صالح المنصوب : بقايا إنسان في بلد أوجعته الحرب

منذ 2 سنوات

عندما تعيش لحظات مع نفسك تقلب الماضي فتجد فيه كل ما هو جميل من كرم وقيم واخلاق وعادات قبلية اصيلة , فيه الأنسان الاصيل,  في كل الجوانب المختلفة تحاول ان  تسترجع ذكريات فتجد دموعك لا تتمالك ان تصبر لتعبر عن تلك اللحظات فتقاسم معك الحزن

من عام لآخر يتغير الناس يختلفون يحضر الظلم بكل تفاصيلة والقهر, واذا ما فتشت اليوم قد لا تجد انسان خالي من الوجع , في الزمن الجميل كان الناس صباحاً يذهبون الى حقولهم ترافقهم نسائهم ومعها الماء والخبز يضعوه  امام حقولهم لعل جائع يمر ليتناول ويشبع جوعه , كانوا لا يمنعون احداً من الحصول على جهيش المحصول وبدون حارس , ومن مات يبكيه الجميع بصدق كأنه احد من العائلة توفى  ,ىصوت المعينة و اغاني الحقول ترافقهم , تشعر بالحياة والأمل لا ظلم ولا حقد ولا حسد ولا حسابات , برأة وطيبة بكل تفاصيلها ورحمة وشفقة استوطنت قلوبهم

طردوا المستعمر ببندقيه بسيطه وازاحوا الامامة بفعل ثوري حقيقي نابع من القلب وارادة لم تنكسر , من المذياع يستمعون ويجتمعون قلوبهم تسبق اجسامهم , كان الانسان انساناً , لا يقبل الظلم ويعشق الحرية , استغرب من يقبعون اليوم وقد استسلموا لعشاق القتل والخراب

في الريف لازالت بعضاً من تلك الصفات من لا تدخلها ثقافات العصر المدمرة , التي قضت على الاخلاق بالفيس والوتس كل قبح الثقافات المستوردة

يأكلون معاً ويحزن سكان القرية معاً من مات منهم كأن احد افراد عائلتك مات , ومن مرض يتألم الجميع , وكلاً يمنح الآخر ما لديه كلاً يتفقد الآخر هل لديه طعام

اشتاق كما يشتاق الجميع الى تلك البرأة والقلوب التي كان فيها من النقاء ما لا تجده اليوم , قلوب ارتبطت بالله ونفذت كل توجيهات نبيه عن صدق وخوف منه

اما اليوم فلا تجد سوى بقايا انسان دمرته الحرب وفيه من الوجع مخزون يفيض حزناً , فالكل يحمل هماً ووجعاً ولا يسأله الآخر عن حالة , تحضر ثقافة  القتل والكراهية  بقوة , كلاً يفكر كيف يقضي على الآخر بسبب غير معروف  , وهذا ما يجنية الجميع يقتتل الجميع

نعيش ايام كلها وجع نتذكر انسان الماضي الجيد وبعضاً من انسان اليوم المتلون , عندما ترى انسان تجد في تعابير وجهه الحزن ومثقل بالاحزان وحياته وايامه حبلى بالمواجع , حرب مستعرة وطرقات مقطوعة وغلاء معيشي وحياة كلها نكد , هناك من فقد ابنه  واخر اخية وابية بداخله الحسرة والحزن في حرب لم تتوقف منذ سنوات لم يتوحد فيها الجميع للأنتصار للحق والقضاء على الطرف الباغي الذي لايريد الخير للشعب

نحن بحاجة للعودة للماضي قيماً واخلاقاً وثورية , والى ثقافة الماضي الذي كان خير جليس هو الكتاب , ونأكل مما نزرع , واعادة انتاج ثقافة الأخاء والحب والاخلاق والصدق وحب والوطن ووحدة الروح ونبذ الكراهية والطائفية المقيتة ليشعر الانسان انه انسان