صعدة.. نجاح زراعة “التفاح السكري” في أول تجربة

منذ 2 سنوات

صنعاء – محمد النمر:ماجد العشي، مزارع بمحافظة صعدة، شمال غربي اليمن، كان يعرف “التفاح السكري”، لكنه لم يكن يتقن زراعته

وعندما بدأ تجربته في زراعة هذا النوع من التفاح، حقق نتائج مذهلة

قبل عامين، بدأ بعض المزارعين في صعدة، بدعم من مكتب الزراعة في المحافظة، بإنتاج أصناف جديدة من “التفاح السكري”، وهدفت تلك الخطوة إلى إيجاد منتج محلي ينافس المنتج الخارجي الذي يتدفق إلى اليمن

اليوم، يبتهج المزارعون بالثمار

يقول العشي لـ”المشاهد”: “لجأت إلى زراعة عدد من أصناف التفاح المرغوبة للمستهلك، مثل التفاح السكري

قررت تجربة هذه الأصناف الجديدة بعد أن تعرضت الأصناف السابقة، كالتفاح الأحمر والأخضر، للكساد الكبير، نظرًا لعدم قدرتها على منافسة المنتج الخارجي”

تتطلب زراعة أصناف التفاح الجديدة سلسلة من الخطوات المتقنة، بدءًا بحرث الأراضي المستخدمة، والاستخدام المقنن للمبيدات، والأسمدة، وترك مسافات مناسبة بين الشتلات، وعمل حواجز ترابية صغيرة لحفظ المياه تحت جذور الشجرة، بحسب العشي

زكريا المتوكل، مدير مكتب الزراعة والري في صعدة، يقول إن ثمانية أصناف من التفاح ممتازة، وهذه الأصناف الجديدة أثبتت جدواها ونجاحها، وتتميز بأحجامها المتناسقة

ويشير المتوكل إلى أنه تم إدخال الأصناف التي تتميز بمقاومتها لعوامل ما قبل وما بعد الحصاد، وأن ثمانية أصناف من التفاح السكري أثمرت خلال عامين من زراعتها

ويضيف: “هناك أصناف عديدة من التفاح السكري لاتزال متواجدة في مكتب الزراعة، وتقدر بـ1800 شتلة من هذه الأصناف الجديدة، إضافة إلى 200 ألف شتلة جاهزة للتوزيع على المزارعين العام المقبل”

مهنة الزراعة في صعدة قديمة، وتمتد لمئات السنين، بحسب العشي الذي يقول: “هذه المهنة توارثها الآباء والأجداد، حيث زرعوا الفواكه والخضروات في بطون الأودية والمدرجات الزراعية، ومع مرور الزمن زادت الكثافة السكانية، وتوسعت الزراعة في المحافظة، وتم حفر الآبار بآلات حديثة”

يأمل العشي بتغطية احتياجات السوق في اليمن بما يتناسب مع رغبة المستهلك، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية المحلية، والاستغناء ولو جزئيًا عن استيراد التفاح الخارجي

عبدالمجيد الرازحي، مزارع آخر بصعدة، يقول لـ”المشاهد” إن إدخال أصناف التفاح الجديدة خطوة متقدمة، ونقلة نوعية، بخاصة بعد الدمار الكبير الذي تعرض له القطاع الزراعي خلال سنوات الحرب في اليمن

ويضيف الرازحي: “لقد عشنا واقعًا صعبًا في ظل غياب التشجيع والدعم من قبل الدولة في عملية الاستمرار في أنشطتنا الزراعية

بالرغم من ذلك، نحرص بكل عزيمة وإصرار للحفاظ على بقاء منتجاتنا متوفرة في الأسواق وبشكل مستمر”

لايزال المزارعون في صعدة، أو غيرها من المحافظات اليمنية، مهتمين بحقولهم الزراعية، برغم التحديات الكبيرة التي تقف في طريقهم، لا سيما طوال سنوات الحرب التي اندلعت قبل ثماني سنوات

يتحدث الرازحي عن الصعوبات، ويقول: “يواجه المزارعون صعوبات كثيرة، بخاصة عند زراعة محصول جديد

البعض يعانون من زيادة أسعار المشتقات النفطية، وآخرون يعانون من شحة المياه، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة أثناء زراعة الشتلات، وصعوبة إيصال المنتجات الزراعية إلى الأسواق المحلية”

سلمان المقرمي، باحث اقتصادي، يقول لـ”المشاهد” إن اعتماد عدد كبير من المزارعين على زراعة نبتة القات، يمثل تحديًا كبيرًا للقطاع الزراعي في اليمن، مشيرًا إلى أن اهتمام المزارعين بهذه النبتة أعاق غزارة إنتاج المحاصيل الزراعية الأخرى

ويضيف المقرمي أن “زراعة المحاصيل الجديدة، مثل التفاح السكري، سوف ترفع نسبة الإنتاج الزراعي، وستسهم في إنعاش السوق المحلية، وتوفر العديد من فرص العمل، وهذا يخدم الاقتصاد الوطني”

بعد نجاح تجربة العشي، بزراعة “التفاح السكري”، في صعدة، يعتقد أن هذه التجربة سيقدم عليها الكثير من مزارعي المحافظة خلال السنوات القادمة، وسيتمكنون من التصدير إلى كل المحافظات اليمنية

ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير