شتاء صعب على النازحين في مأرب

منذ شهر

مأرب- فهمي عبد القابضتعاني تجمعات النازحين في مأرب، شرق اليمن من شتاء قارس هذا العام في ظل نقص الموارد لتلبية الاحتياجات الصحية والغذائية

  ” المخيم الذي أسكن فيه ضعيف وما يحمي من موجات البرد وموجات الرياح والغبار “

يقول عبد الله النهدي “لكنه سكن المزنوق، عيشتي في المخيم وكأني في العراء، لكن لمن نشكي؟” يعيش النهدي مع أسرته في مخيم الصبرين، شمال مدينة مأرب، الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، منذ أواخر 2020

نزح النهدي من مديرية الجوبة، مأرب، عقب اندلاع القتال في المديرية بين جماعة الحوثي والقوات الحكومية، انتهى بسيطرة جماعة الحوثي على المديرية آواخر العام 2020

ويضيف للمشاهد أن معاناته في المخيم قاسية نتيجة نقص الاحتياجات من تغذية وملابس وبطانيات ما ضاعف من قسوة البرد

يقول النهدي “نزحت إلى مخيم الصبرين من مديرية الجوبة الواقعة بسبب الحرب في العام 2020، ومعاناتي الآن كبقية النازحين صعبة

” مضيفا أنه حتى الآن لم تصل إلى المخيم أي مبادرة من الحكومة ولا من المنظمات لدعم الأطفال وكبار السن باحتياجات البرد

أبو يوسف التيباس، نازح آخر من مديرية مدغل التي تسيطر عليها جماعة الحوثي والواقعة شمال غرب محافظة مأرب، يعيش في مخيم الصبرين منذ العام 2020

يقول للمشاهد أن معاناة النازحين في مخيم الصبرين مأرب صعبة للغاية بالذات في فصل الشتاء

ويضيف أن النازحين يعانون من شدة البرد وحتى الآن لم تصل للمخيم أي مساعدات أو حقيبة شتوية

يمتد مخيم الصبرين على مساحة واسعة مغطاة بأرض تبدو شبه جافة وقاحلة، تتخللها آثار عجلات السيارات وأقدام النازحين

صفوف من الخيام المتراصة تشكل المشهد العام، بعضها مصنوع من أقمشة بالية، وأخرى من أغطية بلاستيكية مشدودة على هياكل خشبية أو معدنية مؤقتة

يعكس وضع الخيام المهترئة صعوبة الظروف والمعاناة

يعيش في المخيم حوالي 175 أسرة، حسب إدارة المخيم، معظمهم نزحوا من الأطراف الغربية لمأرب عندما حاولت جماعة الحوثي اقتحام المدينة التي تعد آخر معقل للقوات الحكومية في مناطق شمال اليمن

في الزوايا، توجد نساء يملأن أوعية بلاستيكية كبيرة من صنبور مياه مشترك

ويصطف الأطفال في انتظار دورهم، يحملون أوعية صغيرة

بعض الأطفال يلعبون حفاة الأقدام وسط الأتربة، يرتسم على وجوههم خليط من البراءة والتعب

الرجال يجتمعون في مجموعات صغيرة، يناقشون أمورهم اليومية أو يراقبون بصمت

في النهار الجو حار ومشبع بالغبار، مع رياح تثير الأتربة دون توقف

وفي الليل الجو باردا مع رياح باردة

في الأفق، تظهر تلال جرداء ومزراع تحيط بالمخيم، وكأنها تحكي تناقض الوضع اليمني

يغطي غروب الشمس الرمال الذهبية بلون برتقالي دافئ، يضيف لمسة من الجمال المؤقت وسط مشهد يوحي بالكدح والصمود

المشهد بأكمله ينقل إحساسًا عميقًا بالمعاناة الإنسانية، ولكنه يعكس أيضًا قوة التحمل والرغبة في البقاء رغم قسوة الحياة

مخيم الصبرين ليس الوحيد في مأرب

هناك قرابة 2

1 مليون شخصا من النازحين يعيشون في 208 مخيما، حسب الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب

تظهر إحصائيات الوحدة التنفيذية أن هناك 125 مخيما من هذه التجمعات لا تتلقى الأسر النازحة فيها أي خدمات صحية

مدير مخيم الصبرين للنازحين، صالح الهجل، يقول للمشاهد إن البرد شديد وقارس على النازحين خصوصا في مخيم الصبرين وذلك لموقعه بالقرب من المزارع التي تحيط به من كل جانب

مدير مخيم الصبرين، صالح الهجل: إن البرد شديد وقارس على النازحين خصوصا في مخيم الصبرين وذلك لموقعه بالقرب من المزارع التي تحيط به من كل جانب

” كان النازحون في المخيم يحصلون على بعض الدفء في الليل باستخدام دفايات كهربائية

لكن ولسوء الحظ انقطعت الكهرباء نتيجة الربط العشوائي

خاطبت إدارة المخيم الوحدة التنفيذية ولم تفعل شيئا حتى الآن

وقال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، سيف مثنى، للمشاهد أن النازحين يعيشون مواجهة قاسية مع الظروف الجوية التي جعلت الأطفال وكبار السن والمرضى عرضة للبرد القارس، وسجلت حالات وفيات نتيجة البرد

وأضاف أن تزايد حالات الوفاة بين النازحين تأتي مع تزايد الأمراض المرتبطة بفصل الشتاء مثل أمراض الجهاز التنفسي

معظم الأسر النازحة تلجأ إلى وسائل تدفئة تقليدية غير آمنة للتغلب على البرد القارس، مما يتسبب في اندلاع الحرائق في مخيمات النزوح

في تقرير عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب،  نشر في ديسمبر 2024 فإن هناك نحو 39 ألف أسرة يسكنون في خيام مهترئة وتالفة، وهم أكثر عرضة لموجات الصقيع

 يقول مثنى أن النازحين لجأوا لمأرب كملاذ مؤقت فرارا من حالة القمع والملاحقة في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون

في هذه التجمعات المتناثرة على عدد كبير من المخيمات، هناك قرابة 65 ألف أسرة نازحة بحاجة للملابس الشتوية، حسب مثنى

كما أن 355 مأوى بحاجة إلى صيانة، وأكثر من 7 ألف مأوى بحاجة إلى إعادة تأهيل

يعد فصل الشتاء من الفصول الأكثر قساوة على تجمعات النازحين، خصوصا الفئات الضعيفة من الأطفال، والحوامل وكبار السن

حيث تتفاقم معاناتهم بسبب البرد في ظل العجز في توفير الاحتياجات الأساسية للتدفئة، حسب تقرير الوحدة التنفيذية

يقدم الهجل مناشدة لدعم مخيم الصبرين بمستلزمات الشتاء

“نحن نطالب بملابس شتوية وبطانيات، مع أننا إلى الآن لم نجد أحدا متجاوب معنا إلا أننا نظل نناشد وندعو كل من يتألم ويفكر بمعاناة النازحين النظر لهذا الأمر وما يعانيه النازحون

”وختاما يأمل مثنى من الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية تقديم الدعم الطارئ للأسر المتضررة

وفي نظر المثني فإن الدعم المطلوب يشمل الإيواء العاجل والمساعدات الغذائية والرعاية الصحية والنفسية، وتوفير حياة كريمة وآمنة للنازحين خلال فصل الشتاء

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير