علي العمراني : وصمة مشروع الجنوب العربي

منذ 2 ساعات

علي العمراني هناك رغبة طفولية، ولكنها عدائية ومتهورة، لدى بعض الجهات والدول لطمس أي شيء يتعلق باليمن، بما في ذلك محاولة طمس تلك الحقيقة الأزلية الصارخة: اليمن نفسه، أو على الأقل تحجيمه وتصغيره وتشتيته وتجريفه وإنكاره، أو تقزيمه إلى أقصى حد، والسيطرة على ما أمكن منه، في البر أو البحر

ولكن في نهاية المطاف، سيجدون أن ذلك صعب المنال، ومستحيل تمامًا

هل يمكن طمس حقيقة الشام والعراق ومصر؟أبدًا

ولا يمكن طمس حقيقة اليمن أيضًا، رغم ما يحيط به الآن من أخطار وأطماع وظلم، لا يُقارَن، ولا يفوقه إلا ما يُدبَّر لفلسـ ـطين في بلاد الشام، أو مشروع سايكس-بيكو من قبل

نعرف الدوافع، ونفهم الأطماع، ونعاني من تداعياتها ومتاعبها ومضاعفاتها؛ وهي من فعل أشقاء للأسف؛ لكننا نعرف أيضًا ما هي اليمن في التاريخ والاجتماع والسياسة والحقيقة، وما هي مكانتها أيضًا في قلوب أبنائها المخلصين

وندرك مسؤولية جيلنا تجاه الذود عنها، معنىً وكيانًا

حاولت بريطانيا التلاعب باليمن، وطمس الكثير من المعالم والحقائق خلال مئة عام، وأفشلها الذئاب الحمر في النهاية… من أمثال لبوزة وعلي عنتر وسالم ربيع وعبد الفتاح وقحطان، ودفنوا المشروع سيئ الذكر، “الجنوب العربي” وقالوا: هذه هي اليمن

وستفشل المحاولات الحالية الممولة بفوائض النفط العربي

مشكلتنا الحقيقية ليست مع أمثال عيدروس ومشروعه “الجنوب العربي” البائد، ولكنها مع من يظن أن المال قادر على شراء كل أحد وكل شيء، بما في ذلك طمس اليمن دولةً وجغرافيا وتاريخًا ومجتمعًا، أو تبديدها وتجزئتها وتمزيقها

ونعلم بوجود نخاسين وبياعين من بني جلدتنا، وهم مستعدون لبيع أي شيء في سبيل المال

ومثل أولئك يظهرون في كل شعب وأمة عند التكالب عليها وضعفها

لكن هناك من يتصدى على الدوام ويذود عن اليمن كيانًا ووجودًا وكرامةً وحقيقةً، في أصعب الظروف؛ منذ عمر بن معد يكرب “الزبيدي” ونشوان الحميري والهمداني، قبل أكثر من ألف عام

كان مشروع “الجنوب العربي” وصمة عار من يومه الأول ومنذ اخترعته وتبنته بريطانيا، وما يزال، وما كان يمكن أن يلوث أحد سمعته وتاريخه بتذكره وتبنيه وبعثه من القـ ـبر، لولا وفرة فوائض أموال النفط وإغراءاتها

أما اليمن فهو باقٍ ودائم على أي حال، وهو حقيقة أزلية وأبدية، كان وما يزال وسيبقى