زراعة الأرز في وادي مور بالحديدة

منذ سنة

 نجح المزارع شكر الجنيد في زراعة الأرز في وادي مور بمحافظة الحديدة لأول مرة بعد عدة محاولات طوال الأشهر الماضية

يبدو الجنيد اليوم مسرورا بنجاح تجربته، ويفكر بالأساليب الزراعية التي ستساعده على الاستمرار في زراعة هذا المحصول، وتوفيره  بكميات كبيرة للمستهلك اليمني

 يهتم المزارعون في الحديدة بالمحاصيل التي جربوا زراعتها سابقاً، سيما الفواكه والخضروات، ويتجنبون المخاطرة في زراعة أصناف جديدة خوفاً من الفشل

لكن الجنيد قرر أن يخوض تجربة زراعة الأرز في وادي مور لكي يرى النتيجة

 في حديثه لـ “المشاهد”، يقول الجنيد: “المزارعون في اليمن عادة يركزون على المحاصيل التي يضمنون نجاح زراعتها، ويتجنبون زراعة محاصيل جديدة لأنهم يخافون أن يتعرضوا للخسائر

لكني عزمت على زراعة محصول جديد، وأخذت بالأسباب لتحقيق النتائج التي أرجوها”

على الرغم من التحديات التي واجهها الجنيد خلال مدة الزراعة، إلا أنه استمر في العمل حتى تمكن من تحقيق نتائج مثمرة

يشير الجنيد إلى أن وادي مور بيئة مناسبة لزراعة الأرز نظرًا لوفرة المياه فيه، وتناسب درجة الحرارة مع متطلبات زراعة هذا المحصول

قرر الجند أن يبدأ بتجربة مصغرة لكي يعرف مدى نجاح الفكرة، ومع مرور الوقت، عمل على توسيع التجربة

  استغرق  الأرز ستة أشهر من وقت زراعته حتى حصاده

  يوضح: “في البداية كانت الفوائد محدودة، وكانت التجارب تجرى في مساحات صغيرة، وبعد مضي سنة كاملة من العمل والتجارب، لمست نتائج إيجابية وحصاد وفير، وأرى أن المشروع يسير في الاتجاه الصحيح”

استعان الجنيد بمهندسين زراعيين وعمل على تهيئة البيئة الزراعية الملائمة لزراعة الأرز، حيث استخدم شبكة سواقي المياه لري شجرة الأرز

يضيف الجنيد أن هذا  الإنجاز يعد خطوة مهمة نحو تعزيز  الزراعة في الحديدة، وتوفير منتج يمني جديد في السوق، والاكتفاء الذاتي في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد التي تشهد حربا منذ عام 2015

 تتميز محافظة الحديدة باتساع المساحات الزراعية الخصبة، ويبلغ إجمالي المساحة المزروعة فيها أكثر من 315 ألف هكتارا، حسب كتاب الإحصاء الزراعي الصادر عن وزارة الزراعة والري في صنعاء، للعام 2021

وتعتمد على مياه الغيول والآبار ومياه الأمطار الموسمية، وتعد من أهم محافظات الجمهورية إنتاجاً للمحاصيل الزراعية

أنتجت محافظة الحديدة نحو 184 ألف طن من الحبوب في 2021، حسب وزارة الزراعة والري في صنعاء

رغم قابلية المساحات الزراعية في الحديدة لبذور الأرز، إلا أن هناك العديد من التحديات قد تعيق زراعة هذا المحصول، مثل التغييرات المناخية والأزمات البيئة وتراجع الأراضي الزراعية، وانتشار الجراد، والحرب التي لم تتوقف

 استطاع الجنيد أن ينجح في تجربة زراعة الأرز في وادي مور بمحافظة الحديدة، وأثبت أن الأرض الزراعية هناك مناسبة لزراعة هذا المحصول، لكن استدامة الإنتاج يتطلب دعم حكومي للمزارعين، وفقًا للجنيد

 يختم حديثه، ويقول: “بعد النجاح الذي حققته في تجربة زراعة الأرز، نأمل من الجهات المعنية أن تهتم بمثل هذه الخطوات والمبادرات التي يمكن أن تسهم في دعم المزارعين الذين يواجهون ظروفًا معيشية صعبة، وتحقق مصدرًا لتأمين الغذاء في البلاد”

 ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير