طفل متسرب: انعدام الدقيق في البيت أجبرني على ترك مدرستي
منذ 2 ساعات
تعز- مجاهد حموديعمل الطفل ذو الـ 15 ربيعا “محمد” اسم مستعار، منذ السادسة صباحا في أحد الأفران بمدينة تعز (جنوبي غرب اليمن) لمساعدة وإعالة أسرته
ظروف الحياة المعيشية أجبرته كغيره من الأطفال لترك مدارسهم والالتحاق بسوق العمل للكفاح من أجل الحصول على لقمة العيش والحياة الكريمة
يقول محمد لـ”المشاهد” ليس هناك سبب يجعلك تترك المدرسة سوى “الجوع” أن تشاهد المنزل يخلو من الدقيق والأب يخرج صباحا ويعود مساء دون أن يجد عمل هذا وجع لا يحسه إلا من عايشه
”محمد “لم تكن لدي رغبة في المغادرة وترك منزلي ومدرستي سوى انعدام الاحتياجات الأساسية في المنزل،”“لم تكن لدي رغبة في المغادرة وترك منزلي ومدرستي سوى انعدام الاحتياجات الأساسية في المنزل،” هكذا يقول محمد، وبهذا تتهاوى الطموحات المرسومة في ذهن كل طفل أن يتعلم وأن يحقق حلمه في التعليم، ناهيك عن الاحتياجات الاخرى للطفولة المهدورة في هذا البلد
ويوضح محمد لـ”المشاهد”: “درست في مدرستي ” معاذ بن جبل” بريف شرعب الرونة، حتى الصف الثامن أساسي، وبدأت أواجه صعوبات في حصولي على دفاتر وملابس وغيرها من مستلزمات الدراسة، ناهيك عن احتياجات البيت التي لم تكن متوفرة كما يجب ان تكون
”تواصل معد التقرير مع مدير مكتب التربية بشرعب الرونة للإفادة حول التسرب من التعليم لكنه تجاهل الرد
ويضيف محمد: “الدقيق كان لا يتوفر وأغلب الأحيان ينعدم لأسابيع في المنزل، ولديّ أربعة إخوة أحدهم مصاب بالثلاسيميا وأخت مصابة أيضاً وأنا الأكبر، ووالدي يعمل بالحجر والطين “عامل بناء” وبسبب الأوضاع المعيشية الحاصلة في البلد انعدمت فرص العمل وأصبح من الصعب الحصول على العمل مما ضاعف المأساة وجعلني أشعر بالحسرة والندم تجاه كل ما يحصل
”وفي 2024 ترك محمد المدرسة وتوجه للبحث عن عمل في مدينة تعز وحصل على فرصة عمل مع أحد أقربائه في أحد الأفران ويعمل فيه حتى اليوم
ويتحسر محمد عن تركه المدرسة قائلا” لو كانت هناك إمكانيات لمواصلة الدراسة لما تخليت عنها ولكنها الظروف
” مؤكدا انه على استعداد تام لمواصلة الدراسة حال توفرت له الإمكانيات لاستئنافها متمنياً ذلك بكل شغف
وحسب تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (OCHA) حول الاحتياجات الإنسانية باليمن، إن ما يزيد عن 4
5 مليون طفل في سن المدرسة (من 5-17 عاما) لا يذهبون إلى المدارس
بالإضافة إلى ذلك، فإن 94
7 في المائة من الأطفال في اليمن في سن 10 سنوات غير قادرين على قراءة أو فهم نص بسيط، وهي قضية تسمى فقر التعلم، حسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” نشر في مايو الماضي
وحسب تقرير صادر عن “الائتلاف اليمني للتعليم للجميع“ فإن عدد الطلاب المتسربين من التعليم لعام 2021 حوالي 2,049,000 طالب وطالبة، وفي عام 2022 وصل عدد الطلاب المتسربين من التعليم حوالي 2,415,764 طالب وطالبة وفي العام 2023 بلغ عدد المتسربين من التعليم حوالي 2,676,736 طالب وطالبة
وكانت رئيسة منصة إكسير للطفولة آية خالد قد قالت في حديث لـ”المشاهد” نشر في نوفمبر 2023 إن الحرب طمست كل ملامح الطفولة في اليمن، وجعلت من الأطفال شيوخًا منهكين، حتى ملامحهم شابت، أجبرتهم على أن ينخرطوا بمهام لا تناسبهم مهنيًا ولا جسديًا ولا قانونيًا، وقضت على ما تبقى لديهم
”
وقالت خالد أن “مشكلة عمالة الأطفال موجودة في اليمن من قبل الحرب، إلا أنها تفاقمت أكثر خلال سنوات الصراع وجعلت من الطفل شخصًا مسؤولًا عن أسرة كبيرة، ومطلوبًا منه توفير كل الاحتياجات اللازمة للأسرة، وهو الأمر الذي انعكس سلبًا على المستوى التعليمي لطلبة المدارس، وزيادة عدد الطلبة المتسربين، حيث جعلتهم الحرب بلا حاضر ولا مستقبل، أنهكتهم بظروف قاسية تكبرهم حجمًا ومسؤولية
”ووجهت رسالتها للجهات المعنية بضرورة توفير بيئة تعليمية مستقرة للطفل تمكنه من التحصيل الدراسي الجيد، وأن تكفل الدولة التعليم المجاني بجودة عالية، حتى لا يضطر الأطفال للتسرب من المدارس
وأضافت “حافظوا على ما تبقى منهم، ولا تثقلوا كاهلهم أكثر من ذلك”
بعد ما يقرب من عقد من الصراع، لا يزال قطاع التعليم في اليمن متأثرا بشكل كبير
يفتقر الأطفال إلى إمكانية الوصول الموثوق به إلى التعليم بسبب النزوح المتكرر، والأضرار التي لحقت بالمرافق المدرسية، ونقص الموارد التعليمية، وانعدام الأمن على نطاق واسع
تنشر هذه المادة ضمن الحملة الاعلامية لإعادة الأطفال المتسربين من التعليم إلى المدارس ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع
يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة
بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail
comكن أول من يتلقى آخر الأخبار والتحديثات مباشرة على بريدك الإلكتروني
منصة يمنية تهتم بالقصة الخبرية بلغة سهلة ومهنية، عبر فريق من المحررين المنتشرين في كافة المدن اليمنية
نحرص على تغطية دقيقة وموضوعية بالنص والصورة والفيديو
جميع الحقوق محفوظة © المشاهد نت 2022