شخصية يمينية متطرفة بريطانية تتدخل في ملف اليمن وتروّج لانفصال الجنوب
منذ ساعة
أثار تومي روبنسون، أحد أبرز رموز اليمين المتطرف في بريطانيا، جدلًا واسعًا بعد تدخله غير المتوقع في تطورات الأزمة الأخيرة في اليمن، والتي شهدت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي ذي التوجه الانفصالي على مساحات واسعة من جنوب البلاد، وسط مخاوف متزايدة من تصاعد النزعة الانفصالية
ووجّه روبنسون، الذي يُعرف باسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي-لينون، انتقادات حادة للحكومات الغربية، متهمًا إياها بـ«عدم محاربة الإرهاب» في الشرق الأوسط، وبالامتناع عن دعم المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، الذي زعم أنه يقاتل تنظيمي القاعدة والحوثيين
وقال روبنسون في منشور على منصة «إكس» يوم الخميس:«أريدكم أن تنظروا إلى إحدى الحالات التي يسعى فيها شعبٌ ما لتحرير نفسه من إرهاب القاعدة والحوثيين في اليمن
هؤلاء الناس يريدون الاستقلال وتقرير المصير من خلال إقامة دولة الجنوب في اليمن
لماذا لا؟»
ومنذ مطلع ديسمبر/كانون الأول، سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على أجزاء كبيرة من جنوب اليمن، بما في ذلك مناطق في محافظات حضرموت والمهرة وأبين
وأسفرت العمليات العسكرية في حضرموت في وقت سابق من الشهر عن مقتل ما لا يقل عن 32 جنديًا، فيما سقطت مدينتا سيئون ومأرب بيد قوات المجلس
ويحظى المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم مباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة، ويسعى إلى إعادة اليمن إلى وضع الدولتين المنفصلتين، كما كان عليه الحال قبل الوحدة عام 1990
وأثارت هذه التحركات مخاوف من توتر محتمل في العلاقات بين الإمارات والسعودية، في ظل احتمال اندلاع مواجهات بين قوات مدعومة من الطرفين في جنوب اليمن
ويعود تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى عام 2017، وهو يطالب بانفصال ما يسميه «دولة جنوب العربية» عن بقية اليمن، ويتلقى تمويلًا ودعمًا سياسيًا وعسكريًا من أبوظبي
وفي منشوره، ادّعى روبنسون أن «المتشددين الذين يقاتلهم المجلس الانتقالي» سيتجهون إلى الغرب في حال عدم تعاون الحكومات الغربية مع المجلس، معتبرًا أن الأخير «يدافع عن حقه في الاستقلال السياسي عن الأنظمة الراديكالية التي تسيطر على هذه البلدان»، دون تقديم توضيحات إضافية
وفي خضم التصعيد الأخير في أفقر دول العالم العربي، دعت أطراف دولية عديدة إلى التهدئة والحفاظ على وحدة اليمن
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن «الإجراءات الأحادية لن تمهد الطريق للسلام، بل ستعمّق الانقسامات، وترفع خطر التصعيد الأوسع، وتؤدي إلى مزيد من التفكك»
وأثار منشور روبنسون موجة من السخرية والانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي وبين خبراء العلاقات الدولية، الذين اتهموه بالادعاء الكاذب للخبرة في الشأن اليمني، وبنشر معلومات مضللة، وترديد روايات تتقاطع مع الخطاب الإماراتي والإسرائيلي بشأن الأزمة
ويُذكر أن روبنسون، الذي يملك سجلًا حافلًا بالإدانات القضائية وقضى فترات طويلة في السجن، أعاد طرح أفكار مشابهة في منشور آخر على «إكس» في وقت سابق من هذا الأسبوع، رغم ندرته في التعليق على الشأن اليمني، باستثناء انتقاد مقتضب للحوثيين قبل عامين
ويُعرف روبنسون بسجله في التحريض ضد المسلمين والمهاجرين، وهو مؤسس جماعة «رابطة الدفاع الإنجليزية» اليمينية المتطرفة
وفي الآونة الأخيرة، حظي روبنسون بترحيب من بعض الدوائر داخل الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما الوزراء المنتمين إلى اليمين المتطرف، حيث زار إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدعوة من وزير شؤون الشتات أميخاي شكلي
وقد أثارت الزيارة موجة إدانة من منظمات يهودية بريطانية، انتقدت تاريخه الإجرامي وخطابه التحريضي والانقسامي