طلاب أسلم في حجة… التعليم تحت أشعة الشمس

منذ 7 أشهر

حجة- حمزة ذيابتتعاظم التحديات التي يواجهها قطاع التعليم في اليمن، وتزداد نسبة التسرب من المدارس، وتتدهور جودة التعليم باستمرار في العديد من المحافظات اليمنية

في مديرية أسلم بمحافظة حجة، الدراسة بعيدًا عن أشعة الشمس الحارقة والغبار أصبح حلمًا صعب المنال للمئات من الطلاب في مدرسة أويس القرني

لا يجد الطلاب المكان الملائم لتلقي الحصص الدراسية، ويفتقرون إلى العدد الكاف من المدرسين والكتب المدرسية

حسن دبش، معلم تربوي في مدرسة أويس القرني، يقول لـ “المشاهد”: “يتلقى الطلاب الدروس تحت حرارة الشمس ويعانون الغبار والأتربة منذ وصولهم إلى ساحة المدرسة في الصباح

هذا الأمر مرهق جدًا، بخاصة للأطفال الذين لا يتحملون هذه المعاناة تحت حرارة الشمس، وغالبًا ما تحدث حالات إغماء أوساط الأطفال

”يضيف دبش: “اضطررنا إلى إلغاء وقت الراحة، وأخذ الحصص الدراسية بشكل أسرع قبل أن تشتد حرارة الشمس في وقت الظهيرة

لا يستطيع الطلاب الاستيعاب بشكل جيد عندما يتلقون التعليم في بيئة مثل هذه

”ويشير إلى أن تزايد النزوح إلى مديرية أسلم تسبب بارتفاع عدد الطلاب الملتحقين بالمدارس في تلك المديرية، ووصل عدد الطلاب في مدرسة أويس القرني إلى ١٥١٣ طالبًا وطالبة

بعد مرور عشر سنوات  من الصراع في اليمن، يظل الأطفال والشباب النازحون من بين أكثر الفئات عرضة للانقطاع عن التعليم، حيث يتلقى حوالي 1

3 مليون طفل تعليمهم في فصولاً دراسية مكتظة وعلى أيادي معلمين مثقلين بالأعباء، وفقًا لتقارير أممية

في مديرية أسلم بمحافظة حجة، يؤكد دبش وجود ثمانية فصول فقط في مدرسة أويس القرني، وهذه الفصول لا تستوعب كل الطلاب والطالبات في ظل عدم وجود أي تدخلات من الجهات المعنية للتخفيف من المعاناة التي يعيشها الطلاب في مدرسة أويس، أو غيرها من المدارس في المحافظة

ليست مدرسة أويس القرني الوحيدة التي تعاني الافتقار إلى الفصول الدراسية والكتب المدرسية والمعلمين، بل العديد من المرافق التعليمية تمر في نفس الأزمة

مدير مدرسة الكمال رجب الأسلمي يقول لـ “المشاهد” إن  الطلاب في مدرسة الكمال بمديرية أسلم يواجهون تحديات عدة، مثل عدم توفر الفصول الدراسية الكافية، والكتب المدرسية، والمدرسين

يوضح الأسلمي: “يدرس في مدرسة الكمال أكثر من ١٩٠٠ طالب وطالبة في ٨ فصول جديدة و٥ قديمة، واضطررنا إلى عمل فترة صباحية وفترة مسائية، وكل ذلك بجهود ذاتية رغم وجود العديد من القصور ولكن هذه الجهود تهدف إلى تقليل من المعاناة

”خلال موسم الأمطار في الأشهر الماضية، زادت معاناة الطلاب، ولم يستطع طلاب الفترة المسائية الحضور خوفًا من السيول

يضيف الأسلمي: “في الصباح، شمس حارقة، وفي المساء سيول جارفة

بعض الأوقات، يبلغ السيل ذروته ويشكل حاجزًا أمامنا من العودة للبيوت، ويظل الأطفال في قلق وخوف شديد، وغالبًا لا نتمكن من العودة إلا بعد منتصف الليل بسبب استمرار تدفق السيول

”التخلي عن مهنة التدريسبسبب انقطاع المرتبات، غادر الكثير من المعلمين التربويين من مديرية أسلم إلى مناطق أخرى، بحثَا عن مصدر دخل وتوفير متطلبات المعيشة لأسرهم

رداد علي، طالب في مدرسة المشرطة بمديرية أسلم، يقول لـ “المشاهد”: “مدرسو المواد العلمية مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء غادروا إلى مناطق أخرى، والآن لا يوجد لدينا عدد كاف من المعلمين

”وفقًا لعلي، بعض الطلاب في منطقته قد يلتحقون بالجامعة، لكنهم يتجنبون الالتحاق بالتخصصات العلمية نظرًا لعدم دراستهم للعديد من الموضوعات التي في الكتب المدرسية

معلم الفيزياء في مدرسة المشرطة حسين الشافعي يقول لـ “المشاهد” إن الظروف الاقتصادية أجبرته على التخلي عن مهنة التدريس والبحث عن عمل آخر

يوضح الشافعي: “كنت أحمل همة عالية جدا، لكني اصطدمت بواقع مؤسف، خذلني وخذل كل من كان معي من زملاء

ولهذا، قررت مغادرة وطني الحبيب لتأمين احتياجاتي عن طريق تأشيرة عمل إلى المملكة العربية السعودية

”يؤكد الشافعي أنه يحب طلابه ومهنته في التدريس، وقد غادر وهو يتذكر كل لحظة قضاها معهم، ويبكي ألمًا بسبب حرمان الطلاب من حقهم في التعليم الجيد وحقوق المعلمين

دور مجلس الآباء

ومع تضاؤل عدد المدرسين في المدارس الحكومية بمديرية أسلم خلال السنوات الماضية، يحاول أولياء أمور الطلاب إيجاد حلول للحفاظ على العملية التعليمية في المدرسية

 رئيس مجلس الآباء بمدرسة المشرطة علي راجح يقول لـ “المشاهد”: “عندما رأينا المعلمين يسافرون واحدًا تلو الآخر والمدرسة تقترب من الانهيار، قررنا فرض مبالغ أسبوعية رمزية على أولياء الأمور عن كل طالب

لكن تلك المبالغ كانت عبئًا على بعض الأسر، ولم يقدروا على دفعها، مما أدى إلى تسرب العديد من الطلاب

”يرى راجح أن الدولة التي تتجاهل العلم لا تنهض وتصبح في مستوى متقدم؛ لأن العلم هو الأساس في بناء الدول

تشير تقاريرأممية إلى أن أكثر من 4

5 مليون طفل يمني لم يلتحقوا بالمدارس في العام 2023، بينما تضررت أكثر من 2426 مدرسة، وأصبحت غيرة قادرة على استقبال الطلاب، نظرًا لاستخدامها كمأوى أو لأغراض غير تعليمية

ومع استمرار انقطاع الطلاب عن التعليم في ظل استمرار الصراع السياسي والعسكري في اليمن، تتفاقم التحديات التي تواجه القطاع التعليمي

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير