علي العمراني : أين الإسلاميون اليمنيون من وحدة اليمن؟

منذ 5 ساعات

علي العمراني مثلما استقطب اليسار خيرة الكوادر والمواهب في الخمسينات والستينات، استقطب اليمين الإسلامي كوادر ومواهب استثنائية من الأجيال اللاحقة بعد ذلك

وفي الخمسينات والستينات كان لليسار صولة وجولة وأقام دولاً في منطقتنا

ويُعاب على اليسار الشمولية والفردية، التي أوصلته إلى طريق مسدود في المنطقة العربية، وقد كانت مرجعيته دول الكتلة الشرقية أحادية الحزب، التي انهارت مع انهيار الاتحاد السوفيتي

وتعد تجربة الصين، أحادية الحزب، فريدة واستثنائية في نجاحاتها المستمرة المبهرة

وبالتأكيد، بقي الآن من اليسار العربي رجال محترمون، لكن لم يعد لدى اليسار القدرة على تبني المشاريع الكبرى والذود عنها، وعلى رأسها الوحدة، بما في ذلك وحدة اليمن

وقد يكون هناك من بدل وحول ممن تبقى من اليسار ومن الوسط أيضاً، بل هناك من فعل ذلك تماماً

 وكان حسناً أن نسمع السفير أحمد علي يحيي في كلمته بتحية الثورة والجمهورية والوحدة في أول خطاب له

ولكن يبدو أنه يغرد وحيداً في هذا المضمار، أقصد لم نعد نسمع غيره من حزب الرئيس صالح، موحد البلاد، يتحدث عن وحدة البلاد

وفي اليمن استقطبت الحركة الإسلامية كوادر متميزة، لكن يلاحظ أن فعاليتها في قضايا ذات أهمية قصوى ما تزال ضئيلة وضعيفة، وأحياناً سلبية، وقد تكون معاكسة

ومثلاً، فإن تأثير حزب الإصلاح في قضية ذات أهمية قصوى مثل وحدة البلاد لا يتناسب مع حجمه الضخم وكوادره المتميزة وحالة الانضباط المعروفة عنه

حتى يبدو أن حزب الإصلاح ليس محافظاً في موضوع القيم فقط والابتعاد عن المحظورات، بل يبدو محافظاً ومتحفظاً ومبتعداً حتى عن اتخاذ موقف واضح تجاه وحدة البلاد

الإصلاح ليس كياناً صغيراً ولا فقيراً بالكوادر والقدرات، لكن دوره ما يزال دون قدراته ومسؤولياته وواجبه وحجمه الكبير، فيما يخص وحدة البلاد خاصة

هل ينطبق الأمر على السلفيين أيضاً؟ نعم

وعلى حزب الرشاد خاصة

أما السيد عبدالرحمن المحرمي، الذي يبدو محترماً ووقوراً، فهو يمضي في ركب التجزئة، كما يبدو، خاصة بعد انضمامه إلى الانتقالي

ولا يبدو أن هناك من لامه أو راجعه من زملائه شيوخ السلفية

وهناك نموذج الشيخ السلفي المتقلب، صاحب تأييد الوحدة حتى مع الصين، لكنه لا يريد أن يبقى اليمن واحداً

 وعبارة “لن يبقى اليمن واحداً” صرح بها مسؤولون إماراتيون بأكثر من صيغة، أكثر من مرة

قد لا يجد الإسلاميون نصاً يؤكد وحدة اليمن، حتى يلزموا أنفسهم بذلك، إن كان لا بد من وجود نص ودليل!ولكن بإمكانهم أن يستخدموا القياس أيضاً، وربما غير القياس، وسيجدون أن النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام كانوا وحدويين تماماً، ولا مجال عندهم للتجزئة أو يمضون في ركبها!قبل أكثر من عقد، كُتِبَ هنا: الإسلاميون

إلى اليسار قليلاً!وقد نقول الآن للإسلاميين اليمنيين:لماذا لا تقفون موقفاً قوياً وواضحاً من وحدة البلاد؟وقد يقول قائلهم مثل آخرين كثر: الآن

الحـ ـوثي!وبعد ذلك نجلس على طاولة مع الانفصاليين

وقد تكون الطاولة، حينئذٍ، مستديرة يتساوى فيها الجميع، أو مستطيلة برئاسة عيدروس، يقرر ويختار بالأصالة أو بالنيابة عن الداعمين الراغبين في تجزئة اليمن من الخارج، منذ زمن بعيد

ومن يقول الحـ ـوثي أولاً، لا بد أن يتذكر أن البلد في حالة حرب مع الحوثيـ ـين منذ 2004

أي منذ 21 عاماً

ولا ننسى التخادم بين الانفصاليين والحوثيـ ـين وأسلافهم في حزب الحق منذ 1994 و2004 و2014

وما نزال نرى ونشهد توقف عمليات التحرير عند أطراف التشطير التي فرضتها بريطانيا على تركيا العثمانية الضعيفة المتهالكة في 1905

ورفضها اليمنيون في الشمال والجنوب

وكانت الدولتان في الشمال والجنوب يسمونها الأطراف، وليس الحدود

وسمعت السيد رشاد العليمي يقول ذلك أيضاً: أي سنقعد في النهاية مع الانفصاليين

وزاد في القول: نحترم تطلعاتهم

يقصد تطلعات الانفصاليين

قال ذلك وكرره مراراً

ولكن ذلك لم يشفع له حتى بقدر من الاحترام عند الانفصاليين، مع كثرة القرارات التي أصدرها لصالحهم

 ونتذكر قرارات السيد عيدروس الأخيرة، ولكن دون اتخاذ إجراءات مانعة أو ردة فعل مناسبة ورادعة من رئيس مجلس القيادة على التحديات والمخالفات وتجاوز الصلاحيات، وقد يندرج كل ذلك ضمن الإهانات في الحقيقة، ومع ذلك اصطحبه معه إلى أمريكا للمرة الثالثة، ليتحدث عيدروس عن الذكاء الاصطناعي وتقرير المصير وحل الدولتين، ليس في فلسـ ـطين، وإنما في اليمن