صحيفة أميركية: الحوثي يراهن على العقيدة والكهوف المحصّنة لتعزيز نفوذه والبقاء خارج نطاق الضغوط الدولية
منذ 2 ساعات
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية، اليوم الاثنين، إن زعيم ميليشيا الحوثي في اليمن، عبد الملك الحوثي، يواصل تعزيز نفوذ جماعته عبر مزيج من التخفي، الضربات الاستراتيجية، والتحكم في الموارد المحلية، وسط استمرار الدعم الإيراني وتسليح الحركة بالطائرات المسيّرة والصواريخ
وأوضحت الصحيفة أن ميليشيا الحوثي تظهر قدرة ملحوظة على الموازنة بين الهجوم والدفاع، حيث تواصل شن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر مع تجنّب مواجهة مباشرة مع القوات الأميركية، في خطوة تُبرز حساباتهم الدقيقة للمخاطر، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال
وأشارت الصحيفة إلى أن ميليشيا الحوثي تعد القوة الوحيدة في المنطقة التي ما زالت تواجه إسرائيل والولايات المتحدة فعليًا، حيث حولوا غزة إلى ساحة اختبار لإظهار قوتهم، بينما يراهن عبد الملك الحوثي على الصبر المدعوم بالعقيدة والكهوف المحصّنة للبقاء خارج نطاق الضغوط الدولية
ولفتت الصحيفة إلى أن الحوثيين يديرون نحو ثلث الأراضي اليمنية، بما في ذلك الموانئ التي تولّد لهم موارد تصل إلى ملياري دولار سنوياً، إضافة إلى أن عدد مقاتليهم ارتفع من 30 ألفًا عام 2015 إلى نحو 350 ألفًا بحلول أواخر 2024، حسب تقديرات الأمم المتحدة
ويشمل أسلوب الجماعة التجنيد المكثف، الدورات الثقافية، وممارسات قمعية مثل التعذيب والإعدامات العلنية، لتعزيز الولاء الداخلي
وبحسب وول ستريت جورنال، جاءت جماعة الحوثي من جذور الزيدية في شمال اليمن، مستفيدة من غضب تاريخي بعد فقدانهم السلطة عام 1962، قبل أن يقود شقيقه حسين الحوثي تيارًا إحيائيًا مستوحى من النموذج الإيراني للقيادة الإلهية، ويكمل عبد الملك الحوثي مسيرة التنظيم بعد مقتل شقيقه عام 2004، مستفيدًا من كهوف صعدة لتدريب مقاتليه وقيادة حرب العصابات
ومن الناحية الإقليمية، استولى الحوثيون على صنعاء عام 2014، ما أثار تدخل السعودية والإمارات جويًا، وردّوا بضربات صاروخية ومسيرة استهدفت منشآت النفط وثقة المستثمرين
ورغم الضربات الإسرائيلية المباشرة التي استهدفت كبار المسؤولين الحوثيين في صنعاء، بقي عبد الملك الحوثي خارج دائرة الاستهداف المباشر، واستمرت الجماعة في عملياتها العسكرية
وعلى الصعيد الدولي، توصل الحوثيون والولايات المتحدة إلى تفاهم ضمني بعدم استهداف السفن الأميركية، بينما واصلوا هجماتهم على السفن التجارية، في مؤشّر على قدرتهم على إدارة المخاطر بطريقة مدروسة
وأكدت الصحيفة في ختام تقريرها بأن الوسطاء في مسقط والقاهرة يستمرون بمحاولات التفاوض لتخفيف التصعيد، فيما تركز أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على تحديد العقد الحيوية داخل شبكة الحوثيين، بينما تحاول واشنطن حماية الملاحة الدولية دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة