عبدالله اسماعيل : عبد الحوثي… ابن الفكر الزيدي الهادوي: فهم الحاضر يبدأ من كشف الجذور

منذ 5 ساعات

عبدالله اسماعيل لماذا نُلاحق تاريخ الزيدية الهادوية؟ولماذا نفتح كتب أئمتها، ونعيد قراءة نصوصهم، ونوثّق جرائمهم الفكرية والسياسية والاجتماعية؟لأن هذا الفكر لم يُدفن في الماضي،بل خرج من بين أوراق التراث الزيدي الهادوي، ومن تتالي غفلتنا وتسامحنا، ليُنجب النسخة الأقبح: عبدالملك الحوثي، ليشرعن به القتل والتكفير باسم الولاية

لأكثر من ألف عام، حاول أئمة الزيدية السيطرة على اليمن،ولم يكن حكمهم مستقرا أو موحّدا كما يزعمون، بل كان صراعا مستمرا بين أئمة متعددين، غالبا ما يتقاتلون في هامش التاريخ والجغرافيا،وأحيانا في الوقت نفسه على إمامة قرية أو حصن

ومع ذلك تسببوا في عدم الاستقرار وفي سفك الدم، ومن منطلق واحد لا يتغير: استدعاء خرافة النسب لتبرير السيطرة باسم البطنين، وتكفير المخالف لمجرد مخالفته للكاهن

واليوم، يفعل الحوثي الشيء ذاته

نفس العقيدة التي حاولت مرارا تكريس الإمام المعصوم، علم الهُدى وقرين القرآن، فكفّرت الصحابة، والأمة، واستحلّت الدماء والأعراض والأموال، تحت شعارات:اليمنيون كفار تأويل، وأرضهم أرض كفر وخراج

وهي ذات العقيدة الفاسدة التي نجدها واضحة في: ملازم الصريع حسين الحوثي، وخطابات السيئ عبدالملك، وفي هراء خطباء الجماعة، وفي المناهج التعليمية الحوثية، وفي المراكز الصيفية التي تُلقّن الأطفال أن لا دين إلا بالولاية،ولا حكم إلا للسلالة

الخطاب الحوثي، رغم محاولات التخفيف والتمويه، يقولها ممارسةً وخطابا ومحاضرات، وفي كل منبر:الولاية شرط الإسلام، والحكم لأئمة الزيف والخرافة

لا يوجد أي فارق حقيقي بين ما كتبه الكاهن عبدالله حمزة قبل 800 عام، وما يقوله عبدالملك الحوثي اليوم في تفاهاته، وما يُدرّس في مراكزهم وجبهاتهم

صحيح أن عبدالملك الحوثي لا يزال يمارس بعض التقيّة،دين آبائه وأجداده،لكنه لا يُخفي تبنّيه لنظرية الاصطفاء السلالي،ولا ينكر سعيه إلى حقه الإلهي المزعوم في الحكم،بل يفرضه بالقوة، ويُعيد إنتاج أدوات الإمامة التاريخية:التكفير، الاستعلاء السلالي، واستعباد الشعب باسم الدين

من لا يقرأ تاريخ الزيدية الإمامية…لن يفهم حقيقة الحوثيين،ولن يدرك أن عبدالملك الحوثي ليس انحرافا عن ذلك الفكر،بل امتدادٌ صريح له،وحلقة جديدة في سلسلة دموية بدأت بالكاهن يحيى الرسي،ومرّت بالكهنة: عبدالله حمزة، ومطهر شرف الدين، وأحمد بن شاور،ومثلهم: صاحب المواهب، والعياني، والقاسمي، وابن حميد الدين،ووصلت بالمشروع إلى بيت بدر الدين،الذي يُعيد اليمن إلى زمن الرهائن، والسجون، والفتاوى العنصرية

قراءة التاريخ ليست رفاهية ثقافية،بل ضرورة لفهم الكارثة التي نعيشها اليوم

ومن أراد هزيمة المشروع الحوثي…فليبدأ أولا بهزيمة الموروث الذي أنجبه،وتفكيك أسطورة الإمامة الزيدية،وكشف زيف الولاية،وتجريم هذا الفكرالذي كان سببًا في تدمير اليمن… قرنا بعد قرن