سميرة الهبوب.. “سيدة العقارات”
منذ 3 ساعات
تعز- نجوى حسن واجهتْ سميرة الهبوب، مديرية المظفر، تعز، واقعًا لم تتوقعه، إذ قادها التسويق الإلكتروني إلى عالم العقارات دون تخطيط مسبق
بدأ الأمر بعرض منزل للبيع على مجموعتها في “الواتسآب”، وسرعان ما انهالت عليها الاستفسارات، حتى اعتقد البعض أنها تملك العقار المعروض
تقول سميرة لـ”المشاهد”: “في البداية كنتُ أعرض البيوت كخدمةٍ تسويقية، لكن سرعان ما بدأتُ أتلقى عروضًا جديدة من ملّاكٍ يريدون بيع منازلهم، ومع مرور الوقت أصبحتُ معروفةً بهذا المجال”
تشارك النساء اليمنيات في أعمالٍ حرة ومشاريع صغيرة داخل قطاعات تجارية متنوعة، بينها الزراعة والصناعات اليدوية وبعض الأنشطة التجارية
وبعضهن يمارسنّ نشاطاتٍ في العقارات، لكن بأعدادٍ محدودة ودون ظهورٍ إعلامي واضح
وأثّر النزاع والظروف الاقتصادية الصعبة على فرص عمل الرجال والنساء
وهذا بدوره قاد كثيرًا من النساء إلى العمل؛ نتيجةً للحاجة، وليس خيار تمكينٍ مدروس؛ مما دفع بعض النساء لإنشاء مشاريع صغيرة
انطلقت مسيرة سميرة المهنية عام 2014، مستفيدةً من خبرتها في التسويق الإلكتروني
لم يكن التحول إلى العقارات سهلًا، لكنه جاء استجابةً للطلبات المتزايدة التي وصلتها
تقول سميرة: كنتُ أستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر عروض البيع والإيجار، ولاحظتُ أن الناس يثقون بي بسبب أسلوبي الصادق والواضح
” تلك الثقة دفعتها للاستمرار؛ مما جعلها وسيطةً عقاريةً تحظى بسمعة طيبة بين الزبائن”
هكذا تعبر سميرة
سميرة الهبوب: كنتُ أستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر عروض البيع والإيجار، ولاحظتُ أن الناس يثقون بي بسبب أسلوبي الصادق والواضح
”لم تقتصر جهودها على الإعلانات عبر الإنترنت، بل انضمت إلى مجموعات خاصة بـ”الدلّالين” أو السماسرة، حيث تبادلت العروض مع وسطاء آخرين
ورغم ذلك، واجهت تحديات عديدة، أبرزها سرقة العروض من قبل بعض المنافسين
وفي هذا الجانب تقول سميرة: “أحيانًا يعرض السماسرة نفس العقار الذي أعلن عنه دون علمي، ويتم بيعه دون أن أحصل على نسبتي، وهذا تكرر معي كثيرًا”
من أصعب التحديات التي تواجهها سميرة في عملها هو العثور على منازل للإيجار، حيث تشهد أسعار الإيجارات ارتفاعًا غير مسبوق في تعز؛ ما يفاقم الأعباء الاقتصادية على الأسر محدودة الدخل
بعض المنازل لا تتجاوز غرفة واحدة، ومع ذلك يصل إيجارها إلى 150,000 ريال يمني، في حين يشترط بعض الملّاك الدفع بالعملة السعودية؛ مما يجعل الإيجارات الشهرية تصل إلى أكثر من 500 ريال سعودي
ويعود هذا الغلاء إلى عدة عوامل، أبرزها تزايد الطلب على المساكن بسبب النزوح من مناطق الصراع، وغياب الرقابة الحكومية على تسعير الإيجارات، إلى جانب استغلال بعض الملّاك للأوضاع الاقتصادية المتدهورة
في ظل هذه الظروف، يجد العديد من المواطنين أنفسهم مجبرين على العيش في منازل متهالكة أو البحث عن مساكن في مناطق نائية تفتقر للخدمات؛ مما يزيد من معاناتهم اليومية
وتشير تقارير إلى أن الإيجارات في المدينة ارتفعت بأكثر من 80% خلال الأعوام الأخيرة، خاصةً بعد تحرير معظم أجزائها من سيطرة جماعة الحوثي، وتراجع حدة القصف المدفعي وأعمال القنص التي كانت تستهدف المدنيين، إلى جانب تمكّن أجهزة الأمن من بسط سيطرتها على معظم الأحياء
إلى جانب ذلك، تواجه الكثير من النساء خطر الطرد من منازلهنّ؛ بسبب عدم القدرة على دفع الإيجارات، وهو ما يدفع سميرة لمحاولة إيجاد حلول لهنّ
تقول سميرة: “أحيانًا أبحث عن مساكن بديلة بأسعار أقل، لكن الخيارات محدودة، والملّاك يفضلون التعامل بالدولار أو الريال السعودي؛ ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا”
رغم العقبات، نجحت سميرة في بناء اسم قوي في سوق العقارات، حتى باتت تلقب بـ”سيدة العقارات”
أسلوبها الصادق والشفاف كان مفتاح نجاحها، حيث تؤكد الهبوب: “أهم شيء في هذا المجال هو الصدق، لا أقدم معلومات مغلوطة، وإذا لم يكن هناك منزل معروض للبيع، أقول الحقيقة”
يأتي هذا النجاح في ظل التحديات التي تواجه اليمنيين رجالًا ونساءً في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء؛ بسبب قلة فرص العمل
لكن التحدي الأكبر أمام النساء يكمن في المشاركة والفرص الاقتصادية
ووفقًا للبنك الدولي، 2014، فإن أكثر من 90 % من النساء اليمنيات في سن العمل لا يشاركنّ في القوى العاملة، أي أنهنّ لا يملكنّ عملًا ولا يبحثن عنه، مقابل 20 % من الرجال خارج القوى العاملة
وتمثل النساء 6
5 % فقط من مجموع أصحاب الشركات، بحسب تقرير البنك الدولي في 2014
اليوم، أصبحت سميرة واحدة من الأسماء البارزة في سوق العقارات، حيث تبيع منازل تتراوح أسعارها ما بين 70 ألف و500 ألف ريال سعودي
انتقالها من التسويق الإلكتروني إلى العقارات لم يكن سهلًا، لكنها أثبتت أن الإصرار والمصداقية قادران على بناء نجاح مستدام
ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع
يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة
بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail
comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقاريرمن نحن