صنعاء: عائلات تروي خسائرها الناجمة عن السيول والأمطار
منذ 7 أشهر
صنعاء- الحسين اليزيدي & مروى القرشيتعيش أم حمزة، 45 عامًا في خيمة بصنعاء، مع خمسة من أطفالها، وتسعى دون توقف لتوفير متطلبات المعيشة لها ولصغارها
تجمع بقايا الخبز والعلب البلاستيكية، وتبيعها لتحصل على دخل مادي متواضع يساعدها على شراء بعض المواد الغذائية
في العام 2020، انهار بيتها في منطقة مذبح بصنعاء، بسبب مياه الأمطار الغزيرة، ولم تستطع إصلاحه منذ ذلك الحين
وعندما هطلت أمطارًا أشد غزارة في أغسطس هذا العام، تضاعفت معاناتها، وتفاقمت المأساة التي تعيشها
تقول أم حمزة لـ “المشاهد”: “الأمطار دمرت بيتي سابقًا ودمرت خيمتي في الشهر الماضي، ولا زلت عاجزة عن إصلاح الخراب الذي تسببت به الأمطار الغزيرة
ونتيجة لحالتي المالية الصعبة، لا أقدر على استئجار منزل لي ولأطفالي يحمينا من حرارة الشمس ومياه الأمطار
”على الرغم من تراجع هطول الأمطار خلال الأسابيع الماضية في صنعاء، إلا أن المعاناة لم تنته بعد، ولا تزال الكثير من الأسر تتألم بسبب الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن هطول الأمطار وتدفق السيول الجارفة التي شهدتها العديد من المحافظات اليمنية في الشهر الماضي
يشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن إجمالي 38 ألفا و285 أسرة يمنية، ما يقارب 268 ألف شخص، تأثروا بالفيضانات، وأن البنية التحتية، بما فيها المدارس والطرق والمرافق الصحية تأثرت، بالإضافة إلى تضرر سبل العيش
أحمد عاد جثةغزارة الأمطار أدت إلى تدفق سيول جارفة في صنعاء، وتحولت الشارع إلى أنهار، وقتل البعض بسبب السيول المفاجئة
أم أحمد، 40 عامًا، من منطقة التحرير بصنعاء، تقول إن ابنها أحمد ذهب مع أصدقائه، لمشاهدة السيول في السائلة القريبة من صنعاء القديمة، لكنه فقد حياته في تلك السائلة
في حديثها لـ “المشاهد”، تقول أم أحمد: “لم أكن أعلم أن طفلي أحمد، البالغ من العمر 11 عامًا، سيفقد حياته في السائلة أثناء اللعب في السيل
كان أحمد يلعب مع العديد من الأولاد، وكلهم عادوا إلى بيوتهم إلا ابني
لقد أعاده إليّ الدفاع المدني جثة، ولا زلت في صدمة وحزن حتى اليوم
”يشير مهندسون إلى أن شوارع صنعاء بحاجة إلى بناء مصدّات للحدّ من تدفق السيول المطمورة بالطين والحجارة، إضافة إلى ضرورة الصيانة والترميم الدوري
أثّرت الأمطار والسيول على أكثر من 560 ألف شخص في اليمن منذ أواخر تموز/يوليو، وفق المنظمة الدولية للهجرة التي أطلقت نداء عاجلا لجمع 13,3 مليون دولار للاستجابة لحاجات المتضررين
وقُتل نحو 100 شخص في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، وفقًا لأرقام نشرتها الأمم المتحدة
آلاف الأسر المنكوبة جمال الأشول، المسؤول الإعلامي للمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية في صنعاء، يقول إن عدد من المنظمات الإنسانية قدمت مساعدات نقدية وإيوائية وعينية وطارئة لأكثر من 3400 مستفيد في كل مديريات أمانة العاصمة في شهر أغسطس
وبحسب تقرير صادر عن مركز المعلومات في المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية، تسببت السيول، منذ نهاية يوليو حتى 15 أغسطس، في 14 محافظة بتضرر 33 ألفاً و140 أسرة، معظمها من الأسر النازحة، حيث أشار التقرير إلى أن محافظة الحديدة تعد من أكثر المحافظات تضرراً، إذ بلغت عدد الأسر المتضررة جراء السيول 10 آلاف و494 أسرة
وبيَّن التقرير أن السيول تسببت في تضرر تسعة آلاف و686 أسرة في محافظة حجة، منها ألفان 800 أسرة نازحة في مديرية عبس، وألفان و301 أسرة في صعدة، وتضرر ألفين و740 أسرة في محافظة ذمار، وألفين و699 أسرة في محافظة صنعاء
وأضاف أن السيول تسببت بتضرر ألفين و476 أسرة في الجوف، وألفٍ و281 أسرة في تعز، و226 أسرة في ريمة، و238 أسرة في محافظة إب، و218 أسرة في البيضاء، و351 أسرة في المحويت، و117 أسرة في أمانة العاصمة، و176 أسرة في عمران
الاستجابة الإنسانيةوفيما يتعلق بالاستجابة الإنسانية، يؤكد الأشول أن المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية عمل مع عدد من المنظمات الأممية والدولية والمحلية على تقديم مساعدات إيوائية وعينية ونقدية وغذائية لـ20 ألفاً و266 أسرة في المحافظات المتضررة
ويشير الأشول إلى أن المساعدات وُزعت على تسعة آلاف و933 أسرة في محافظة الحديدة، وألفين و667 أسرة في محافظة حجة، وألفين و892 أسرة في محافظة صعدة، كما تم صرف مساعدات لألف و202 أسرة في محافظة إب، و118 أسرة في محافظة البيضاء، و162 أسرة في محافظة الجوف، وصرف مساعدات لـ878 أسرة في أمانة العاصمة
يبدو أن المنظمات الإغاثية والجهات الحكومية غير قادرة على إنهاء المعاناة التي تسببت بها السيول والأمطار الغزيرة لآلاف الأسر، وتبقى أم حمزة مثالًا جليًا على المأساة التي تعيشها الكثير من العائلات في صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير