عن الخلاف المفترض بين السعودية والإمارات في الشأن اليمني

منذ 2 سنوات

 (شبكة الطيف) كتب : هيثم الزبيديهل يختلف السعوديون والإماراتيون في الشأن اليمني؟ نعم

لكن هل يوجد طرفان لهما علاقة بالحرب في اليمن أقرب إلى بعضهما البعض من الرياض وأبوظبي؟ لا اعتقد أن أي تمحيص للعلاقات بين مختلف الدول والقوى ذات العلاقة سيخرج بانطباع غير أن أقرب حليفين هما السعودية والإمارات، وأنهما عملا منذ اندلاع الحرب إلى اليوم سوية

التقاسم الجغرافي للمهام العسكرية في المرحلة الأولى من الحرب فرض واقعا مع تعامل كل من البلدين مع أطراف الحرب المختلفة، من أعداء وحلفاء

كان من الطبيعي أن تكون الإمارات أقرب إلى الجنوبيين طالما أنها تخوض المعركة على أرضهم

هل كان مطلوبا مثلا أن تعادي أبوظبي عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك وهما يقاتلان معها، استرضاء لحزب الإصلاح؟ اليوم الحديث عن الخلاف المفترض بسبب قوات درع الوطن والموقف من ألوية العمالقة

لكن هذا الحديث لا ينظر إلى ما حدث في شبوة وكيف تتم مواجهة الحوثيين، أو انعدام الاحتكاك السياسي أو الفعلي على الأرض بتسليم كل تفاصيل العمليات العسكرية من عدن وصولا إلى سقطرى لقوات سعودية

في كل خطوة ومرحلة من مراحل الحرب، كان التنسيق بين السعودية والإمارات على أعلى المستويات، وتحركت القيادة الإماراتية دائما بالتواصل مع القيادة السعودية لتجاوز أي تعثر تفصيلي في تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه

هل نحتاج إلى تبيان حجم التدخلات بين الأطراف اليمنية المختلفة وتفاصيل علاقاتها مع الإدارات التنفيذية السعودية والإماراتية، أو أن بعض هذه الإدارات تميل إلى هذا الطرف أو ذاك، أو أنها تفضل الإصلاح هنا على حساب الجنوبي، أو لا تستطيع الفكاك من علاقاتها الإخوانية مما يفرض تدخلات صارمة من القيادات

الحرب في اليمن مستمرة ومن مصلحة الأطراف اليمنية المتصارعة إيجاد أسباب الخلاف أو افتعالها لتحقيق أغراضها، دون الخوض بأحقية هذه الأغراض من عدمها

الحوثيون من مصلحتهم أن يحدث الخلاف، ومثلهم موقف الشرعية المفككة والإصلاح والجنوبي

هذا تموله إيران وذاك السعودية و/أو الإمارات وآخر مدعوم عمانيا وهكذا

المال جزء من الحرب في اليمن

يقول المثل المصري “العيار اللي ما يصبش يدوش”، أي أن الرصاصة التي لا تصيب فإنها تقلق أو يسمع صوتها

العيارات التي يطلقها المستفيدون من محاولات شق الصف السعودي – الإماراتي الاستثنائي، الذي يمكن القول إنه نادر إقليميا وعربيا في قوة تماسكه وسنوات عمره، تهدف إلى تحقيق دوشة وترك انطباع عن خلاف مفترض يريدونه

 (من مقال مطول في صحيفة العرب)