلامي فؤاد المقرعي

تأثير غياب الطرقات على التعليملا تقتصر المعاناة التي تخلقها الطرقات الوعرة على الصحة فقط، بل امتدت لتؤثر على التعليم

إن عدم توفر مدارس للمرحلة الثانوية في معظم القرى يعرّض الأطفال للتوقف عن التعليم، بخاصة خلال موسم السيول، حيث ينقطع الطلاب عدة أيام عن المدارس بسبب وعورة الطرق، وعدم وجود الجسور التي تمكن الطلاب من التنقل بعيدًا عن ممرات السيول

يقول عادل: “هناك عزل تفتقر لوجود مجمعات تربوية تضم كل الطلاب والطالبات

العديد من المدارس في ريف الضالع توفر التعليم الأساسي فقط، ويجد الطلاب صعوبة في مواصلة التعليم الثانوية نظرًا لبعد المدارس عنهم

”يضيف: “الطرق الوعرة، وعدم وجود جسور تربط بين تلك القرى أعاقت الكثير من الطلاب من الوصول إلى المدرسة، بالإضافة إلى عدم وجود مدرسين وفصول لطلاب المراحل الدراسية الإعدادية والثانوية مما يحرمهم من الالتحاق بالتعليم

”ومع تقاعس الجهات الحكومية عن القيام بدورها، تظل الخدمات والمشاريع غائبة في العديد من المناطق الريفية في الضالع

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير