عاقلة الحارة «ابتسام الحميدي».. امرأة تقود التغيير
منذ 7 أشهر
إب – أسرار الدحان عبر التاريخ
كانت المرأة دائمًا في طليعة الجهود الهادفة إلى بناء السلام، وتعزيز التماسك الاجتماعي باليمن
بدأ ذلك من الأدوار التقليدية التي لعبتها المرأة في الأسرة والمجتمع، وصولاً إلى القيادة الفعالة في الحركات الاجتماعية والسياسية الساعية لتحقيق العدالة والاستقرار
تُدرك المرأة في المجتمعات المليئة بالصراعات أن السلام ليس مجرد غياب للحرب؛ ما يدفعها للعمل على تحقيق التغيير الإيجابي من خلال مشاريع مجتمعية ومبادرات إنسانية
كما تسعى إلى تحسين الواقع المحلي والتغلب على التحديات بما يجعلها قائدة ملهمة، حيث تسهم بخبراتها في صياغة استراتيجيات تبني مجتمعات قوية ومتماسكة
عاقلة الحارة المُلهمةفي قلب محافظة إب (وسط اليمن)، تتردد أصداء قصة ملهمة تتعلق بعاقلة الحارة، ابتسام محمد قاسم الحميدي، مجسدةً رمزًا حقيقيًا للقيادة المجتمعية والإلهام
فوسط أحياء منطقة أبلان، تمثل ابتسام الحميدي قصةً حيةً لتحول المرأة إلى قائدة محورية تُسهم في بناء مجتمعات قوية وسلام مستدام
تبدأ الحكاية من بدايات ابتسام كمعلمة، حيث أمضت خمس سنوات تزرع المعرفة في عقول الشباب والأطفال
ومع مرور الوقت، لم تقتصر جهودها على التعليم، بل توسعت لتشمل معالجة النزاعات المجتمعية والخلافات المعقدة؛ ما أكسبها إحترام وثقة أهالي المنطقة، تقول ابتسام لـ«المشاهد»
وتضيف: لمس الأهالي نتائج مشاركة ابتسام الفعالة في حل القضايا المعقدة، فتم ترشيحها لتكون عاقلة الحارة، وكُلفتْ -بأغلبية الأصوات- بهذه المهمة؛ انعكاسًا لحب وتقدير المجتمع لها
ومنذ ذلك الحين، قادت ابتسام حارتها بحكمة، فواجهت تحديات كبيرة، وتحولت إلى صانعةٍ للتغيير، بفضل قدراتها القيادية، التي مكنتها من تحويل العقبات إلى فرص، وأسست نموذجًا يُحتذى به في تعزيز التنمية المجتمعية
خدمة المجتمعتحت قيادة ابتسام أصبحت المرأة في أبلان جزءًا أساسيًا من مشاريع التنمية المحلية والمبادرات الإنسانية، وعملت على تحسين ظروف المعيشة عبر دعم البرامج التعليمية والصحية، وتوفير المساعدة للأسر المحتاجة، بحسب الأهالي
مشيرين لـ«المشاهد» إلى أنها جسدت معاني المشاركة المجتمعية للمرأة، وأصبحت مضربًا للمثل ورمزًا في خدمة مجتمعها
وعبر قيادتها الحكيمة، لعبت ابتسام دورًا محوريًا في تعزيز الروابط الاجتماعية وبناء الجسور بين أفراد المجتمع
كما تمكنت من تحويل التحديات إلى فرص؛ مستثمرة قدراتها القيادية وعزمها على تحقيق التغيير الإيجابي
صعوبات وتحدياتوراء هذا الدور القيادي البارز، كانت هناك مجموعة من الصعوبات والتحديات التي واجهتها ابتسام الحمادي
فقد قاومتْ ممانعة بعض أفراد المجتمع للتغيير؛ تطلب منها صبرًا وقدرةً على الإقناع، بالإضافة إلى معاناتها من نقص الموارد المالية والبشرية؛ ما جعلها في مواجهة دائمةٍ لتأمين التمويل اللازم والتنسيق مع الجهات المختلفة
لم تكن الضغوط الاجتماعية أقل تعقيدًا؛ فالتوقعات العالية من المجتمع كانت تضغط عليها لتلبية جميع احتياجات السكان؛ مما خلق توترًا وضغوطًا نفسية
بالإضافة إلى ذلك، كان هناك نقص في الدعم المؤسسي من الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية؛ ما تطلب منها البحث عن حلول بديلة وبناء شبكة دعم قوية
شجاعة امرأة في خضم التحديات الأمنية، ومع انتشار العصابات والمخدرات في المنطقة، سعت ابتسام جاهدة للمحافظة على استقرار منطقتها
لم يكن الأمر سهلاً، إذ تطلب منها مهارات خاصة وشجاعة كبيرة لضمان سلامة الجميع
تُوازن ابتسام بين مهامها ومسؤولياتها الشخصية، فهي أمٌ لسبعة أطفال تعولهم؛ ما شكل أمامها تحديًا آخرًا، دفعها لتحفيز مهاراتها التنظيمية وشخصيتها القوية
ورغم كل هذه الصعوبات، تظل ابتسام الحميدي مثالًا للصمود، من خلال قدرتها على التكيف مع التحديات، والبحث عن حلول مبتكرة؛ جعلت منها قائدة مؤثرة لخدمة المجتمع
ابتسام تجسد قدرة المرأة على أن تكون رافعة للتغيير الإيجابي، من خلال قيادتها وحكمتها، وتسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتحسين جودة الحياة
هذا كله يُبرز الأهمية الكبيرة لدور المرأة في بناء مجتمعات قوية ومستدامة، فتفاني النساء يؤكد أن القيادة الفعالة ليست محصورة في الأدوار التقليدية، بل يمكن أن تنبثق من أفراد ملتزمين بإحداث فرق حقيقي في محيطهم
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير