سوريا.. الجيش على مشارف السويداء بعد معارك دامية أوقعت نحو 100 قتيل وإسرائيل تحذّر بشأن الدروز
منذ 13 ساعات
واصلت القوات الحكومية السورية تقدمها نحو مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، بعد يومين من الاشتباكات الدامية التي أسفرت عن مقتل نحو 99 شخصاً، في واحدة من أكثر جولات العنف دموية منذ تولي السلطات الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع مقاليد الحكم أواخر العام الماضي، عقب الإطاحة ببشار الأسد
وتمكنت وحدات من وزارتي الدفاع والداخلية، مدعومة بالدبابات ومئات المقاتلين، من السيطرة على قرية المزرعة الواقعة على مشارف المدينة، بينما أعلنت وزارة الداخلية مساء الاثنين أن القوات أصبحت قريبة من مركز محافظة السويداء
إسرائيل تدخل على خط الأزمةوفي تطور لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه ضربات جوية استهدفت دبابات سورية في قرية سميع جنوب السويداء، محذّراً من استهداف الطائفة الدرزية
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الضربات رسالة تحذير واضحة للنظام السوري، مجدداً تعهد إسرائيل بالتدخل لحماية الدروز في حال تعرضهم للخطر، خاصة في المناطق القريبة من هضبة الجولان التي تحتلها الدولة العبرية
اشتباكات درزية - بدويةوأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات اندلعت الأحد في الريف الغربي للسويداء بين مسلحين دروز وعناصر من عشائر البدو، بمشاركة قوات من وزارتي الدفاع والداخلية
وقد أسفرت المعارك عن سقوط 60 قتيلاً من أبناء الطائفة الدرزية (معظمهم مقاتلون)، إلى جانب 18 من البدو، و14 عنصراً أمنياً، و7 مسلحين مجهولي الهوية، و4 مدنيين بينهم امرأتان وطفلان
وأكد القائد الميداني عز الدين الشمير أن القوات الحكومية تتجه نحو مدينة السويداء، فيما وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع، العقيد حسن عبد الغني الهجمات بأنها غادرة، أدت إلى مقتل 18 جندياً
توتر شعبي ومطالب بالحماية الدوليةعلى الأرض، شهدت مدينة السويداء حالة شلل تامة مع فرار السكان من مناطق الاشتباك وإغلاق المحال التجارية
وقال أحد السكان، يُدعى أبو تيم (51 عاماً)، لوكالة فرانس برس: عشنا حالة رعب كبيرة، القذائف كانت تتساقط بشكل عشوائي، الشوارع خالية، وكل شيء مغلق
من جانبها، أعربت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، التابعة للشيخ حكمت الهجري، عن رفضها دخول قوات الأمن إلى المحافظة، مطالبة بـالحماية الدولية، في وقت دعت فيه قيادات دينية أخرى إلى التهدئة
ونزحت العديد من العائلات إلى مناطق أكثر أمناً
وقالت يمامة (46 عاماً) وهي نازحة من المدينة: نحن لسنا ضد الدولة، لكننا لا نريد تسليم سلاحنا قبل ضمان المعاملة العادلة
نخشَى من تكرار سيناريو الساحل
انتقادات لأداء الدولة ودعوات لنزع السلاحانتقد مسؤولون في الحكومة الانتقالية ما وصفوه بـغياب الدولة في المحافظة
وقال وزير الداخلية أنس خطاب إن غياب مؤسسات الدولة، خصوصاً الأمنية والعسكرية، كان سبباً رئيسياً في التوترات، داعياً إلى فرض الأمن وتفعيل دور الدولة لضمان السلم الأهلي
ودعا وزير الدفاع مرهف أبو قصرة الجيش إلى حماية المدنيين والممتلكات، مشدداً على أن أي تقصير سيتم محاسبته
خلفية طائفية معقدة وتحديات انتقاليةوتأتي هذه الاشتباكات في ظل تحديات أمنية متزايدة تواجه السلطات الانتقالية التي تولّت الحكم وسط تعهدات بإشراك جميع المكوّنات السورية في إدارة المرحلة المقبلة
وتشير تقارير إلى مخاوف من تهميش الأقليات بعد أعمال عنف طائفية متكررة، بينها هجوم انتحاري في كنيسة بدمشق في يونيو أودى بحياة 25 شخصاً، اتُهم تنظيم الدولة الإسلامية بالوقوف وراءه
وتُعد السويداء معقل الدروز في سوريا، الذين يُقدّر عددهم بنحو 700 ألف، ويتركّزون جنوب البلاد، بالإضافة إلى تواجدهم في جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ووجود محدود في إدلب
إغلاق الطرق وتصعيد ميدانيوأفاد مراسل وكالة فرانس برس بانقطاع الطريق الدولي بين السويداء ودمشق، تزامناً مع تحرّكات عسكرية واسعة، ووجود سيارات إسعاف تنقل المصابين إلى مستشفيات العاصمة
كما شوهدت أرتال مسلحة تضم مدنيين ومقاتلين متوجهة إلى خطوط التماس على أطراف المدينة
وكانت فصائل محلية درزية قد تسلمت إدارة الأمن في السويداء منذ مايو/أيار، بموجب اتفاق مع السلطات، في حين تنتشر في ريف المحافظة مجموعات مسلحة من عشائر بدوية سنية، ما يضاعف من هشاشة الوضع الأمني