سلمان الأنصاري : سياسة العناد: الانتقالي بين وهم النصر وحقيقة الخسارة، "كالتي نقضت غزلها"
منذ ساعة
سلمان الأنصاري التمرد الذي قام به المجلس الانتقالي في اليمن، وحرق المراحل والأوراق بهذه السرعة، يدل على قصر نظر عجيب، وكأنهم مصرون على اطلاق النار على أقدامهم
يحسبون انهم يحسنون صنعا و يصنعون نصرا ومستقبلا، رغم انهم امتلكوا فرصة تاريخية لا تقدر بثمن للتعامل مع ديناميكية المراحل السياسية بهدوء وصبر، وبنوايا سليمة، وبشراكة محلية حقيقية
لكن سبحان من جعلهم ينقضون غزلهم بأيديهم
وقد قال فولتير ذات مرة: من أخطر انواع الحماقة ان تكون في موقع سلطة وتظن ان العناد حكمة
القضية الجنوبية قضية مشروعه، كما اكدت الرياض مرارا، وكما نصت عليها مخرجات الحوار الوطني
غير ان قيادات الانتقالي اختارت ان تستبدل كيانها و تمثيلها الرسمي داخل المجلس الرئاسي المعترف به دوليا بكيان متمرد منبوذ اقليميا وعالميا
ولا استبعد اطلاقا ان تفرض عقوبات دولية كبيرة على جميع قيادات الانتقالي، وان يتم التعامل معهم محليا واقليميا ودوليا كأي جماعة متمردة تستخدم القتل والسلاح والقوة لفرض ارادتها
وفي هذا السياق، يلخص فريدريك نيتشه جوهر المأزق بقوله: الغباء في السياسة ليس نقصا في الذكاء، بل عجزا عن رؤية النتائج
يعتقدون ان محاولاتهم لادارة التناقضات من خلال وجودهم في المجلس الرئاسي للجمهورية اليمنية، بالتزامن مع انقلابهم على الرئيس رشاد العليمي، تمثل حنكة ودهاء سياسيا، بينما هي في حقيقتها حالة فصام سياسي حاد
كما يظنون ان محاولاتهم اخضاع حضرموت والمهرة وغيرها بالسلاح دليل تفوق عسكري، وكانهم لا يعلمون ان الطعن في الظهر ليس من شيم الرجال
وهنا تحضر مقولة جان جاك روسو: من يظن ان الارادة وحدها تصنع الصواب، يخلط بين الحكم والتهور
يعتقدون ان فرض امر واقع جديد بقوة السلاح سيحل ازماتهم، بينما الحقيقة انه سيفتح عليهم ابواب الجحيم: الاقصاء، والملاحقة، والمواجهة التي لن يطيقوها ابدا
هذا امر مفروغ منه تماما على المدى القصير والمتوسط والطويل
لكن القلق الحقيقي يتعلق بحياة الابرياء، وبنسف كل المكتسبات السابقة، وتأجيل الاستحقاقات التنموية والاقتصادية بصورة مقلقة
لا يوجد تفسير لهذه المغامرة الانتقالية سوى انها صفاقة وحماقة يصعب وصفها
ولولا القلق الصادق على حياة الابرياء، لكنت شخصيا ضاحكا وبقوة على هذه المغامرات الانتقالية الخارقة في غبائها
وباختصار شديد، لم اجد من اضر بقضية الجنوب اكثر من عيدروس الزبيدي، وهاني بن بريك، وابو علي الحضرمي
وقريبا جدا سيستوعب الجميع ذلك، ومن ضمنهم المخدوعون بهم من بعض البسطاء الذين يعتقدون بأنهم يخدمون القضية الجنوبية