سيئون: شتاء قاسٍ يفاقم معاناة النازحين

منذ 6 أشهر

حضرموت- أشرف الصوفيمع حلول فصل الشتاء، تتجدد معاناة آلاف الأسر النازحة التي تعيش في ظروف معيشية قاسية داخل مخيمات النزوح في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، حيث يعاني النازحون من شدة البرد ونقص الإمكانات الأساسية، في ظل غياب الدعم لحمايتهم من البرد الشديد

أم محمد، نازحة في مخيم سيئون مع أطفالها الأربعة، تواجه ظروفًا قاسية، وتتفاقم معاناتها مع اشتداد برودة الشتاء

في حديثها لـ “المشاهد”، تقول أم محمد: ” نحتاج إلى بطانيات وقماش جديد للخيام

مع كل هطول للأمطار، تتدفق المياه إلى داخل الخيمة، ما يزيد من معاناتنا، خاصة مع الأطفال الصغار الذين أنهكهم البرد

”حال أم محمد لا يختلف عن حال فاطم، التي تسهر كل ليلة خوفًا على طفلتها مرام ذات العامين من البرد القارس

تقول فاطم: “الأطفال يتحركون كثيرًا أثناء النوم بسبب البرد، ولا أملك سوى تغطيتهم بما لدي من ملابس وجلباب، وهو كل ما أستطيع توفيره”

أما الحاج محمد، البالغ من العمر 70 عامًا، فيعيش معاناة مضاعفة بسبب مرض الروماتيزم

ويضطر يوميًا إلى الخروج مبكرًا للتعرض لأشعة الشمس للتخفيف من الألم الشديد الذي يصيب مفاصله خلال الليل

يقول لـ “المشاهد”: “الأجواء الباردة تفاقم ألمي، وفي ظل غياب وسائل التدفئة، يصعب عليّ النوم ليلاً وأعاني من آلام شديدة في المفاصل صباحًا

”مخاطر صحية تهدد النازحينلا يجلب الشتاء البرد فقط، بل يهيئ بيئة لانتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين، مثل الحميات والملاريا التي تتفشى بسبب المستنقعات الناتجة عن الأمطار

وفقًا لتقارير محلية، تشهد مخيمات حضرموت، بما فيها مخيم سيئون، زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بالملاريا، خاصة بين الأطفال، مما يزيد من معاناة هذه الفئة في ظل ظروف معيشية صعبة

تقول فاطم: “الأطفال يتحركون كثيرًا أثناء النوم بسبب البرد، ولا أملك سوى تغطيتهم بما لدي من ملابس وجلباب، وهو كل ما أستطيع توفيره”

الدكتور زكرياء محمد، طبيب يعمل مع منظمة إغاثية في حضرموت، يقول لـ “المشاهد”: “الشتاء يزيد من معاناة النازحين بسبب سوء التغذية وضعف المناعة لديهم

الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي، إضافة إلى تفشي الملاريا بسبب تجمع المياه في المخيمات

كما أن البرد القارس يؤدي إلى تفاقم حالات أمراض المفاصل بين كبار السن

”يشير الطبيب زكرياء إلى أن غياب الرعاية الصحية المناسبة يعقّد الوضع، ويوضح: “الكثير من المخيمات تفتقر إلى عيادات صحية قريبة أو خدمات طبية منتظمة

حتى الحالات البسيطة تتحول إلى أزمات صحية كبيرة بسبب غياب الأدوية ووسائل النقل لنقل المرضى إلى المستشفيات

يجب توفير خدمات طبية متنقلة مع التركيز على الوقاية من الأمراض المرتبطة بفصل الشتاء”

يعمل فهمي باكثير في إحدى المنظمات المحلية العاملة في الشؤون الإنسانية، ويؤكد تفاقم معاناة النازحين في فصل الشتاء في العديد من المخيمات

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول باكثير : “الوضع في مخيمات سيئون مأساوي

البرد يفتك بالكثير من الأسر، بخاصة الأطفال وكبار السن

نعاني من نقص حاد في الإمدادات الأساسية كالبطانيات والخيام

خلال الأسابيع الماضية، وزعنا بعض البطانيات والمستلزمات، لكنها لا تغطي سوى نسبة ضئيلة من الاحتياج

”وينوه إلى تحديات إضافية تواجه النازحين، مثل زيادة حالات الإصابة بالملاريا والحميات، خاصة بعد الأمطار، وضعف التدخل سريع من المنظمات الدولية لتوفير المأوى المناسب والمستلزمات الشتوية

يضيف باكثير: “نحن كمنظمة محلية، نقوم بما نستطيع، لكننا بحاجة لدعم أكبر من المجتمع الدولي

النازحون هنا يواجهون معركة يومية للبقاء على قيد الحياة، ومن الضروري أن تتحرك الجهات المعنية بسرعة لتقديم يد العون

”يقول باكثير : “الوضع في مخيمات سيئون مأساوي

البرد يفتك بالكثير من الأسر، بخاصة الأطفال وكبار السن

نعاني من نقص حاد في الإمدادات الأساسية كالبطانيات والخيام

أرقام عن حجم الكارثةتُعد محافظة حضرموت واحدة من المحافظات التي تأوي عددًا كبيرًا من النازحين

وفقًا لإحصائيات الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في عام 2023، يوجد في حضرموت أكثر من 66 ألف نازح موزعين في عدد من المخيمات والمناطق

أما على مستوى اليمن، فقد بلغ عدد النازحين داخليًا أكثر من 45 مليون شخص منذ بدء النزاع في 2015، وفق تقارير الأمم المتحدة

ورغم الجهود الإنسانية التي تبذلها بعض المنظمات الدولية والمحلية، تبقى الاستجابة بعيدة عن تلبية الاحتياجات المتزايدة للنازحين

يشكل نقص التمويل تحديًا كبيرًا، إذ تعاني خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن من عجز يقارب 60%، ما يؤثر بشكل مباشر على حياة النازحين الذين يواجهون أزمات متعددة، بما في ذلك نقص الغذاء وغياب وسائل التدفئة والمأوى

لا تعلم أم محمد، النازحة في مخيم سيئون، كيف سيصير حالها وحال أطفالها في الأسابيع القادمة عندما تزيد شدة البرد، ولا تزال تنتظر المساعدات التي قد تخفف من معاناتها في هذا الشتاء

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير