ستارلينك في اليمن: خطوة لمواجهة قيود الرقابة على المواقع الإخبارية
منذ 3 أشهر
عدن- مختار شداديعاني مستخدمو الإنترنت في اليمن من صعوبة في الوصول إلى المعلومات وتصفح العديد من المواقع الإلكترونية بسبب حجب عدد كبير من مصادر المعلومات والمواقع الإخبارية
على مدار السنوات الماضية، قامت وزارة الاتصالات في صنعاء بحجب عدد من المواقع الإخبارية والصحفية، إضافةً إلى محاولات إغلاق صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، بهدف تقييد وصول المواطنين إلى مصادر الأخبار التي تعارض جماعة الحوثي (أنصار الله)
ومع وصول خدمة الإنترنت الفضائي، ستارلينك، يعتقد الصحفيون في اليمن أن هذه الخطوة ستمكن مستخدمي الإنترنت في العديد من المحافظات اليمنية من الوصول إلى المواقع الإخبارية، دون قيود أو صعوبات
في يونيو 2023، قال موقع توب في بي إن اليمن احتلت المرتبة الثالثة عالميًا ضمن أكثر دول العالم حظرًا لخدمات VPN، التي تتيح الوصول للمواقع المحجوبة، حيث جاءت اليمن في المرتبة الثالثة عالميًا، بعد دولتي الصين وإيران
بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في اليمن في يناير 2024 قرابة 6
16 مليون مستخدم، منهم 3
60 مليون مستخدم لمنصات التواصل الاجتماعي، ما يعادل 10
3٪ من إجمالي السكان، وفقًا لتقديرات موقع داتا بورتال
خبير الأمن السيبرياني حمزة الترجمي يقول إن معظم المراكز الرئيسية للتحكم وإدارة الشبكة وتزويد اليمن بالإنترنت توجد في صنعاء، مما مكّن حكومة صنعاء من مراقبة أو تقييد الوصول إلى العديد من المواقع على الإنترنت
في حديثه لـ “المشاهد”، يوضح الترجمي: “تتم عملية حجب عناوين بروتكولات الإنترنت للمواقع الإخبارية التي لا ترغب حكومة صنعاء بأن تكوون متاحة للعامة، لأنها متحكم بمزود الإنترنت، وبالتالي تمنع المستخدمين من الوصول إلى المواقع
” نايف القدسي، محرر في موقع المصدر أونلاين، يشير إلى أن حجب المواقع في اليمن إجراء يهدف إلى تقويض حرية الإعلام، وتضييق الخناق على المواطنين، ومنعهم من الوصول إلى مصادر للمعلومات المستقلة
“القمع الواسع” للصحافةموقع المصدر أونلاين، واحد من عشرات المواقع الصحفية التي تعرضت للحجب من سلطة صنعاء
يصف الصحفيون الحجب المتكرر للمواقع الإخبارية بـ “القمع الواسع والمستمر” للصحافة
نايف القدسي، محرر في موقع المصدر أونلاين، يشير إلى أن حجب المواقع في اليمن إجراء يهدف إلى تقويض حرية الإعلام، وتضييق الخناق على المواطنين، ومنعهم من الوصول إلى مصادر للمعلومات المستقلة
يضيف القدسي في حديثه لـ”المشاهد” :” أكثر من تسع سنوات من الحجب كان لها تأثير كبير على قدرتنا في الوصول إلى جمهورنا في اليمن ونقل الأخبار بموضوعية
واجهنا تحديات كبيرة في الحفاظ على تدفق المعلومات، وانخفضت عدد الزيارات للموقع نتيجة عجز الجمهور العادي عن الوصول”
يلجأ بعض المواطنين إلى بدائل لمواجهة إجراءات الحظر، مثل استخدام تقنيات الـ VPN والتطبيقات التي تمكن المستخدمين من الوصول إلى منصات الأخبار
يقول القدسي: “معظم الجمهور انتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ونحن توجهنا إليها كمنصات بديلة للتواصل مع جمهورنا ونشر الأخبار والتحديثات، رغم القيود المفروضة على هذه الوسائل أيضًا
”الصحفي ضيف الله الصوفي يرى في حديثه لـ”المشاهد” أن حجب المواقع الإخبارية أثر بشكل كبير على شريحة الصحفيين، سواء الذين يديرون منصات ومواقع إخبارية، أو القراء والمتصفحين والمهتمين بالأحداث والمتابعين للمستجدات في الشأن اليمني والعربي
ستارلينك…”انفراجة كبيرة”في سبتمبر من هذا العام، ، أعلن إيلون ماسك إطلاق خدمة “ستارلينك” للإنترنت الفضائي في اليمن، ليصبح بذلك أول بلد في الشرق في الأوسط يستخدم هذه الخدمة
يقتصر وجود هذه الخدمة على المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية
انتقد الحوثيون دخول خدمة “ستارلينك” إلى اليمن، ووصفوا تلك الخطوة بالتهديد المباشر للأمن القومي وانتهاكًا للسيادة الوطنية
وقال العضو في المكتب السياسي للحوثيين، محمد البخيتي، على منصة إكس، إن احتفاء السفارة الأمريكية بالخطوة يؤكد علاقة إطلاق “ستارلينك” “بالحرب التي تشنها أمريكا على اليمن مما يهدد بتوسيع رقعة الصراع لتطال مدارات الفضاء الخارجي”
ونظرًا للحجب الذي تعرضت له المواقع الإخبارية في اليمن، يقول الصحفي عزالدين الصوفي لـ “المشاهد” إن دخول خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” سيشكل انفراجة كبيرة للصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي، كونه بلا قيود، ولا يحتاج لبرامج فك الحجب
وفقًا لعزالدين، سيسهم الإنترنت الفضائي في تخفيف الرقابة الحوثية على العمل الصحفي، وبكل تأكيد الكثير من اليمنيين سعداء بهذه الخدمة، حتى وإن كانت مكلفة
يؤكد القدسي أن الإنترنت الفضائي “فرصة ذهبية” للتغلب على الرقابة التي تفرضها حكومة صنعاء، ما يعني أن المستخدمين سيتمكنون من الوصول إلى المواقع الإخبارية بحرية ودون خوف من الحجب
يختم حديثه، ويقول: “الإنترنت الفضائي سيعزز من قدرتنا على إيصال الحقيقة إلى الجمهور، و هذه خطوة مهمة نحو تحرير الإعلام من الرقابة، لكنه مقتصر على المحافظات المحررة، بينما هناك جمهور واسع بمناطق سيطرة الحوثيين لا يزال يعاني القيود المفروضة على العديد من المواقع الإلكترونية
”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير