سامي الكاف : ترسيخ منطق العصابة!
منذ 4 ساعات
سامي الكاف في جريمة تهز الضمير والقبيلة والكرامة اليمنية، أقدم القيادي الحوثي أبوعذر فليتة على قتل والد زوجته المواطن حميد منصور ردمان في محافظة عمران، ثم اختطف ابنته، زوجته، ورفض تسليمها، في واقعة لا تندرج فقط ضمن سجل الجرائم الجنائية، بل تفضح التحلل الكامل لمنظومة القيم التي تدّعي الميليشيا الحوثية تمثيلها
ما حدث ليس سوى جريمة مركبة: قتل عمد، واختطاف، وابتزاز لأسرة مفجوعة من أجل فرض الصمت والتنازل عن الدم
هنا لا تغيب الدولة فحسب، بل يُصادر الحق وتُسحق العدالة تحت سلطة تُؤمن بالقوة وحدها، وتدوس على الشرف القبلي كما تدوس على القانون
هذه الجريمة في اعتقادي ليست حادثة معزولة، بل مرآة مكثفة لمشروع سلطوي ينقلب على كل ما هو يمني في جوهره
أن تتحول المظلومية إلى وسيلة ابتزاز، وأن تُختطف امرأة بعد مقتل والدها، فهذا انحدار أخلاقي لا يمسّ أسرة بعينها، بل يهين القبيلة اليمنية جمعاء
ميليشيا كهذه لا تستهدف الفرد بقدر ما تستهدف بنية المجتمع، وتجعل من انتهاك العرض أداة هيمنة
إنّ الرد القبلي الحقيقي لا يُقاس بخيمة غضب، بل بموقف صارم يُدرك أن ما يُرتكب بحق هذه الأسرة اليوم هو اعتداء على كل بيت يمني يقدّس عرضه ودمه وكرامته
إنّ الصمت على هذه الجريمة، أو التعامل معها كحادثة معزولة، لا يُعدّ سوى اشتراك ضمني في ترسيخ منطق العصابة على حساب منطق الدولة
ما حدث في عمران يعرّي بوضوح طبيعة الميليشيا الحوثية كقوة قهر لا تعترف بقانون ولا تُقيم وزناً لعرف، ويضع النخبة السياسية والاجتماعية اليمنية، في الداخل والخارج، أمام لحظة اختبار قاسية: هل لا يزال في هذا البلد متّسع لمعنى الوطن، أم أن الميليشيا قد انتصرت لثقافة الجواري والانتهاك، وأغلقت أبواب الكرامة إلى أجل غير مسمّى؟