زيارة إعلامي أمريكي إلى اليمن

منذ شهر

عدن – لؤي العزعزيأثارت زيارة الإعلامي الأمريكي “جاكسون هينكل” الأخيرة إلى اليمن، وتحديدًا إلى مناطق سيطرة الحوثيين، عاصفة من الجدل

وأعادت تسليط الضوء على مسيرته السياسية وتحولاته اللافتة، خاصةً بعد حضوره مؤتمرًا في صنعاء أواخر مارس 2025

وبرز هينكل كمدافع شرس عن الحوثيين؛ ما أثار تساؤلات حول دوافعه وأهدافه، في ظل دعمه المتزايد لإيران وحلفائها الإقليميين

حمل المؤتمر عنوانًا لافتًا: “فلسطين القضية المركزية للأمة – لستم وحدكم“

وتزامنت الزيارة مع تصاعد التوترات الإقليمية وتورط الحوثيين في هجمات بحرية، يقولون أنها تأتي في سياق التضامن مع غزة

أثارت زيارة الإعلامي الأمريكي “جاكسون هينكل” الأخيرة إلى اليمن، وتحديدًا إلى مناطق سيطرة الحوثيين، عاصفة من الجدل، وأعادت تسليط الضوء على مسيرته السياسية وتحولاته اللافتة، خاصةً بعد حضوره مؤتمرًا حول فلسطين في صنعاء أواخر مارس 2025ويبدو أن موقف الحوثيين المعادي لإسرائيل، وتصويرهم لهجماتهم كدعم للقضية الفلسطينية، يجد هوىً لدى هينكل

ويشير حضوره المؤتمر الذي يركز على القضية الفلسطينية إلى أن هذا الملف؛ يمثل نقطة التقاء بين آرائه وخطاب الجماعة

يثير دعم هينكل لجماعة الحوثي، المصنفة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، انتقادات واسعة النطاق

ويتهمه منتقدوه بنشر معلومات مضللة وتبني مواقف تخدم أجندات سياسية خارجية

بالإضافة إلى تجاهل سجل الجماعة الحقوقي المثير للقلق وتورطها في الحرب الأهلية اليمنية المستمرة

تأتي زيارة هينكل إلى اليمن في ظل تعتيم إعلامي شديد للوضع في اليمن وحضور باهت لتغطية اليمن في وسائل الإعلام الأجنبية

ويغيب الإعلاميون الأجانب عن البلاد منذ بدء الصراع في نهاية 2014

كما اضطر المئات من الصحفيين المحليين إلى مغادرة البلاد أو النزوح من مناطق سيطرة جماعة الحوثي إلى مناطق سيطرة الحكومة

يثير دعم هينكل لجماعة الحوثي، المصنفة منظمةً إرهابية من قبل الولايات المتحدة، انتقادات واسعة النطاق، ويتهمه منتقدوه بنشر معلومات مضللة وتبني مواقف تخدم أجندات سياسية خارجية، وتجاهل سجل الحوثيين الحقوقي المثير للقلق وتورطها في الحرب الأهلية اليمنية المستمرةيواجه الصحفيون الأجانب تحديات كبيرة عند محاولتهم تغطية الأحداث من داخل اليمن

حيث واجهوا في كثير من الأحيان الاعتقالات والترحيل ومنع الدخول

وتم اعتقال الصحفيان الفرنسيان كونتين مولر وسيلفان ميركادير، في مايو 2023، بجزيرة سقطرى على يد قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي

وتعرضا للاستجواب بشأن تقاريرهما عن نفوذ الإمارات في اليمن، وتم وضعهما تحت الإقامة الجبرية، ثم رحِّلا إلى الخارج

وفي مايو 2014، احتُجز الصحفي الأمريكي آدم بارون في صنعاء وأُمر بمغادرة اليمن خلال 24 ساعة

كما منِعَ زميله الصحفي الأمريكي تيك روت، بعد ذلك بوقت قصير، من الدخول لدى وصوله إلى صنعاء

وتم إجباره على العودة إلى تركيا

يواجه الصحفيون الأجانب تحديات كبيرة عند محاولتهم تغطية الأحداث من داخل اليمن، حيث واجهوا في كثير من الأحيان الاعتقالات والترحيل ومنع الدخول، فيما غادر الصحفيون المحليون البلاد، بعد تعرضهم للتضييق والتهديدلكن هينكل الذي حظي بزيارة مريحة إلى اليمن حمل في منشوراته للعالم عن زيارته لليمن فقط قضية فلسطين

وأغفل عمدًا القضايا اليمنية التي تأتي جماعة الحوثي على رأسها

وأظهر هينكل عزم جماعة الحوثي على مواصلة هجماتها ضد إسرائيل وهذا معروف

لم يظهر الإعلامي الأمريكي حتى ولو في منشور واحد متحدثًا عن الأزمة الإنسانية الكبيرة التي يعيشها اليمن

ويحتاج فيها نحو ثلثي السكان إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة

لم يلتقِ هينكل ضحايا الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي على طول البلاد وعرضها

ولم ينقل صور معاناة أسر المخطوفين والمعتقلين لدى الجماعة رغم حجم الألم في الملفين معًا

ونقل هينكل صور السلاح الذي تمتلكه جماعة الحوثي وتتوعد به أعدائها

لكنه لم يأبه بملايين السكان في مدينة تعز الذين تحرمهم الجماعة من الوصول للمياه في الأجزاء الخاضعة لسيطرتها، شرق المدينة

لم يظهر جاكسون هينكل متحدثًا عن الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن بسبب حرب الحوثيين، حيث يحتاج فيها نحو ثلثي السكان إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة، كما لم يتطرق إلى حصار تعز، ومعاناة سكانها في نقل الدواء والغذاء عبر منافذ وعرة، واكتفى بنقل صور السلاح الذي يمتلكه الحوثيونحصار تعز، حاضرة الثقافة اليمنية ليس له مكان في زيارة هينكل

ويعرف سكان تعز -وحدهم- معاناة نقل الغذاء والدواء عبر منافذ وعرة خطرة

ويعرفون سلوك جماعة الحوثي التي تفرض هذا الحصار على مدينتهم، وتقول للعالم إنها تدافع عن المظلومين في غزة

لم تمر زيارة هينكل إلى صنعاء دون إثارة ردود فعل غاضبة

وأثارت استياءً بين اليمنيين المعارضين لجماعة الحوثي وترحيبا من مناصريها

وينظر المعارضون للحوثي إلى هذه الجماعة بأنها متورطة في حرب أهلية مدمرة وانتهاكات حقوقية

واعتبر كثيرون زيارة هينكل بمثابة دعم علني لجماعة تصنفها بعض الدول منظمة إرهابية

كما اعتبروها تجاهلًا للمعاناة الإنسانية الهائلة التي يسببها الصراع في اليمن

ويشير الدعم العلني لشخصيات مثل فلاديمير بوتين، وبشار الأسد، وكيم جونغ أون، المصحوب بقرائن بصرية إلى تواصل محتمل

يستدعي تحليلًا معمقًا للدوافع الكامنة وراء هذا الاصطفاف

فحص علاقات جاكسون هينكل المحتملة يتطلب تجاوز المستوى السطحي

فزيارته إلى روسيا، التي وثقتها صورته أمام رمز الدولة الروسية تتزامن مع تبنيه خطابًا يخدم الرواية الروسية تجاه الحرب الأوكرانية

كما أن لقاءاته مع شخصيات يمنية، في ظل النزاع الإقليمي المعقد وتداعياته الجيوسياسية؛ تستدعي تساؤلات حول طبيعة هذه التفاعلات وأهدافها

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير