علي العمراني : عن الذين يحبون الرئيس صالح!

منذ 2 ساعات

علي العمراني لا غرابة أن تجد كثيرين ممن اختلفوا كثيراً مع علي عبدالله صالح، أو عارضوه، صاروا يضمرون له الآن، قدراً من المودة والتقدير، خاصة وقد قضى نحبه وهو يواجه العصابة الحو،ثية المتمردة الحاقدة

كان إياد علاوي، أول رئيس وزراء في العراق، بعد سقوط صدام، من أشد خصوم صدام حسين ومعارضيه، وقد أرسل نظام صدام شخصين لاغتياله في لندن، عام 1978

واقتحموا بيت علاوي، وضربوه بالفؤوس بهدف قتله، وقد أصيبت زوجته أيضاً في تلك الحادثة، وقيل إنها توفت بعد ذلك بسبب الصدمة

واشتبك علاوي مع الجناة، وأصاب أحدهم، ولاذوا بالفرار، وبقي علاوي سنة في المستشفى للعلاج من الإصابات الخطيرة

وعندما سُئل إياد علاوي، في مقابلة تلفزيونية؛ في يناير 2024، هل تحب صدام؟!قال : أحبه إي

أحبه!وسئل علاوي : تحبه وهو الطاغية كما يصفه الكثير

الذي قتل العراقيين وقتل الكويتيين وحاول أن يقتلك كذلك؟!فرد علاوي : كنا نشتغل ضده

وأحبه لأن عنده صفات أخرى

فهو شجاع وجريء

وسبع! ومخلص لأصدقائه وحزبه وبلده!وسئل علاوي : هل تشكر الأمريكيين لأنهم خلصوكم من صدام؟فقال : لا! لأنهم دمروا العراق ودمروا الدولة في العراق

وهل يختلف هذا عما قام به التحالف العربي في اليمن للأسف؟!لعل مأساة اليمن مع التحالف العربي في اليمن أخطر وأطول وأعمق، ولنا عودة لذلك!نعلم أن أخطاء صالح كانت كبيرة، وآخرها التحالف مع الحوثي

لكننا نعرفه أيضاً وهو يسعى إلى تحقيق وحدة اليمن، حلم اليمنيين الأزلي المقدس، على الرغم من التحديات والمعارضات الداخلية والخارجية على وجه الخصوص

ونعرفه أيضاً وهو يدافع عنها في 1994، وهناك من يقف ضدها بكل قوة وعدوانية، من الخارج والداخل، وما يزالون!وهناك أخطاء لصالح، قبل ذلك وبعده، كثيرة وكبيرة

وكانوا محقين الذين قالوا له كفاية في عام 2011، بعد أكثر من ثلاثة عقود في الحكم، وبعد تراكم الأخطاء التي تحولت مع الوقت إلى معضلات مستعصية

ولكن الأمر آل، بعده، إلى غير أهله من جهة، ومن جهة أخرى، استمرّ صالح يعارض العهد الجديد ويربكه

وكان أَولى به، وقد حكم أكثر من ثلاثة عقود، أن يرتاح ويكون رئيساً سابقاً، معززاً مكرماً، مثل المشير عبدالله السلال قائد ثورة 26 سبتمبر، ومثل الرئيس الحكيم عبدالرحمن الإرياني، ومثل الرئيس المثقف علي ناصر محمد

وهذه العبارة؛ رئيس سابق معزز مكرم؛ قلتها عن الرئيس صالح في كلمة، في ساحة التغيير، عند وصولي هناك لأول مرة في 6 مارس 2011!وبقدر ما أن صالح بطل إنجازات تاريخيّة كبرى مثل تحقيق الوحدة،والدفاع عنها، فهو مسؤول أيضاً عن إخفاقات كبرى، مثل عدم القضاء على حركة الحوثي في ستة حروب، وعدم معالجة تبعات حرب 1994 في الجنوب، وانتشار الفساد في مؤسسات الدولة، وكان آخر وقت مناسب لمغادرته السلطة، هو الوقت الذي أعلنه في 2006، ثم تراجع عنه! أما في 2011 فقد كان الوقت متأخراً كثيراً، وقد تراكمت الأخطاء والأزمات وتحولت إلى معضلات كبرى معقدة ومركبة

وكان مناسباً أن يرعى صالح التغيير بنفسه في وقت مناسب سابق، ولا يكون طرفاً فيه، بمعنى لا يُفصَّل التغيير لصالحه أو ضده، وإنما لصالح اليمن، وبحيث يشرف صالح على التغيير بنفسه وهو ما يزال بكامل قوته وسلطته، ولياقته السياسية الكاملة، وتمنينا ذلك في وقته، وكان سيضاف إلى تاريخه ورصيده

وقلت في مقابلة مع صحيفة الأهالي في 7 نوفمبر 2007 أن ترشح الرئيس صالح في انتخابات 2006 ،كان خطأ تاريخياً!وخلاصة القول : صالح منا وفينا، اختلفنا معه أو اتفقنا؛ وعزاؤه من جهة، وأسفنا من جهة أخرى؛ أن الذين جاءوا بعده، كانوا دون المستوى بكثير، بل قد لا يصلحون لشيء! وبعضهم جاهز لبيع أي شيء للخارج، بمافي ذلك وحدة الوطن، خاصة أولئك الذين صنعهم الخارج

وتبقى المقارنة لصالح الرئيس صالح على الرغم من أخطائه الكبرى!يرحمه الله

‏خالد الرويشان‏ وآخرون