طرق بدون صيانة.. معاناة السائقين والمسافرين في اليمن 

منذ سنة

يعاني السائقون في اليمن في أغلب المحافظات من الحُفر والمطبات في معظم الطرق التي يسيرون عليها في ظل غياب صيانة الكثير من الشوارع منذ اندلاع الحرب عام 2015

قيادة المركبات في مثل هذه الطرقات تسببت بحدوث أعطال مختلفة في سيارات المواطنين، وإنفاق مبالغ طائلة في إصلاحها مرات عديدة كل عام

 سائقو سيارات الأجرة، بخاصة سائقو الحافلات، يواجهون معاناة كبيرة، حيث أصبح أغلبهم عاجزين عن القيام بالصيانة اللازمة لمركباتهم، وشراء القطع التي تحتاجها تلك المركبات

 يقول حمدي الشرعبي، سائق حافلة أجرة، إنه اشترى حافلة جديدة للعمل عليها عام 2016، وحاول الحفاظ عليها، وإصلاح مختلف الأعطال أولا بأول، لكنه فشل بالاستمرار في ذلك، بسبب كثرة المطبات والحفر

وأضاف لـ”المشاهد”: الحافلة وسيلتي الوحيدة لإطعام أسرتي، والأعطال الكثيرة التي تتعرض لها تجعلني عاجزا عن إصلاحها، بسبب ظروفي المادية، بخاصة مع استمرار تدهور العملة الوطنية، الذي يؤثر سلبا على أسعار قطع الغيار والوقود”

 مبالغ مالية كبيرة يدفعها أصحاب السيارات أثناء قيامهم بالإصلاحات المختلفة لها، ويرجع ذلك إلى أن الحفر والمطبات التي يصفها المهندس الميكانيكي بمدينة تعز، محمد عبدالملك، “العدو الأول” للمركبات

 في حديثه لـ”المشاهد” يقول عبد الملك: ” كلما كانت الشوارع جيدة، كلما قلَّت مشكلات السيارات، وقلت الحاجة إلى شراء قطع الغيار، وبالتالي يقل الطلب على العملة الصعبة والمضاربة بها بسبب التجار الذين يقومون باستيرادها من خارج البلاد”

وعن المشكلات التي تسببها الحفر والمطبات، ذكر المهندس عبدالملك، أنها تزيد من أعطال نظام المساعد للسيارة، ونظام التوازن والتعليق، ويجعل ذلك السائق يفقد القدرة الجيدة على التحكم بالمركبة، فتتعرض للانزلاق، تلك المشاكل تسبب الحوادث

يوضح عبد الملك أن هناك حوادث غريبة كالتفاف السيارة حول نفسها، وذلك يرجع إلى مشكلات في نظام ثبات السيارة الذي يكون لا يعمل بشكل جيد، بسبب تعرضه للتلف مع كثرة الحفر والمطبات

يرى عبد الملك أن الوضع الاقتصادي يجبر مالكي المركبات على عدم القيام بالصيانة الدورية، وقد يلجأ البعض إلى شراء قطع غيار بجودة سيئة

  لكنه يحذر مالكي السيارات، ويقول: “عندما تكون قطع نظام المكابح ذات جودة سيئة، تزيد الحوادث في الطرقات الطويلة، بسبب عدم كفاءتها، إذ إنه يكون من الصعب إيقاف السيارة في الوقت المناسب”

 وفي الوقت الذي تعاني فيه اليمن من مشكلات اقتصادية خطيرة تتفاقم مع استمرار الحرب، ما تزال العديد من الشوارع لا تخضع للصيانة، ويقوم بعض الأفراد بعمل مطبات بشكل عشوائي وبأحجام مختلفة في العديد من الطرق

ووفقا لتقديرات الصحفي المختص بالشأن الاقتصادي نبيل الشرعبي، فإن عملية استيراد قطع الغيار سنويا في اليمن، تتسبب في خروج 200 مليون دولار في المتوسط سنويا

يضيف: “الأمر لا يتوقف عند ذلك، فتكلفة الأثر البيئي الذي ينجم عن استخدام قطع غيار رديئة أو متهالكة، تتراكم وتشكل عبئا بيئيا كبيرا يؤثر على صحة الإنسان والزراعة”

يؤكد الشرعبي أن الشوارع المهترئة تسهم في سرعة إهلاك العمر الافتراضي للعربات وكل وسائل النقل، وتؤدي إلى تهالك كثير من القطع

منذ نشوب الحرب في اليمن عام 2015، أُغلقت العديد من الطرق الرئيسية داخل المحافظات والطُرق الرابطة فيما بينها بسبب انقسامات الأطراف المتصارعة، ما يجبر السكان على السفر عبر طُرق بديلة، غالبًا ما تكون وعرة، ولا تستوعب مرور الكثير من المركبات

في تقرير للأرشيف اليمني، نشر في أكتوبر 2020، وثق 131 هجوما تمت ما بين 2015 و2019، وألحقت أضرارا بـ 117 جسرا، مما قطع أوصال شبكة الطرق اليمنية، معظم الهجمات على الجسور قام بها التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، حسب الإرشيف اليمني

في تعز يسلك السكان طرقا بديل وعرة وبالغة الخطورة على الناس والمركبات نتيجة استمرا إغلاق طريق الحوبان-تعز، وطريق الراهدة-كرش-عدن من قبل جماعة الحوثي (أنصار الله) منذ سبتمبر 2015

لا يعلم حمدي الشرعبي أن مركبته ستصمد أمام الحفر ويستمر تأمين معيشته منها أم أنها ستتوقف وينتهي عمرها إلى حين ميسرة

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير