سليمان العقيلي : حكومة موازية… مشروع تقسيم بائس !

منذ 3 ساعات

سليمان العقيلي إعلان ما يسمى بـ”تحالف تأسيس” بقيادة قوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية في #السودان، وتنصيب محمد حسن التعايشي رئيساً للوزراء وفارس النور حاكماً للخرطوم، هو خطوة لا يمكن وصفها إلا بأنها مؤامرة سافرة لتقسيم السودان وتمزيق وحدته الوطنية

هذه الخطوة ليست تعبيراً عن إرادة شعبية أو مسار سياسي طبيعي، بل محاولة انقلابية سياسية تهدف إلى شرعنة واقع صنعته الميليشيات المسلحة بعد أن فشلت في فرض سيطرتها العسكرية الكاملة

واقعياً، فرص نجاح هذه المحاولة تكاد تكون معدومة

فالسودان، رغم ما يعيشه من أزمات وانقسامات، لا يزال يملك مؤسسات قائمة ووعياً شعبياً يرفض الانجرار وراء المشاريع التفتيتية

حتى القوى الإقليمية والدولية تدرك خطورة هذا المسار ولن تمنحه أي غطاء شرعي، لأنه يعني تفكيك الدولة وإشعال حروب أهلية جديدة

الخطوة ليست سوى مناورة يائسة من ميليشيا الدعم السريع وحلفائها بعد أن تلقت هزائم متتالية وفقدت مناطق نفوذ مهمة أمام الجيش السوداني

تشكيل حكومة موازية ليس سوى ورقة ضغط إعلامية وسياسية، لن تغيّر من موازين القوة على الأرض

كما ان تعيين حاكم للعاصمة التي فقدتها الدعم السريع مسألة مثيرة للسخرية

ما جرى يعكس حالة الارتباك بعد الخسائر الميدانية التي تتعرض لها قوات الدعم السريع

فعوضاً عن مراجعة الحسابات أو القبول بحوار وطني شامل، تندفع هذه المليشيات إلى خطوات متهورة تزيد من عزلتها الداخلية والخارجية

تشكيل مجلس رئاسي من 15 عضواً واختيار عبد العزيز الحلو نائباً لرئيس المجلس ليس سوى محاولة لاستقطاب قوى أخرى في لعبة تقسيم خطيرة، لكنها مكشوفة وتفتقد لأي قاعدة شرعية أو قبول شعبي

السودان اليوم بحاجة إلى مشروع وطني موحّد يرسخ بناء الدولة وينهي الميليشيات، لا إلى مشاريع موازية تقود إلى الانقسام

إعلان “تحالف تأسيس” سيظل خطوة استعراضية، أقرب إلى مغامرة سياسية خاسرة ستسقط مع أول اختبار حقيقي على الأرض، لأن وحدة السودان أكبر من رهانات الميليشيات وأوهام السلطة السريعة