سلمان الحميدي : لماذا يعد العرض العسكري في تعز منجزاً عظيماً؟
منذ 9 ساعات
سلمان الحميدي 1ـ تأتي زيارة وزير الدفاع إلى مدينة تعز، وحضوره للعرض الرمزي، في وقت تصدت فيه المؤسستان الأمنية والعسكرية لحملات كبيرة، كما واجهت ضغوطات رهيبة، لم تعشها، ربما منذ بداية الحرب، تضمنت ما يلي:ـ المواجهة المستمرة مع مليشيا الحوثي الإرهابيةـ استهداف خطير من السلطة المحليةـ مطالب شعبية مُحقةـ موجة نقد بناءة في حقيقتها، لكن توقيتها، من وجهة نظر المعارضين لها، لم يكن مناسباً ربما
ـ استثمار موجّه لضرب سمعة المؤسستين العسكرية والأمنية
2ـ العرض الرمزي، نُظّم في شارع جمال، بنفس المكان الذي تنتصب فيها مخيمات المطالبين بمعالجة المشاكل الأمنية، وهي المخيمات التي استأجرها المناضل عبده سيف حسب تأكيده
بنفس الشارع الذي ترتفع فيه صورة الشهيدة افتهان المشهري، نفس الشارع الذي مُزقت فيه صورة رئيس المجلس الرئاسي، نفس الشارع الذي رُفعت فيه صورة رئيس المجلس الرئاسي، نفس الشارع الذي يقع فيه مقر حزب الإصلاح، نفس الشارع الذي يحتوي مقر شركة النفط وتستخدمه السلطة المحلية لإدارة المحافظة حالياً، وهذا الصورة تعكس نموذج الحياة القائم على التعايش والحريات والسياسة والمجتمع
استدراك: قريباً جداً من هذا الشارع نفسه، توجد صندقة صديقي الجندي الذي أصيب أربع مرات منها إصابتان في قضيبه، ومع ذلك لم يترك موقعه في الجبهة
3ـ بين المنصة التي ألقى منها وزير الدفاع، خطابه في شارع جمال، وبين أقرب مترس للمليشيا الإرهابية، مسافة 2 كيلو، تحديدا 2025 متراً فقط، وهذا ما يؤكد فعلياً أن المدينة مازالت مسرح عمليات عسكري ورغم ذلك فهي تضج بالحياة، ولولم يكن الأمن لما كانت هذه الأجواء الاجتماعية والسياسية وحرية الرأي والتأيير
من هذه الناحية، يمكن القول بأنه لا يوجد مقارنة بين شكل الحياة في تعز، والحياة في المحافظات الأخرى
4ـ البزة العسكرية تعكس الشكل المؤسسي للدولة وهيبتها
في تعز يوجد مشكلة حتى على مستوى توفير البدلة العسكرية، لم تتكفل الجهات العليا بتوفيرها، تُعد المحافظة قطاعاً منفصلًا بالفعل
على سبيل المثال، بحسب المعلومات، عندما قررت وزارة الداخلية دمج القطاع المنفصل ببيقة القطاعات، تكفلت بصفقة بدلات من الصين، للشرطة في تعز، ولكن ـ للأسف ـ تم التقطع لها وعادها بمحافظة المهرة
تخيلوا الوضع في الذخائر والعتاد
للأمانة، وفق مصادر موثوقة، تكفل الرئيس قبل فترة، بإنشاء معمل خاص للبدلات العسكرية في تعز، ولا أعرف إن كان الموضوع قد تم أو لا، ولا أحب أن أتتبع التفاصيل
5ـ أقل التشكيلات العسكرية دعماً وأكثرها شحةً هي المؤسسة العسكرية في تعز، من التشكيلات التابعة لوزارة الدفاع أو الأخرى التي لا تتبع الوزارة، من حيث الإمكانيات المادية لا يوجد مقارنة بين محور تعز وبقية المحاور والتشكيلات
6ـ زيارة وزير الدفاع إلى مدينة تعز، كانت مفاجئة، أُبلغ قيادة الوحدات التي ستشارك في العرض الرمزي، بساعة متأخرة من الليل
ربما لأسباب لوجيستية من جهة، وأخرى تتعلق بالهجمات التي تستهدف المؤسسة العسكرية من قبل السلطة المحلية
لا يخفى على المُتابع المعارك المادية التي تخوضها السلطة المحلية ضد الجيش، وقد تطورت بشكل خطير في الأسابيع الماضية ووصلت إلى درجة تسريب معلومات مهمة وبوثائق رسمية لن يستفيد منها غير عدو الجميع
من هذا المُنطلق ليس من المستبعد أن تكون المؤسسة العسكرية قد أوصلت رسائلها للحكومة والرئاسة، وبأطر رسمية، لتتصرف مع المحافظ
وربما أن المحافظ قد رد بـ تقارير أمنية تتحدث عن القوة العسكرية والأمنية الغائبة، ولهذا كانت الزيارة مفاجئة لاختبار الجهوزية
تقول الصورة أن قائد المحور واثقاً، وأن المحافظ منصدماً، وأن وزير الدفاع متفاجئاً
نأمل أن يكون اليوم محضر خير، أن تغير السلطة المحلية نظرتها للأولويات، وتستشعر فعلياً أهمية المعركة الوطنية!