عدن: نقص الكوادر الطبية في المستشفيات الحكومية
منذ 2 أشهر
عدن – ماهر البرشاء “لولا ستر الله، وتدخل معارفنا لنقله من مستشفى الجمهورية لكان والدي متوفيًا الآن؛ بسبب إهمال المستشفى وتجاهل إدارتها للشكاوى”
هكذا روى محمد عبدالرحمن الواصل، من أبناء محافظة أبين، جنوب اليمن، لـ”المشاهد” معاناة والده في المشافي الحكومية بمدينة عدن (جنوب)
يقول محمد الواصل: “أسعفتُ والدي المريض، قبل أشهر، من مديرية المحفد بمحافظة أبين، بعد أن اشتدت حالته المرضية
وبحكم أننا أسرة فقيرة، ووضعنا المادي لا يسمح بعلاجه في مستشفى خاص؛ اضطريتُ لإدخال والدي مستشفى الجمهورية الحكومي؛ لتلقي العلاج”
ويضيف: “تم ترقيد والدي ثلاثة أيام في المستشفى، وساءت حالته أكثر من السابق؛ لأنه لم يجد الرعاية الكافية والإهتمام بالمستشفى
ويتابع الواصل: خلال هذه الأيام حاولت تقديم شكاوى بالموظفين إلى الإدارة إلا أنها لم تكن تصغي أو تهتم بأي ملاحظات”
مواصلًا: بعد أن شارف والدي على الإنهاك، وكاد يتوفى، تكفّل أحد أبناء قريتنا المعروفين بعلاجه في مستشفى آخر
وجرى نقل والدي إلى مستشفى خاص، ولاقى هناك رعايةً كاملة واهتمامًا جيدًا جعله يستعيد عافيته خلال فترة لم تتجاوز أسبوعًا
” مشيرًا إلى أن والده أشرف على الموت بالفعل، حين كان في المستشفى الحكومي؛ نتيجة الإهمال
تواجه المستشفيات الحكومية في العاصمة المؤقتة عدن منذ ما يقارب ثلاث سنوات تدهورًا كبيرًا في الخدمات الصحية
ويعود ذلك إلى غياب الدور الرقابي لمكتب الصحة بالمحافظة ووزارة الصحة، وقد ألقى هذا الوضع بظلاله الثقيلة على المواطنين البسطاء
خاصة من ساكني مدينة عدن والمحافظات المجاورة الذين يلجأون إلى المستشفيات الحكومية لتلقي الرعاية الطبية اللازمة
تواجه المستشفيات الحكومية في العاصمة المؤقتة عدن منذ ما يقارب ثلاث سنوات تدهورًا كبيرًا في الخدمات الصحية، ويعود ذلك إلى غياب الدور الرقابي لمكتب الصحة بالمحافظة ووزارة الصحة، وقد ألقى هذا الوضع بظلاله الثقيلة على المواطنين البسطاءويعاني القطاع الصحي الحكومي في عدن إهمالًا واضحًا من قِبل الجهات المسؤولة التي لا تولي المستشفيات الرعاية والاهتمام اللازمين
يأتي هذا رغم استقبال تلك المستشفيات مئات المرضى يوميًا
وتحديدًا من ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون تحمل التكاليف الباهظة للخدمات الصحية في المستشفيات الخاصة نتيجة انهيار العملة المحلية
وقد تزايدت الشكاوى من أن المستشفيات الحكومية العامة أصبحت شبه خاوية من الكوادر الطبية المؤهلة، وبالتالي انعدام الخدمات الصحية الأساسية
حيث اضطر أطباء كُثر للعمل بالمستشفيات الخاصة للحصول على رواتبهم بالعملة الأجنبية ما فاقم معاناة المواطنين وحرمهم من الخدمات الصحية
مدير العلاقات العامة السابق بمستشفى الصداقة الحكومي العام، ناصر بجنف، يشير إلى أن أهم أسباب تدهور المستشفيات الحكومية هي الحرب
ويقول لـ”المشاهد”: يعلم الجميع أن وزارة الصحة كان مركزها الرئيسي صنعاء قبل الحرب، وكانت تحصل على كل الدعم من الدولة
وكذا من المنظمات الدولية التي كانت تتخذ من صنعاء مركزًا رئيسيًا لها
لكن وبسبب الحرب انقطع الدعم المالي عن وزارات الدولة ومؤسساتها التي انتقلت إلى العاصمة المؤقتة عدن؛ ما أدى إلى تدهور القطاع الصحي
بجنف: توقف الدعم عن المستشفيات الحكومية وضعف الميزانيات التشغيلية، وهروب الكوادر الطبية الكفوءة إلى المستشفيات الأهلية والخاصة لتحسين أوضاعهم المعيشية، كل ذلك أدى إلى تراجع الخدمات الصحية في المستشفيات التابعة للدولةويضيف بجنف: “كما أن تدهور الاقتصاد في البلاد، وانهيار العملة المحلية، وعزوف أغلب الموظفين عن العمل الحكومي
وتوجه الكادر الصحي نحو العمل بالمستشفيات الخاصة لرفع مستواهم المعيشي بسبب تدني الرواتب في القطاع الطبي الحكومي
أدى إلى تراجع مستوى الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية”
منذ ما قبل الحرب لم يشهد القطاع الصحي بالعاصمة المؤقتة عدن أو بقية المحافظات الخاضعة للحكومة اليمنية أي توظيف جديد
علمًا أن آخر توظيف رسمي تم عبر الخدمة المدنية كان عام 2011، ما جعل الكثير من الكوادر السابق تُحال للتقاعد
لكن دون أن يتم استبدال تلك الكوادر بأي موظفين جدد أو دماء جديدة
ويوضح بجنف أن عدم توظيف كوادر جديدة ورفد المستشفيات ببدائل تحل محل المتقاعدين أدى إلى تدهور الخدمات الصحية في المستشفيات
حيث تضطر إدارة المستشفيات الحكومية للتعاقد مع كوادر أقل خبرة، وتدفع لهم من إيرادات المستشفى؛ ما يؤدي إلى تدهور الخدمة
ويتفاقم التدهور نتيجة ضعف الميزانية التشغيلية للمستشفى المرصودة من قبل وزارتي الصحة والمالية لشراء التغذية والديزل وصيانة الأجهزة الطبية وغيرها
عدم توظيف كوادر جديدة ورفد المستشفيات ببدائل تحل محل المتقاعدين أدى إلى تدهور الخدمات الصحية في المستشفيات، حيث تضطر إدارة المستشفيات الحكومية للتعاقد مع كوادر أقل خبرة، وتدفع لهم من إيرادات المستشفى؛ ما يؤدي إلى تدهور الخدمةمسؤول في وزارة الصحة، تحدث مع “المشاهد”، وفضّل عدم ذكر اسمه
أشار إلى أن المستشفيات في العاصمة المؤقتة عدن بحاجة إلى تشكيل لجنة لتقييمها بشكل كامل والوقوف -بمسؤولية- أمام أوضاعها الخدمية
بالإضافة إلى اتخاذ قرارات تضمن تحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين
ولفت المسؤول الحكومي إلى أنه يجب معالجة النقص الحاصل في الكوادر الطبية؛ من خلال استئناف التوظيف المتوقف منذ عام 2011
وإحلال موظفين شباب وكوادر مؤهلة بدلًا عن المتقاعدين، وزيادة النفقات التشغيلية للمرافق الصحية، وخاصة المستشفيات التي تواجه ضغوطات في الخدمة
وتابع قائلًا: “المستشفيات الحكومية تتطلب جذب كوادر طبية نوعية للعمل، وتحتاج إلى تفعيل مبدأ التحفيز مقابل الأداء
وضمان عدم تسرب الكوادر إلى القطاع الخاص أو خارج الوطن
كما يجب إعادة النظر في مستوى المرتبات والعمل عليها بأسرع وقت ممكن، في ظل الظروف المعيشية التي تمر بها البلاد”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير