سلمان الحميدي : الطبيب صديق والصحافة ضمير
منذ 9 ساعات
سلمان الحميدي لدي صديق يعمل طبيباً في الخليج، ألجأ إليه في حال كنت بحاجة إلى استشارة طبية إن حل المرض بأحد أفراد العائلة
يرد عليّ بأي وقت ويشير عليّ بمشورات ناجعة
مرضت أمي، أجرينا لها بعض الفحوصات: تضخم بالغدة الدرقية، إن كانت تشعر بمضايقات يمكن استئصال الغدة
استشرت صديقي فنصحني بإجراء فحص أشعة عند طبيب متخصص للخروج بتقرير واضح
بالفعل ذهبنا إلى حيث نصحنا صديقي، في الفحص لوحظ وجود عدد قليل من العقد اللمفاوية ثنائية الجانب، بيضوية الشكل، تحتفظ ببنية الهيلوم، لا أعرف معنى هذا، ولكن بناء على ماورد في التقارير السابقة وهذا التقرير، من الأفضل اجراء عملية استئصال للغدة لاستبعاد أي احتمال لتحول خبيث
صديقي أشار عليّ أيضاً بهذه المشورة
الآن أنا أتنقل بين المستشفيات الخاصة والعامة
أبحث عن جراح ممتاز
وهذه المشاوير جعلتني ـ أيضاً ـ أعيش المقارنة في التكاليف بين المستشفيات
استقرت قناعتي بالمستشفى الحكومي
في الصندوق سألتني المحاسبة: ستدفع المبلغ كاملاً؟ سمعتها تنصح امرأة قبلي لم تكن تملك المبلغ كاملاً لإجراء جهاز: اطلعي للمدير يعمل لك تخفيض؟قلت في نفسي فرصة أطلع للمدير، لأحدثه عن نقاط الاشتراك بين الصحافة والطب، سمعت المفارقة في سنة أولى إعلام: الانسان الذي لا يقدر على تحمل القرف ومعاينة الدم ومعايشة المآسي لا يستحق أن يكون صحفياً أو طبيباً
الصحفي والطبيب باختصار تجمعهم قوة التحمل، لكن الفرق يكمن في الخطأ: خطأ الطبيب يصيب إنساناً واحداً، أما خطأ الصحفي فيصيب مجتمعاً بأكمله
ولهذا المسؤولية على عاتقنا أكبر
قلت في نفسي وسأمازحه في الختام: والفارق الكبير بيننا وبينكم إن البيس معكم واحنا ما معنا إلا التعب والقهد وغضب الناس
لا أفكر بخفض مبلغ العملية، ولكني أريد أن تحظى أمي بالخدمة الجيدة
كنت متردداً باستخدام صفتي الصحفية لأحظى بامتيازات
هذا ابتزاز رخيص يحطم الأخلاقيات التي وضعتها لنفسي
على الصحفي أن يعيش ما يعيشه المواطن ويستشعره بكل مناحي الحياة
قلت في نفسي
الحمدلله لم أدخل إلى المدير، ولكن سكرتيره أوصل الورقة إلى المكتب، وكتب المدير: تخفيض مائة ألف ريال
لا يهمني حجم المبلغ
بقدر ما تهمني صحة الوالدة
ولأن الأسرة لم يسبق لها اجراء عملية جراحية، هذا يجعلني في بحث دائم عن أي حل بعيداً عن قلق العمليات
أمس آخر الليل تواصلت بصديقي الطبيب الذي يعمل في الخليج
سألني: ايش الجديد؟ أخبرته بأني دخلت إلى مدير المستشفى وخفض لي مائة ألف من تكاليف العملية
سألني صديقي: المستشفى حكومي والا خاص؟ـ حكوميغضب صديقي الطبيب: على الأقل على الأقل كانوا يعملوا لك خصم من 20 إلى 25 في المائة
ـ سهل
ونصحني صديقي والله: قل لهم يا أولاد الذين
انا صحفي جالس اشقي معاكم 15 سنة بلاش مع الدولة والحكومة والشرعية، ومعمر يشتري سيارة اخر موديل ب 500 الف سعودي وهو راقد
رديت على صاحبي مازحاً ليهدأ: أخاف اقلهم كذه يبطلوا على المية الألف ويرفعوا العملية لستة مليون
نقلا عن صفحة الكاتب على الفيسبوك