سكان الحديدة: فقراء في محافظتهم الغنية بالموارد الاقتصادية
منذ 6 أشهر
الحديدة- محمد عبده السامعييعمل محمد عبده في محل لبيع المواد الغذائية في مدينة الحديدة منذ أكثر من عشر سنوات
وكل يوم، يتعامل مع الكثير من الزبائن من مختلف المحافظات اليمنية
الأضعف قدرة شرائية هم الأفراد الذين ينتمون لمدينة الحديدة، حيث لا يستطيعون شراء المواد الغذائية التي تكفيهم لأسبوع، وفقًا لمحمد
ونظرًا لظروفهم المالية المتدهورة، يقبل العديد من مواطني مدينة الحديدة على شراء كميات قليلة من المواد الغذائية، مثل زيت الطبخ والدقيق والأرز والسكر
ما يكسبون من مال كل يوم، ينفقونه لشراء الوجبات اليومية، وهذا حالهم منذ عقود
على الرغم من الموارد المالية التي تتميز بها الحديدة، كالمواني، وقطاع الصيد والزراعة، إلا أن سكان المحافظة يعيشون في فقر مدقع وبؤس مزمن
تعد محافظة الحديدة واحدة من أبرز المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكانية والأهمية الاقتصادية والعسكرية
وتمتلك الحديدة ثلاثة مواني، وتتمتع بموقع استراتيجي حيوي يطل على البحر الأحمر، حيث تقف على شريط ساحلي يشكل أهمية بالغة للتجارة الدولية، فضلًا عن كونها تضم ثاني أكبر ميناء على مستوى البلاد، والذي يمثل بوابة رئيسة للبحر الأحمر
منذ العام 2014، يعيش محمد يوسف في مدينة الحديدة، حيث يصارع الكثير من السكان يوميًا من أجل توفير متطلبات المعيشة
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول محمد: “يأخذون احتياجاتهم المنزلية بشكل يومي، ولا يستطيعون شراء ما يكفيهم لمدة أسبوع
يعملون لتأمين معيشة اليوم، وفي اليوم التالي ينهضون للعمل وتأمين احتياجاتهم الغذائية التي تبقيهم على قيد الحياة
”الصحفي عبدالوهاب شبيل، من محافظة الحديدة، يقول لـ “المشاهد” إن الحكومات المتعاقبة في اليمن لم تحقق العدالة لهذه المحافظة، ولا زال المواطن التهامي يعاني الحرمان والتهميش حتى اليوم
تهميش مستمرتقع مدينة الحديدة غرب اليمن على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي 226 كيلومتراً
وتبلغ مساحة المحافظة حوالي 117145 كيلومترا مربعاً، وتتوزع هذه المساحة بين مدرياتها البالغ عددها 26 مديرية، بالإضافة لمدينة الحديدة مركز المحافظة
وتحتل الحديدة المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز، حيث يشكل سكانها ما نسبته 11% من إجمالي سكان الجمهورية، ليبلغ وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م، 2157552 نسمة، وينمو السكان سنويا بمعدل (3
25%)
الصحفي عبدالوهاب شبيل، من محافظة الحديدة، يقول لـ “المشاهد” إن الحكومات المتعاقبة في اليمن لم تحقق العدالة لهذه المحافظة، ولا زال المواطن التهامي يعاني الحرمان والتهميش حتى اليوم
يضيف: “أبناء مدينة الحديدة يعيشون على شراء متطلبات المنزل ليوم واحد ، وربما لا تجد هذا الأمر في أي محافظة أخرى في اليمن
يشترون قليلًا من الزيت وقليلًا من الأرز وقليلًا من السكر، لأنهم لا يستطيعون شراء كيلو سكر أو علبة زيت كاملة
هذه هي حياة التهاميين الُبسطاء، وهذه المدينة مظلوم أهلها منذ القدم
”عدنان حجر، صحفي من الحديدة، يقول لـ “المشاهد”: “أبناء محافظة الحديدة يعانون الفقر والدخل الضئيل، ولا يدرك معاناتهم إلا من عاش بالقرب منهم
لم تكن الأنظمة المتعاقبة عادلة مع أبناء تهامة، وكانت مرحلة حكم الشهيد إبراهيم الحمدي أنصفتهم بعض الشيء لكن ذلك لم يدم طويلًا
”أسامة مناوس، نازح من الحديدة إلى تعز، يقول لـ “المشاهد” إن الدخل اليومي للمواطن التهامي متدن جدًا، وبالكاد يكفي لتأمين الاحتياجات المعيشية
يضيف أسامة: “على الرغم من وجود الميناء في الحديدة، إلا أن الأولوية لا تذهب لأبناء هذه المحافظة الذين يعملون في مهام بسيطة مثل تفريغ الحاويات وترتيب البضائع، ورواتبهم لا تزيد عن ثلاثين ألف ريال يمني في الشهر
الحديدة واحدة من أشد المحافظات فقراً في اليمن جراء الحرب التي تشهدها البلاد منذ سنوات، ويعيش معظم سكان هذه المحافظة تحت خط الفقر، حيث لا يدخرون المال أو الغذاء، بل يستهلكون ما يملكون أولًا بأول
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير