سامي… من عامل في مطعم إلى شخص ملهم

منذ 8 أشهر

صنعاء- ريهام السماوييعمل سامي عبد الله، 17 عامًا، في مطعم بصنعاء منذ سنوات

كان شغوفًا بعمله، ومهتمًا بدراسته في المدرسة، ولم يسمح للوظيفة أن تعيقه عن التعليم

في مايو هذا العام، ذهب سامي لأداء امتحان الثانوية العامة مثل مئات الآلاف من الطلاب في المحافظات اليمنية التي تسيطر عليها حكومة صنعاء

الذهاب إلى الامتحان أمرًا عاديًا، لكن النتيجة التي يحصل عليها الطالب هي التي تثير الدهشة أو الإحباط

عندما أعلنت وزارة التربية في صنعاء عن النتائج، لم يتوقع أحد أن يحصل سامي على درجات عالية لأنه كان يعمل في المطعم كل يوم طوال السنة

جاء الإعلان عن النتائج ليجلب السعادة لسامي، والذهول لكل من يعرفه، إذ حصل سامي على 97

13% في الثانوية العامة، القسم العلمي، وأصبح شخصًا يفخر به الجميع

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول سامي: “بسبب الظروف الصعبة التي نعيشها، اضطررت إلى العمل منذ ثلاث سنوات، لأن والدي كبير في العمر، ولا يعمل، ولدي ٧ أخوات، و٣ أخوة

بدأت العمل في محل ملابس، ثم انتقلت للعمل في المطاعم في الفترة المسائية”

يشير سامي إلى أنه كان يفكر أحيانًا بالتوقف عن الذهاب للمدرسة، ولكن بعد كل أزمة، يأتي الفرج مجددًا، ويتحسن وضعه، وتمكن من الثبات حتى إكمال دراسته

في مطلع هذا الشهر، أعلنت وزارة التربية والتعليم يوم عن نتائج الثانوية العامة، وأشارت الوزارة إلى أن عدد الطلاب المتقدمين للاختبارات بلغ ٢٢٤ ألفًا و٢٣٤ طالب وطالبة، وتغيب منهم تسعة آلاف و٢٩٩

ونوهت الوزارة إلى نجاح ٢٠٥ آلاف و٣٥١ طالب وطالبة، فيما رسب تسعة آلاف و٥٨٤ طالب وطالبة

ينتمي سامي إلى قرية “الكوم” في مديرية برع بمحافظة الحديدة، ويقول إنه كان يسعى إلى أن  يكون أحد الأوائل في اختبارات الثانوية العامة في اليمن

خطأ المركز الامتحانيفي يوم امتحان مادة “التفاضل والتكامل”، كان المفترض أن يبدأ الاختبار الساعة 8:30 صباحًا، لكنه بدأ عند الساعة التاسعة، وكانت خسارة تلك الدقائق السبب في ضياع بعض الدرجات

يقول سامي: “لم يكن الامتحان يسيرًا، وكان يحتاج إلى وقت أطول

عندما خرج كل الزملاء، بقيت أنا فقط، وكان لديّ بعض الأسئلة التي أجبت عنها، لكني لم أنقلها إلى الورقة المخصصة للإجابات

جاء إليّ المراقب، وقال أن الوقت انتهى، وسحب الورقة من يدي، وكان ذلك سببًا لخسارتي بعض الدرجات”

تكريم وتشجيعالإصرار على النجاح من الخصال التي يفخر بها المجتمع، ولهذا، قررت إدارة مطعم “الربيع” الذي يعمل فيه سامي بتكريمه وترقيته إلى مشرف إداري، بالإضافة إلى رفع راتبه

وحصل سامي على منحتين من بنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي؛ منحة للدراسة في الجامعة، وأخرى لتعلم اللغة الإنجليزية

اليوم، يأمل سامي أن يدرس في تخصص الفيزياء النووية، وأن يحصل على منحة دراسية تساعده في إكمال تعليمه وتحقيق حلمه، وخدمة مجتمعه وبلده

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير