شراء الأضاحي في زمن الحرب
منذ 2 سنوات
تتدفق المواشي مثل الماعز والأغنام والعجول، إلى الأسواق اليمنية في الأسابيع التي تسبق عيد الأضحى، وتُقبل العديد من الأسر على شراء المواشي، لذبحها في اليوم الأول من هذه المناسبة الدينية
اليوم، شراء الأضحية ليس أمرًا يسيرًا لكل رب أسرة، وقد يمر العيد دون تناول أي نوع من لحوم المواشي
أحمد الوصابي، 50 عامًا، عامل بالأجر اليومي في صنعاء، يقول لـ”المشاهد”: “يبكي أطفالي الصغار عندما يشمون رائحة اللحم المنبعثة من بيوت الجيران يوم العيد
ليس لدي المال الكافي لشراء حتى كيلو لحم
وبدلًا عن اللحم، أشتري نصف دجاجة لجميع أفراد الأسرة”
تراجع الإقبال على شراء الأضاحي خلال سنوات الحرب، نظرًا لارتفاع أسعارها وتدني مستوى دخل الأفراد في اليمن
خالد النققة، بائع لحوم في صنعاء، يقول لـ”المشاهد” إن انقطاع الرواتب في اليمن وتزايد أسعار المواشي، أسباب منعت العديد من الأسر من شراء الأضاحي في هذا العيد
ويضيف النقفة: “وصل سعر الماعز متوسط الحجم إلى ما يقارب 120 ألف ريال، وسعر العجل إلى 900 ألف ريال
كنا نعتبر أيام العيد موسمًا لبيع المواشي، لكن العمل تراجع بشكل غير متوقع
البعض يوم العيد يشتري نصف كيلو لحم فقط، بينما كان في السابق يشتري 4 أو 5 كليو، وهذا يعود إلى حالة الناس المادية”
مروان كابع، 35 عامًا، تاجر مواشٍ بسوق نقم المركزي للمواشي بصنعاء، يقول لـ”المشاهد” إن شراء الأضاحي كان يرتفع قبل عيد الأضحى، وكان يبيع المئات من المواشي مثل الماعز والعجول، لكن الآن الإقبال ضعيف حتى قبل العيد بأسبوع واحد
بحسب كابع، فإن فرض رسوم على كل رأس من الخراف والعجول التي تدخل إلى العاصمة صنعاء، وارتفاع أسعار الأعلاف، تسبب في ارتفاع أسعار المواشي
سيف مانع، 55 عامًا، موظف في وزارة التربية والتعليم، يقول لـ “المشاهد”: “عندما يأتي العيد، أشعر بالضيق بسبب كثرة الأشياء التي نحتاجها في هذه المناسبة
أحتاج إلى شراء ملابس جديدة لأطفالي الصغار، وحلويات العيد
شراء اللحم آخر اهتماماتي”
ضياء التومي، 41 عامًا، موظف حكومي بصنعاء، يقول لـ”المشاهد” إنه كان يشتري خروف العيد، ويدعو أهله وأصدقاءه لحضور الغداء معه في هذه المناسبة
كان التومي يدفع قيمة الخروف بالتقسيط من راتبه
يضيف: “اليوم وبعد قطع راتبي، أشتري كيلو لحم عجل يوم العيد فقط، وبقية الأيام أقوم بشراء الدجاج”
سعد سريع، 40 عامًا، صاحب محل دجاج بصنعاء، يقول لـ”المشاهد” إن الإقبال على شراء الدجاج أيام العيد زاد في السنوات القليلة الماضية، وذلك بسبب عدم قدرة الناس على شراء اللحوم
ويضيف: “قبل الحرب، لم يكن هناك إقبال على الدجاج في الأيام الأولى من العيد، وكنت أغلق المحل”
الحاجة فاطمة، 75 عامًا، تتذكر مناسبة العيد قبل الحرب، وتقول: “كنا قبل الحرب نقوم بشراء الخروف قبل العيد بشهر، ونقدم له العلف والماء
يوم العيد، يقوم زوجي بذبح الخروف في حوش المنزل، باعتبار ذلك من السنة النبوية، ونقوم بإعداد اللحم مع المرق والحنيذ، وكنا ندعو الأهل على مأدبة الغداء
كنا سعداء وضحكة الاطفال تملأ البيت”
وتضيف: “أما الآن، وبسبب الحرب، نشتري كيلو من اللحم فقط يوم العيد، دون أن ندعو أحدًا
أصبحت ظروفنا الاقتصادية صعبة للغاية”
سعر الأضاحي بتعزفي ظل تدهور العملة الوطنية، واستمرار الحصار على مدينة تعز منذ تسع من سنوات، تضاعفت معاناة السكان هناك نظرًا لصعوبة السفر من أو إلى المدينة
قبل الحصار، كانت الأضاحي تتدفق من عدة قرى إلى مدينة تعز، وبأسعار معقولة
لكن أسعار الأضاحي اليوم، ارتفعت بنسبة 300%، بحسب تجار المواشي
محسن، عامل في سوق المواشي بمدينة تعز، يقول لـ”المشاهد” إن الحصار والنقاط وفرض الجبايات والضرائب على طول الطريق المؤدي للمدينة، تسبب بغلاء فاحش في أسعار الأضاحي، الأمر الذي فاقم من معاناة المواطنين
يتسلم بعض الموظفين رواتبهم التي لا تتجاوز مائة دولار، بينما سعر الرأس الواحد من الأضحية يتراوح بين 150 و200 دولار وأكثر
توفيق أحمد، معلم تربوي، يقول لـ”المشاهد” إن ظروف الموظف أصبحت صعبة في الوقت الحاضر، بخاصة المدرسين
ويضيف أحمد: “تدني رواتب الموظفين، وعدم الحصول على دخل مستقر للعديد من المواطنين، جعل شراء الأضحية مهمة صعبة، ما أجبر كثيرًا منهم على شراء اللحوم بالكليو يوم العيد”
الشيخ أحمد الطيب، خطيب جامع الإحسان بصنعاء، يقول لـ “المشاهد” إن الأضحية سنة للمقتدر على شرائها، وليست فريضة، مضيفًا: “من المفترض على الأغنياء في يوم العيد، أن يقوموا بدورهم في تقديم اللحوم للفقراء والمساكين، وإسعادهم في هذه الأيام الفضيلة”
حسين السراجي، عاقل حارة بمديرية معين بصنعاء، يقول لـ”المشاهد” إن بعض الميسورين ماديًا في حارته يقومون بذبح رأسين من العجول كل عام في عيد الأضحى، وتوزع على الفقراء والمساكين والأرامل
يعتبر السراجي مثل هذه المبادرات تصرفًا إنسانيًا يعزز التكافل الاجتماعي بين أبناء الحي الواحد، ويجلب السعادة إلى قلوب الكثير من المحتاجين في هذه المناسبة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير