عبد الباسط البحر : عز تستقبل وزير الدفاع في زيارة استثنائية بتوقيت استثنائي
منذ 11 ساعات
عبد الباسط البحر في أول زيارة رسمية له منذ تعيينه، وصل معالي الفريق الركن الدكتور محسن الداعري وزير الدفاع إلى مدينة تعز، المدينة الصامدة التي تواجه الحصار والعدوان والانتهاكات الحوثية منذ تسع سنوات، ولا تزال تقف شامخة بسواعد أبنائها وجيشها وأمنها ورجال مقاومتها، شامخةً كجبل صبر لا تنكسر عزيمته
زيارة الوزير إلى تعز ليست زيارة عادية، بل زيارة محملة بالرمزية الوطنية في توقيت بالغ الحساسية
إنها رسالة من القيادة العليا مفادها أن تعز حاضرة في الوجدان الوطني، وأن الدولة وجيشها لا يتركان الميدان، بل يحضران إليه في لحظاته الصعبة ليقولا: نحن هنا، ومعكم، ولن نترك تعز وحدها
كلمات الوزير في اجتماعاته مع قيادات المحور والسلطة المحلية واللجنة الأمنية جاءت واضحةً في تأكيده أن تعز قلب الجمهورية النابض، ومخزونها البشري والعسكري والسياسي لا يقدر بثمن
أشاد معاليه بتضحيات أبناء تعز الأبطال في كل الجبهات من مأرب إلى شبوة إلى صعدة إلى الساحل، قادةً وجنودا، مؤكدا أن هذه المحافظة قدمت للوطن قوافل من الشهداء والابطال وصناع النصر
وفي مختلف المجالات
جاءت الزيارة متزامنة مع احتفالات الوطن بثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وعيد الاستقلال 30نوفمبر، وقد شهدت تعز عرضا عسكريا رمزيا بمناسبة الزيارة والاعياد الوطنية، شاركت فيه سرايا رمزية من وحدات محور تعز، في رسالة رمزية قوية مفادها أن الروح الجمهورية ما زالت حية في تعز، وأنها ستظل درع الجمهورية وسيفها مهما طال الحصار
كما نقل الوزير تحيات القيادة العليا للمقاتلين، مؤكدا أن وزارة الدفاع ستعمل على معالجة القضايا العالقة لمنتسبي الجيش والأمن في تعز، ورفع الملفات الأخرى إلى الرئاسة ومكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بما يضمن حقوق المقاتلين ويعزز قدرتهم القتالية في مواجهة العدو الحوثي
تجلت خلال الزيارة مظاهر الجاهزية والانضباط لدى وحدات الجيش والأمن بمحور تعز، إذ أظهروا مستوى رفيعا من التنظيم والقدرة على الحشد والتأمين، في ظل ظروف معقدة وميدان واسع يمتد على أكثر من 317 كيلومترا بشكل دائري تحيط بتعز كحلقة نار مستمرة
هذا الامتداد العسكري الهائل – الذي يعادل المسافة من تعز إلى صعدة – يعبر عن حجم الجهد البطولي الذي يبذله الأبطال في خطوط التماس وهم يذودون عن المدينة والجمهورية كل يوم
زيارة وزير الدفاع إلى تعز جاءت لتؤكد جملة من الدلالات العميقة:1
تجديد الحضور الرسمي للدولة في الميدان، وليس عبر البيانات فقط
2
رفع الروح المعنوية للمقاتلين في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني
3
تأكيد وحدة الصف الجمهوري وتعزيز الثقة بين القيادة والمقاتلين
4
رسالة واضحة للخصوم أن تعز محصنة بقيادتها وجيشها وواعي ابنائها
5
تقدير القيادة العليا لدور تعز في معركة الجمهورية، واستحقاقها للاهتمام والدعم
تعز اليوم تستقبل وزير الدفاع، لكنها في الحقيقة تستقبل الدولة بكاملها
زيارة معالي الوزير ليست حدثا بروتوكوليا عاديا أو عابرا، بل تعبير عن عودة الروح إلى قلب الجمهورية، وإعادة التوازن إلى جغرافيا المعركة الوطنية، وتذكير بأن تعز – رغم الجراح والخذلان – ما زالت قلب اليمن النابض، وميزان الكرامة، ومعيار الثبات والثوابت الوطنية