عملية صناعة التاريخ

منذ 2 سنوات

كل حاضر ينتج التاريخ الذي يحتاجه

لا أتذكر أين قرأت هذه الفكرة اللامعة، ولكني أتذكر أنها استوقفتني طويلاً وقد فهمتها على هذا النحو:الحاضر هنا بمعنى أبناء الحاضر، وهم إما حكاماً أو محكومين، سلطة أو معارضة، غالبين أو مغلوبين

فالسلطة تنتج ما تحتاجه من التاريخ: روايات ورموز وتأويلات ونماذج قديمة وأبطال وأفكار ومعاني،والمعارضة من جانبها تنتج ما تحتاجه من التاريخ، أي كل ما يخدم قضيتها في الاتجاه المضاد: من روايات ورموز وتأويلات ونماذج وأبطال وأفكار ومعاني

والاحتياج هنا قد يكون احتياجاً حقيقياً أو وهمياً، وقد تكون عواقب الاختيارات فيه طيبة أو وخيمة

فعملية صناعة التاريخ في هذه الحالة تخضع لتقدير سياسي وعملي متعلق بالوجود ومقتضياته الأدبية في الحاضر

وتأخذ هذه العملية أبعاداً أكثر عمقاً في لحظات الفوضى والحروب الأهلية التي تتنافس فيها قوتين تأسيسيتين متعارضتين أو أكثر