طفلة يمنية تستعيد حياتها الطبيعية بعد جراحة نادرة في الهند
منذ يوم
تمكن فريق طبي في مستشفى إينامدار التخصصي المتعدد الأقسام بمدينة بوني من إعادة الأمل لطفلة يمنية تبلغ من العمر 12 عاماً، بعد أن خضعت لعملية زرع منظم عصبي للمثانة (جهاز يشبه منظم ضربات القلب) ساعدها على استعادة السيطرة على مثانتها والعودة إلى حياتها الطبيعية، بما في ذلك الالتحاق بالمدرسة للمرة الأولى، وفق صحيفة ذا تايمز أوف إنديا
الطفلة، والتي أُطلق عليها اسم مريم (اسم مستعار)، كانت قد وصلت إلى الهند في يوليو من العام الماضي، بعد أن عانت منذ ولادتها من عيب خلقي في العمود الفقري يُعرف بـ الصلب المشقوق مع فتق سحائي (Meningomyelocele)، وهو ما تسبب لها في فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء، وجعلها تعيش في عزلة اجتماعية دون قدرة على الالتحاق بالتعليم النظامي
المعاناة الصحية والنفسية كانت شديدة، حيث أدى فقدان التحكم في البول والبراز إلى عدوى بولية متكررة، وهشاشة في العظام بسبب اضطرابات الكلى، وأخيراً فشل كلوي مزمن
عندما وصلت مريم إلى المستشفى واستُقبلت من قبل الدكتور آر
كيه
شيمبي، اختصاصي جراحة المسالك البولية والجراحة الروبوتية، كانت حالتها حرجة
بدأ الفريق الطبي بتدريب والدتها على تقنية القسطرة المتقطعة النظيفة (CIC)، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في التهابات المسالك البولية ووظائف الكلى
لكن العلاج الأساسي كان يتطلب إجراء زراعة جهاز يُعرف بـ التحفيز العصبي العجزي، والذي يعمل على إرسال نبضات كهربائية خفيفة إلى الأعصاب العجزية التي تتحكم بوظائف المثانة والأمعاء، بهدف استعادة التواصل بين الدماغ والمثانة
وفي أغسطس من العام الماضي، خضعت مريم لتجربة مبدئية باستخدام جهاز خارجي يعمل بالبطارية، وأسفرت التجربة عن تحسن بنسبة 70% في الأعراض – وهو إنجاز كبير لطفلة لم تعرف الشعور الطبيعي بالتحكم في المثانة من قبل
بناءً على هذه النتائج المشجعة، قررت العائلة المضي قدمًا في زرع الجهاز بشكل دائم، وأُجريت العملية بنجاح في 20 أغسطس 2024 على يد الدكتور شيمبي
وفي الأشهر التالية، تحسنت حياة مريم بشكل لافت، وتمكنت أخيرًا من الالتحاق بالصف الخامس في مدرسة نظامية في يناير من هذا العام، بينما أعلن الأطباء شفاءها التام في أبريل
وقال الدكتور شيمبي: الأمر لا يتعلق فقط بالتحكم في التبول، بل بإعادة الحياة لهذه الطفلة
الصلب المشقوق حالة يمكن الوقاية منها غالبًا من خلال تناول حمض الفوليك أثناء الحمل، لكن حين تحدث، فإن التدخل المبكر قد يُنقذ الحياة
وأضافت والدة مريم: كنا قد فقدنا الأمل
رؤية ابنتي تعيش في عزلة وخجل كان أمرًا مفجعًا، لكن الدكتور شيمبي وفريقه غيروا حياتنا
اليوم، تتحدث مريم بحماس عن المدرسة وعيناها تلمع بالأمل