شاعر يقاوم آثار الحرب

منذ 2 سنوات

أكثر من ستة وعشرين ديوانا خطها  الشاعر شجاع القطابري بقلبه قبل قلمه، وبلور فيها جميع الأحداث والمراحل بوزن وقافية، وبطريقة تجعل القارئ يبحر في عالم من الدهشة، ويتعجب من مداركه الواسعة

 يقول القطابري في حديث مع المشاهد “بدأت بكتابة الشعر من مرحلة مبكرة جدا، حين كنت في سن السادسة عشرة

”يقول القطابري “ظل الشِعر يتراكم إلى أن وصلت إلى مرحلة اليأس التي يمكن أن تُطبع هذه الكتب وتظهر ذات يوم”بالرغم من غزارة إنتاجه الشعري إلا أنه يقول أنه الآن لا يحظى باهتمام  أو ورعاية من أحد وساءت ظروفه المعيشية نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي بفعل الحرب

 واجهنا الشاعر شجاع القطابري، 48 عاما،  بهذه المفردات وبملامح شاحبة

يقطن القطابري في منزل متواضع، في حي الثورة وسط محافظة تعز ، يحكي،  لـ “المشاهد نت ” قصة شاعر عصفت به الحياة على خلاف توقعاته وأحلامه وأودت به إلى دهاليز تعز المثخنة بالجوع والحرب

الشعر فيما يبدو سلواه للوقوف بوجه تغير الحياة  فهو لا زال يتذكر قصيدته الأولى التي حققت نجاحا كبيرا، وكيف كان يرسم لنفسه غدا لائقا تقديرا لعطاءاته في الأدب والشعر والصحافة

 أصدر القطابري أول ديوان لي في 2004 بعنوان “حنين الفراشة “الذي طبعته  وزارة الثقافة، حين كان خالد الرويشان وزيرا للثقافة وكانت صنعاء في ذلك العام عاصمة الثقافة العربية

 ويتابع: “بعد ذلك توالت الإصدارات منها: صديقٌ  لشطر سماء، ثم كتاب على مقهى النساء، ثم للبحر قصةٌ وحيدة، ثم كتاب هكذا غنى العصفور ثم كتاب رباعيات الحب

”  استمرار الحرب في اليمن تسببت بتوقف مرتبه الحكومي الذي كان يحصل عليه من وزارة الثقافة التي عمل بها لأكثر من 18 عاما

في هذا السياق يواصل القطابري حديثه ل “المشاهد”  “أواجه مشاكل كبيرة جداً ولا أجد أي عون من أي نوع

مضيفا “حاولت قدر المستطاع أن أُلفِت نظر الدولة والسلطة المحلية على الأقل إلى ما أعانيه لم أجد أي تجاوب من أحد

” يسترسل الشاعر القطابري في سرد معاناته فيقول أن صاحب البيت يريد منه الخروج من البيت بسبب عدم قدرته على دفع الإيجار في الوقت الذي لا يجد فيه مالا  لدفع أجور النقل، ولا يمتلك منزلا للنقل إليه

 وقال القطابري “عملت فعالية في ساحة الحقوق والحرية (بتعز)  وعرضت بيع كتبِي مقابل فقط حق طعام لأطفالي ولم يتجاوب أحد

”مضيفًا ” النموذج الذي لا يعترف بأهمية الكلمة والثقافة مدماك أساسي لبناء الحضارة والنهضة الثقافية ككل لا يؤمن بعظمة الفِكر والعقل باعتباره الأساس

”منوها بقوله “قبل ان يولد المكوك الفضائي وجدت الأشعار والرواية والمقال الصحفي والكتاب النقدي،لكن عندما يموت كل هذا علينا أن ننتظر موت الوطن بأكمله

”محذرا “إذا ماتت الآمال في نفس الكاتب وتلاشى دور المعرفة والأدب والشعر في بلد ما فعلى هذا البلد ينتظر فقط الفناء

” “في فترة من الفترات كنت أعمل في محل نجارة وذات مرة صادف فيها أن أحد أصدقاء صاحب الورشة جاء في زيارة وكان يعرف كل العاملين من قبل، فرآني وجها جديدا لم يألفه فسأل صاحب الورشة عني قائلا : من يكون هذا العامل الجديد ؟؟ فقال صاحب الورشة ضاحكا هذا شاعر ومؤلف لديه مؤلفات كثيرة ولكن غدر به الزمن بعد الحرب فجاء عاملا إلى هنا

”“شعر الرجل بدهشة شديدة وبدأ متألما جدا لما حدث

”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير