زراعة البن في زمن الحرب
منذ 2 سنوات
يقول عبدالرحمن اللبيني: “تربينا وترعرعنا على هذه المهنة (زراعة البن) منذ صغرنا، وبعد وفاة والدي، أقوم أنا بزراعة البن، ولم أتخلَّ عنها”
عبدالرحمن هو من ضمن 250 مزارعًا للبن في منطقته ممن لايزالون يحافظون على زراعة البن، ويتعهدون أشجارها
يمتلك عبدالرحمن عددًا من حقول البن، تقدر مساحتها بـ300 قصبة ما يقارب ستة آلاف متر مربع بواقع 20
25 مترًا مربعًا للقصبة)، في عزلة طالوق في مديرية المسراخ جنوب غرب مدينة تعز، ويجني منها ما يقارب 10 أقداح تمثل مصدر دخله الوحيد لإعالة أسرته
ويعمل أغلب سكان عزلة طالوق في زراعة البن، في ظل ظروف صعبة
تشتهر طالوق بزراعة البن والمانجو وأنواع أخرى من الفواكه والمحاصيل الزراعية التي تغطي وديانها الخصبة، وتحتل مرتبة عالية في الجودة على مستوى أسواق المحافظة وخارجها
ويبلغ عدد سكانها حوالي 3500 نسمة، وترتفع عن سطح البحر حوالي 1500 متر
يذهب عبدالرحمن إلى مزرعته كل يوم، لتفقد أشجار البن
في مزرعته، يقوم بعمل الأحواض المائية، قطف الثمار، واستبدال الأشجار المريضة أو الميتة بفسائل جديدة
وبحسب عبدالرحمن، فإن زراعة البن موجودة في منطقته منذ مئات السنين، وكان هناك تاجر بن محلي هو من يقوم بتسويق البن وتصديره للخارج، وحاليًا يقوم أبناؤه بالتجارة نفسها بعد وفاته
ويتراوح عمر شجرة البن في طالوق ما بين 100 و130 عامًا، وتعتبر المصدر الرئيسي لدخل أغلب أهالي العزلة، ويصل عدد المزارعين إلى 250 مزارعًا
تواجه زراعة البن تحديات واسعة في منطقة طالوق، منها ما يتعلّق بالحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من ثمان سنوات، والتدهور الاقتصادي، وتوسع زراعة القات واحتلاله مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، إضافة إلى قصور الدعم الحكومي في معالجة أزمة المياه ودعم المزارعين
يقول المزارع عبدالرحمن إن عددًا من المزارعين اتجهوا لغرس شجرة القات بدلًا عن البن لأسباب تتعلق بالمردود الاقتصادي الوفير من شجرة القات
ويضيف أن تقلب الطقس والمناخ وتقلص هطول الأمطار يمثل عائقًا أمام المزارعين، بالإضافة إلى غياب الدعم الحكومي أو الأهلي للمزارعين، حيث لا يمتلكون وسائل وأدوات تمكنهم من مكافحة الفطريات والأمراض التي تفتك بأشجار البن، وعدم توفير المبيدات التي تقضي عليها
وحسب دراسة للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، نشرت في أغسطس الماضي، فقد انخفض القطاع الزراعي بنسبة 21%، خلال سنوات الصراع، لأسباب رئيسية، من بينها اضطراب السوق، وعدم توفر مدخلات المحاصيل، والنزوح
يعد البن اليمني الأشهر والأجود في العالم، حيث ذاع صيته، واشتُهر قديمًا باسم “موكا”، نسبة لميناء المخا، إذ كان اليمن يصدر منه القهوة اليمنية
وقد ارتفعت إنتاجية البن نسبيًا خلال السنوات الخمس الأخيرة، إذ زاد إنتاج البن من 18,767 طنًا، بمساحة 33,544 هكتارًا، في 2017 إلى 41,933 طنًا، بمساحة 37,273 هكتارًا في 2021، حسب كتاب الإحصاء الزراعي السنوي للعام 2021 الصادر عن وزارة الزراعة في صنعاء
ويحتفل اليمنيون في 3 مارس/ آذار من كل عام، باليوم الوطني للبن، تخليدًا لذكرى زراعة البن، بإقامة عدد من الفعاليات في أغلب المحافظات اليمنية
وتم اختيار هذا التاريخ لأنه موسم يتم فيه غرس أشجار البن الجديدة لموسم الحصاد القادم
ويزرع البن في 15 محافظة من إجمالي محافظات اليمن
ولأن المحصول يزرع في أعالي الجبال، فإن الحيازة الزراعية للأسرة الريفية الواحدة قليلة، ولا تتجاوز 0
291 هكتارًا، أي 394 شجرة بن، وبإنتاجية لا تتعدى 114 كيلوجرامًا سنويًا للأسرة، حسب دراسة البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، عن البن في اليمن
ولأن مزراعي البن اليمنيين يستخدمون طرقًا تقليدية طبيعية في زراعة محصولهم، فإن صنف البن اليمني يتمتع بمذاق خاص، لكن هذا يأتي على حساب الإنتاجية، إذ يأتي معدل إنتاجية البن للهكتار الواحد في اليمن 0
57 طنًا، مقارنة بـ3
77 طنًا للهكتار في ماليزيا، حسب الدراسة نفسها
ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير