زراعة السمسم في تهامة…تحديات متصاعدة

منذ 7 أشهر

الحديدة- محمد وهبانتعد تهامة من أهم المناطق الزراعية في اليمن، إذ تسهم في الإنتاج الزراعي النباتي والحيواني بحوالي 40%

محصول السمسم واحد من المحاصيل الزيتية التي تُنتج في تهامة، ولا تزال الكثير من العائلات التهامية تستهلكه في الوجبات اليومية، وتعتمد عليه كمصدر غذائي عال القيمة، ومصدر للدخل المالي

على الرغم من القيمة الغذائية الكبيرة والاستخدامات المتعددة لزيت السمسم، إلا أن زراعة هذا المحصول تضاءلت في تهامة في ظل تزايد التحديات التي يواجهها المزارعون

في مديرية اللحية بمحافظة الحديدة، تخلى العديد من المزارعين عن زراعة محصول السمسم، نظرًا للخسائر المتكررة التي تكبدوها خلال السنوات الأخيرة

يفتقر المزارعون إلى الدعم والتدريب والإرشاد الزراعي، ويعتمدون على الطرق الزراعية التقليدية مع غياب الخبرة اللازمة لتطوير ومضاعفة الإنتاج

حسين بيشي، مزارع في مديرية اللحية، يقول لـ “المشاهد” أنه قام قبل أشهر بزراعة مساحة من الأرض، تقدر بعشرة معادات، وكان المحصول14  كيسًا من السمسم، في حين كان في السنوات الماضية يحصل على50  كيسًا من نفس المساحة الزراعية، مشيرًا إلى أن قيمة المحصول لا تغطي النفقات وأجور العمال

في العام الواحد، يُزرع السمسم مرتين، فيبدأ الأول في الصيف وينتهي في الخريف، ويبدأ الثاني في منتصف الشتاء وينتهي في الربيع

الإنتاج والحصادزراعة السمسم عملية مكلفة، بخاصة عندما يعتمد المزارعين على طرق زراعية تقليدية

في العديد من المناطق في تهامة، يعتمد المزارعون على الثيران لحراثة الأرض، والبعض منهم يستخدمون الحراثات، وتصل تكلفة الحرث لساعة واحدة إلى عشرة ألف ريال

يقول المزارع التهامي، وضاح إبراهيم لـ “المشاهد”: “بعد الحرث، يبدأ المزارع بري الأرض، ليصبح غرس البذور يسيرًا من خلال نثرها في سطور متقاربة، ويتولى ذلك مزارعون يتمتعون بخبرة جيدة في زراعة السمسم

تكون المسافة بين السطور من 30 إلى 40 سم، وتستمر عملية النمو من 75 إلى 90 يومًا، وخلال هذه المدة يتم إزالة الحشائش الضارة باستمرار

”يتم حصاد السمسم بعد وصول النبات إلى مرحلة النضج، وتصبح الثمرة جاهزة للحصاد حينما تبدو أوراق السمسم السفلية صفراء، إذ يعني ذلك أن البنات اكتمل نضوجه وأصبح جاهزا، وفقًا للمزارع وضاح

يضيف: “تبدأ عملية الحصاد بقطع ساق نبات السمسم يدويًا، ويترك النبات في موقعها لمدة ثلاثة أيام

بعد ذلك يتم تجميعها، وتُترك من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تجف

بعد ذلك، يقوم العمال بهز سيقان السمسم وتتساقط البذور، وتعبأ في أكياس ثم تباع في الأسواق

”الحشرات الضارةالتربة في معظم مناطق تهامة صالحة لزراعة السمسم، وتعد التربة الطينية من أنسب أنواع التربة لزراعة هذا المحصول، إلا أن العديد من الحشرات الضارة تهاجم ثمرة السمسم، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج، وفقًا لمهندسين زراعيين

المهندس الزراعي خالد يحيى يقول إن الذبابة البيضاء تهاجم ثمرة السمسم، وتتسبب بوجود سائل يحول الساق إلى اللون الأسود، ما يؤثر على نمو الثمرة ومستوى الإنتاج

يضيف خالد: “تظهر أحيانًا في نبات السمسم حشرات صغيرة تكمن خطورتها أنها تلتوي على رأس نبات السمسم، وترمي وسط النبات ديدان تمنع النبات من النمو، وهذا يجبر المزارعين على شراء مبيدات بمبالغ مالية كبيرة، ويتحتم أحيانًا على المزارع في مديرية اللحية الذهاب إلى مسافات بعيدة للوصول إلى أماكن بيع المبيدات

”يؤكد خالد أهمية الاستعانة بمختصين في المجال الزراعي، ويجب على المزارع التدخل المبكر، تجنبا لأي مخاطر قد تتسبب في إضعاف الإنتاج في نهاية الموسم

إحصائياتتستمر محافظة الحديدة في المرتبة الأولى في إنتاج السمسم بكمية تقدر بنحو 5

8 آلاف طن سنويا، ويزرع في مساحة تقدر بـ7000 هكتار

تأتي محافظة مأرب في المرتبة الثانية بكمية إنتاجية تقدر بنحو 4

9 آلاف طن سنويًا

وتؤكد تقارير انخفاض إنتاج السمسم في اليمن، خلال السنوات العشر الأخيرة، من 25

3 ألف طن إلى 22

6 ألف طن، فيما تراجعت مساحة الأراضي الزراعية المنتجة للسمسم من 23 ألف هكتار إلى 18 ألف هكتار منذ مطلع 2016

وتوضح دراسة يمنية أن إجمالي ما يستهلكه السوق المحلي من محصول السمسم يقدر بـ 60,027 طنا، وتقدر المساحة المزروعة لمحصول السمسم بحوالي 23,632 هكتارا، بقدرة إنتاجية تصل إلى 19,583 طنا سنويا، وتستورد اليمن حوالي 40,444 طن سنويًا

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير