صنعاء: الأمراض الموسمية في الشتاء تتربص بالمواطنين

منذ سنة

صنعاء – يحيى العكوري :”ما قدرت أبلع ريقي بسبب وجع في حلقي وحمى وسعال”

هكذا استيقظ الأربعيني أحمد علي، في أحد صباحات مدينة صنعاء الباردة، التي ضربتها تقلبات الطقس مع دخول فصل الشتاء بقوة

ويضيف أحمد لـ«المشاهد» أنه نام ليلتها بدون (دفاء)، حد قوله، ليستيقظ مع الفجر وهو يشعر بالبرد، وقد داهمته أعراض المرض الشتوي الموسمي؛ نتيجة تغيرات الجو في صنعاء

ويشير إلى أن زوجته هي الأخرى وابنتيه، تعرضنّ لنفس الأعراض في اليوم التالي، ورغم استخدامهنّ المسكنات إلا أن أثار ما أسماها بـ(الجازعة المرضية) مازالت حاضرة

ولفت أحمد علي إلى أن كثير من الأسر تتعرض لهذه الأمراض الموسمية في صنعاء كل عام مع بداية فصل الشتاء، وسط إهمال المواطنين في اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة تجاه هذه التقلبات، التي يمكن مواجهتها بأقل التكاليف

انتشار الأمراض وبحسب الطبيب المتخصص في الأمراض الموسمية، الدكتور أمجد العريقي، فإنه من المُعتاد في مثل هذا الوقت من العام ازدحام المراكز الصحية والعيادات الأولية بالمرضى مع تقلبات الطقس

وقال الدكتور العريقي لـ«المشاهد» إن غالبية المرضى يشكون من الزكام والتهابات الحلق والسعال وأوجاع المفاصل المصحوبة بحُمى، وهي أعراض متشابه عند معظم المرضى إلى حد كبير

ويضيف أن أكبر ضحايا تقلبات الطقس هم من الأطفال وكبار السن، وممن يعانون من الأمراض المزمنة، حيث تكون مناعتهم منخفضة؛ ما يجعلهم عرضة للأمراض التي تتسيدها الالتهابات

وينصح الدكتور أمجد العريقي بالتدفئة الشخصية الجيدة خلال الليل في هذه الأيام؛ للوقاية من الأمراض الموسمية، بالإضافة إلى عدم التعرض للرياح، وتجنب الخروج المفاجئ من مكان حار إلى آخر بارد إلا باستخدام ملابس شتوية ثقيلة

اضطراب الطقسيقول الإستشاري في مجال البيئة والتغيرات المناخية الدكتور أنور عبد العزيز، أن مدينة صنعاء من أكثر المدن تأثرًا بتقلبات الأجواء مع دخول فصل الشتاء؛ كونها ترتفع عن سطح البحر بحوالي 2300 متر

ويوضح الدكتور عبدالعزيز أن هذه الفترة تشهد بداية موسم الشتاء في صنعاء، وتقلب كبير في الأجواء؛ الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض؛ نتيجة عدم استقرار أحوال الطقس، وتقلباتها بشكل مفاجئ

مشيرًا إلى أن درجة الحرارة تبدأ بالإنخفاض تدريجيًا لتصل البرودة إلى ذروتها في شهري ديسمبر/كانون أول، ويناير/كانون ثاني، الذي تصل درجة الحرارة  فيهما إلى ما دون الصفر

وبيّن الخبير في شئون المناخ أن الفارق كبير بين درجات الحرارة العظمى خلال النهار والصغرى خلال الليل؛ ما يؤثر على صحة الجسم وإصابته بالأمراض المرتبطة بهذه التقلبات، حيث يصبح الوقت غير كافٍ لإعطاء الجسم فرصة للتأقلم مع التقلبات

*مصائب وفوائد*يذكر أن موسم الشتاء يمثل فرصة لبعض العيادات والمراكز الصحية، التي تتخذ منه موسمًا تجاريًا لبيع الخلطات العلاجية الجاهزة، والتي تتضمن مسكنات وبعض الفيتامينات، تجسيدًا لمقولة: (مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد)

وبحسب مواطنين تحدثوا مع «المشاهد» فإن هذه الخلطات العلاجية يتم تجهيزها كجرع تؤخذ عضليًا عبر الحقن، ويقصدها البسطاء وأصحاب الدخل المحدود الذين يفضلون عدم الذهاب للمستشفيات؛ تجنبًا لارتفاع تكاليف التشخيص والفحوصات

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير