عزلة الأعلوم في تعز: مياه شحيحة ومعاناة مستمرة

منذ 3 أشهر

تعز- إيمان عبدالقوي“لم يكن جلب المياه مشكلةً مقتصرة على جيلنا فقط، بل أن كل الأجيال السابقة في منطقتنا عاشت المعاناة نفسها

جلبنا الماء على رؤوسنا من مناطق بعيدة، ولا زلنا نفعل ذلك حتى اليوم

” بهذه الكلمات تتحدث رضية عبد الولي، 78 عامًا، عن معاناة أهالي عزلة الأعلوم التابعة لمديرية المواسط جنوب محافظة تعز

 عندما كان عمرها 10 سنوات، كانت رضية تذهب مع صديقاتها لجلب الماء من الآبار والغيول القريبة

آنذاك، كانت المياه متوفرة وعدد العائلات في منطقتها قليل

ومع مرور السنوات، تزايدت الكثافة السكانية في عزلة الأعلوم بمحافظة تعز، وتناقصت المياه في الآبار والغيول نظرًا لتراجع هطول الأمطار

في حديثها لـ”المشاهد”، تقول رضية: “في الماضي، كان عدد السكان في القرى قليلًا، وكانت العائلات تجد ما تحتاجه من الماء يوميًا

لكن الحال تغير في منطقتنا؛ إذ زاد عدد العائلات، وانخفضت كمية المياه في الغيول والآبار، ولم تعد مصادر المياه تكفي لتلبية احتياجاتنا، خاصةً في فصل الشتاء

”تضيف: “ازداد احتياجنا للمياه بعد أن توسعت زراعة القات في منطقتنا، وهذا الأمر فاقم أزمة المياه

استمرت الأزمة لسنوات حتى جف الغيل والبئر”

تشير دراسات إلى أن شجرة القات في اليمن تستهلك أكثر من 800 مليون متر مكعب من المياه؛ إذ يُروى الهكتار الواحد بكمية تقديرية تصل إلى 6،279 مترًا مكعبًا، وهذا يفوق استهلاك القمح بـ4،252 مترًا مكعبًا لكل هكتار

يشير العليمي إلى أن قضية الموارد المائية قضية عامة في اليمن، فمنسوب المياه الجوفية في انخفاض مستمر في العديد من المحافظات، لكن محافظة تعز تأتي في المقدمة من حيث نضوب المياه الجوفية

مبادرات لمواجهة أزمة المياهمنذ عقود من الزمن، أقدم الأهالي في منطقة الأعلوم بمديرية المواسط على تنفيذ مبادرات لحل مشكلة شح المياه

ففي عام 1983، حفر الأهالي بئر سطحية في منطقة الجْنّح، وكانت مصدرًا للمياه لأهالي المنطقة لمدة خمس سنوات

في عام 1989، حُفِرتْ بئر ارتزاوية في المنطقة، وظلت مغلقة حتى عام 1994

وبعد ذلك، تم حفر بئر أخرى في وادي مقاشر، وفقًا لمحمد سعيد، مدير المشروع سابقًا، وأحد القائمين على توسعيه لتغطية العزلة كاملةً، مع بعض القرى المحيطة بها

وعلى الرغم من استمرار المشروع في العزلة، إلا أنه يتوقف من وقت لآخر، بسبب الصيانة أو عدم توفر وقود للمضخات

تقول رضية أن السكان حاليًا يعتمدون على بئر أحد المزارعين، حيث سمح لهم بالحصول على ما يحتاجونه من المياه كل يوم

تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن اليمن تُعد من أكثر البلدان معاناةً من ندرة المياه في العالم

وتشير إلى أن 15

3 مليون يمني – أي أكثر من نصف السكان – يفتقرون إلى الحصول على كميات كافية وآمنة ومقبولة من المياه للاستخدامات الشخصية والمنزلية، بما في ذلك الشرب، والطهي، والصرف الصحي

تشير دراسات إلى أن شجرة القات في اليمن تستهلك أكثر من 800 مليون متر مكعب من المياه؛ إذ يُروى الهكتار الواحد بكمية تقديرية تصل إلى 6،279 مترًا مكعبًا، وهذا يفوق استهلاك القمح بـ4،252 مترًا مكعبًا لكل هكتار

زيادة السكان والحفر العشوائييُفسر هذا التدهور المتسارع للمياه عبدالقوي العليمي، أستاذ التلوث والتقييم البيئي بجامعة الحديدة، حيث يقول لـ : “نضوب المياه في العزلة حدث نتيجةً لحفر الآبار الجوفية العميقة في الحوض الجوفي، مما أدى إلى نضوب العديد من الآبار

بالإضافة إلى ذلك، زادت متطلبات المياه نتيجةً لزيادة عدد السكان، كما لعب الاستخدام المفرط للأسمدة والمبيدات الحشرية دورًا في تدهور التربة في عزلة الأعلوم في تعز

”يشير العليمي إلى أن قضية الموارد المائية قضية عامة في اليمن، فمنسوب المياه الجوفية في انخفاض مستمر في العديد من المحافظات، لكن محافظة تعز تأتي في المقدمة من حيث نضوب المياه الجوفية

ويوضح أن موقع اليمن ضمن المناطق الجافة، وشبه الجافة، وأن نسبة كبيرة من مياه الأمطار لا يستفاد منها في تغذية الأحواض الجوفية، ومعظم هذه المياه تذهب إلى البحر لعدم وجود السدود والحواجز المائية الكافية، كما أن زراعة القات تستنزف المياه الجوفية بشكلٍ كبير

ويقترح العليمي أن تتضافر جهود الدولة ومنظمات المجتمع المعنية بالمياه لزيادة حصاد مياه الأمطار بإنشاء وبناء الحواجز المائية، والسدود، ومنع الحفر العشوائي للآبار الجوفية العميقة

يختم حديثه، ويقول:”إن أزمة المياه التي نعيشها في اليمن، وغيرها من الأزمات، ناجمة عن الإدارة غير الرشيدة للموارد الطبيعية، ومنها موارد المياه والتربة”

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير