سري للغاية بشأن اليمن يعود إلى الواجهة في واشنطن... ما القصة؟
منذ 16 ساعات
كشف مسؤولان أمريكيان رفيعان أن مكتب المفتش العام في البنتاغون حصل على أدلة تشير إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، شارك عبر تطبيق سيغنال المشفّر معلومات مستمدة من رسالة بريد إلكتروني سرّية تتعلق بخطط هجوم أمريكي على أهداف حوثية في اليمن خلال مارس الماضي
وبحسب تقرير نشرته شبكة CBS News، فإن الرسائل التي تم تداولها داخل مجموعة دردشة تضم مسؤولين في إدارة ترامب على تطبيق سيغنال، تضمنت تفاصيل عن توقيت الضربات الجوية، بما في ذلك انطلاق مقاتلات F-18، وهجمات بطائرات مسيّرة، وإطلاق صواريخ توماهوك
وقد تسربت هذه المعلومات بعدما أُضيف صحفي بالخطأ إلى المجموعة، ما كشف فحوى المحادثات
الرسالة التي استندت إليها التسريبات كانت تحمل تصنيفًا أمنيًا SECRET//NOFORN، وهو ما يعني أنها معلومات سرية للغاية، ويُمنع مشاركتها مع أي جهات أجنبية، بمن فيهم حلفاء الولايات المتحدة
إفشاء هذه المعلومات دون تصريح يُعد انتهاكًا بالغًا يمكن أن يضر بالأمن القومي ويعرّض حياة الجنود للخطر
وتعود الرسالة الأصلية إلى الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، وقد أُرسلت عبر الشبكة الحكومية السرية SIPRNet إلى عشرات المسؤولين في وزارة الدفاع
في المقابل، نفى المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، في بيان رسمي، وجود أي معلومات سرية في رسائل سيغنال، وقلل من أهمية التقارير الصحفية، ساخرًا بقوله إن هذا النوع من التقارير أصبح متهالكًا لدرجة أنه يشبه الحالة الذهنية لجو بايدن، في إشارة هجومية على الرئيس الأمريكي
وكانت مجلة ذا أتلانتيك قد نشرت صورًا من الرسائل المتبادلة على سيغنال، قالت إنها تؤكد مشاركة تفاصيل العمليات العسكرية
وقد برزت القضية إلى العلن في مارس الماضي بعد أن أفاد رئيس تحرير المجلة، جيفري غولدبيرغ، أنه أُضيف بطريق الخطأ إلى مجموعة الدردشة من قبل مستشار الأمن القومي آنذاك، مايك والتز
ورغم محاولات التبرير، أكدت مصادر في وزارة الدفاع أن ما تم تداوله في الرسائل اشتُق مباشرة من رسائل محمية بتصنيف أمني صارم، دون وجود ما يثبت اتخاذ إجراءات لإلغاء تصنيفها قبل مشاركتها
ورفض هيغسيث الإجابة حينها عن ما إذا كان قد استخدم سلطته لتخفيض تصنيف تلك المعلومات
من جهته، قال هيغسيث للصحفيين: لم نكن نرسل خططًا حربية عبر الرسائل، في محاولة للتقليل من حجم القضية
وكان كل من مدير الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون راتكليف – وكلاهما كان عضوًا في مجموعة الدردشة – قد أكدا في جلسات استماع بالكونغرس أنه لم يتم تبادل معلومات سرية
وبينما أشار راتكليف إلى أن سيغنال تطبيق مصرح باستخدامه من قبل كبار المسؤولين، شدد على أنه لا يُستخدم كبديل عن القنوات السرية لتبادل المعلومات المصنفة
وفي حين يُعد سيغنال من التطبيقات الآمنة بفضل تقنيات التشفير العالية، إلا أن هذه الحادثة تُظهر كيف يمكن للخطأ البشري أن يُحوّل أدوات الأمان إلى مصدر للخطر، لا سيما في بيئة تزداد فيها محاولات الاختراق السيبراني
وكانت وكالة الأمن القومي قد حذرت في فبراير الماضي من استخدام مجموعات قرصنة روسية لرسائل تصيدية لاختراق حسابات مستخدمي سيغنال