صحيفة سعودية تصف خطوات وتحركات الإنتقالي بأنها خرق للمرجعيات وتحذر من استمرار التوتر
منذ 3 ساعات
قالت صحيفة الرياض السعودية إن المملكة دعت المجلس الانتقالي الجنوبي إلى سحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة ووقف التحركات العسكرية الأحادية التي وصفتها بأنها محاولة لـ”فرض واقع جديد بالقوة” في مناطق تُعد من الأكثر استقراراً في اليمن
وأضافت الصحيفة أن الرياض أبلغت الأطراف اليمنية أن “أي محاولة للسيطرة خارج مؤسسات الشرعية يمثل تهديداً خطيراً للسلم الأهلي”، مؤكدة أن التحركات الأخيرة لقوات الانتقالي تشكل “خرقاً للمرجعيات المنظمة للمرحلة الانتقالية” وتمثل اختباراً لمدى التزام المكونات اليمنية بمسار الحوار السياسي
وقالت الصحيفة إن السعودية اعتبرت أن الخطوات الأحادية “تقوض سلطة الحكومة الشرعية”، وتحمل ملامح مشابهة لأساليب سيطرة جماعة الحوثي على مؤسسات الدولة، محذرة من أن استمرار التصعيد يفتح الباب أمام “مناطق نفوذ متصارعة” ويعرض المدنيين لمخاطر جديدة
وذكرت الرياض أن تقارير ميدانية وثقت انتهاكات نُسبت إلى عناصر من قوات الانتقالي بعد دخولها مناطق في حضرموت، بينها “إعدامات خارج القانون واعتقالات تعسفية وإخفاء قسري وعمليات نهب وقيود على حركة المدنيين”، مشيرة إلى أن المملكة اعتبرت تلك التجاوزات “مؤشراً خطيراً” يهدد النسيج الاجتماعي في المحافظة
وأكدت الصحيفة أن الرياض شددت على ضرورة “عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه” قبل التصعيد، وتمكين مؤسسات الدولة من أداء مهامها ووقف أي استخدام للسلاح لفرض أجندات سياسية، محذرة من أن استمرار التوتر سيؤثر على الجهود الاقتصادية والخدمية في بلد يعاني من أزمة إنسانية واسعة
وقالت الرياض إن السعودية أعادت التأكيد على أن “القضية الجنوبية قضية عادلة”، لكنها شددت على أن حلّها يجب أن يتم “ضمن إطار سياسي شامل يمثل جميع القوى الجنوبية”، وليس عبر طرف واحد يسعى لفرض إرادته بالقوة
وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن المملكة تعمل على احتواء التوتر من خلال فتح قنوات اتصال بين الأطراف اليمنية ودعم دور مجلس القيادة الرئاسي كإطار جامع لمرحلة ما قبل التسوية النهائية
وأضافت أن الرياض ترى أن “أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة”، وأن الحفاظ على الاستقرار هدف استراتيجي
وتطرقت الرياض إلى المشاريع التنموية السعودية في حضرموت والمهرة، وقالت إن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن نفذ أكثر من 240 مشروعاً في قطاعات الصحة والتعليم والطاقة والمياه والنقل والزراعة، بينها مشاريع لإعادة تأهيل طرق وشبكات كهرباء ومستشفيات في المحافظتين، في إطار رؤية تستهدف دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الخدمات الأساسية
وقالت الصحيفة إن السعودية تسعى عبر مسارات دبلوماسية وتنموية متوازية إلى منع توسع التوتر، وتهيئة الظروف لعودة العملية السياسية، مؤكدة أن اليمنيين وحدهم قادرون على صياغة مستقبلهم “إذا توافرت بيئة خالية من السلاح المنفلت والتحركات الأحادية”