عيد العمال.. هل للعمال عيد في اليمن؟
منذ 2 سنوات
عدن – وداد ناصر : الموظفون بدون مرتبات، والعاطلون في كل مكان، والعاملون الذين لديهم دخل لا يستطيعون تغطية احتياجاتهم الأساسية
في ظل هذا المشهد، كيف لعمال اليمن الاحتفال بيوم العمال العالمي؟تصاعدت الاضطرابات السياسية في اليمن عام 2011، واستمرت حتى العام 2015، ثم جاءت الحرب التي تسببت في إيقاف رواتب ملايين العمال، ودفعت الملايين نحو الفقر والهجرة والتشرد
اليوم، يتأمل العمال في اليمن الحال الذين وصلوا إليه، ويحلمون أن يأتي اليوم الذي يحتفلون فيه بعيد العمال العالمي في ظل دولة تضمن حقوقهم وتوفر لهم الفرص والحياة الكريمة
يعمل المهندس عمرو العاقل في إدارة المشاريع في اليمن، منذ سنوات، ويرى أن العمالة الهندسية تعاني من البطالة، والعديد من الكوادر الهندسية، لا سيما الدكاترة وأصحاب الخبرات، غادروا اليمن إلى دول أخرى للبحث عن الدخل
يقول العاقل لـ”المشاهد”: “بعد توقف تمويلات المشاريع المحلية في العام 2011، توقفت البنية التحتية والتنموية للعمالة الهندسية في اليمن، وهذا أدى إلى ركود كبير في قطاع المهندسين كعمال ومنفذي مشاريع”
حاليًا، عدد المهندسين المسجلين في نقابة المهندسين بشكل عام حوالي 15
000 مهندس في صنعاء وعدن وحضرموت، بحسب العاقل، ويعتقد أن نسبة ضئيلة منهم يستطيعون الحصول على عمل، لا سيما في مجال التصاميم المعمارية
ويضيف أن “عدم إصدار قانون مزاولة المهنة الهندسية” في اليمن، يضاعف من معاناة المهندسين، موجهًا رسالة ومناشدة للجهات المختصة في يوم العمال العالمي، يحثها على إصدار قانون مزاولة المهنة الهندسية في اليمن لتحديد مهام ومسؤوليات المهندس بناء على الخبرات المتراكمة
ويرى أن هذا القانون سينظم مهنة الهندسة وعمل المهندسين في اليمن
تهديد الموظفاتتعمل نادية، صيدلانية، في أحد المستشفيات الحكومية في صنعاء، وتلتزم بالدوام والبقاء في مكان العمل حتى وإن لم يكن هناك شيء تعمله، لكنها تقول إنها لا تحصل على المكافأة التي تستحقها
تتحدث لـ”المشاهد”، قائلة: “نعمل في ظل ظروف وأوقات قاسية، وفي أحيان كثيرة يتم تهديدنا بالخصم أو الفصل، وجلب البدائل في حال عدم الانضباط في الحضور والغياب والالتزام بالبصمة”
تشير نادية إلى أن النساء لا يأخذن حقوقهن كاملة؛ ففي إجازة الوضع لا يتم منحهن سوى 45 يومًا، فيما القانون اليمني وفي المادة 45 ينص: “يحق للعاملة الحامل أن تحصل على إجازة وضع بأجر كامل مدتها ستون يومًا”
المعلمات في المدارس الحكومية يعشن نفس المعاناة التي تعيشها نادية، وتقول معلمة، فضلت عدم الإفصاح عن اسمها، لـ”المشاهد”: “العاملة أو المعلمة في المدارس الحكومية في صنعاء تتحمل وضعًا قاسيًا وعبئًا ثقيلًا، كونها تؤدي واجبها التعليمي دون الحصول على راتب سوى الذي تحصل عليه من المساهمات المجتمعية التي يتم جمعها من الطلاب، والتي لا تتجاوز 20 ألف ريال في الشهر كحد أعلى، وقد يصل راتب المعلمة إلى 12 أو 15 ألفًا إذا كانت المدرسة صغيرة”
بعض المعلمات يتحملن السفر مسافات طويلة للحضور والقيام بشرح الدروس للطلاب، وفي حال غيابهن يتم تهديدهن بخصم المبلغ الذي يحصلن عليه من المساهمة المجتمعية، بالرغم من أن هذا المبلغ لا يكفي أجرة المواصلات للوصول إلى المدرسة، بحسب وصفها
تضيف: “تداوم المعلمة في المدارس الحكومية في ظل ظروف نفسية واقتصادية صعبة، وتتحمل مسؤولية كبيرة، وليس باستطاعتها تقديم الكثير لوجود الكثير من الهموم والمسؤوليات على عاتقها، وهذا يؤثر بشكل كبير على أدائها التعليمي”
وجوب صرف المرتباتأصدر الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن بيانًا في اليوم العالمي للعمال، أكد فيه على وجوب صرف مرتبات جميع موظفي القطاعين العام والمختلط، والتي توقفت منذ العام 2016
وحث الاتحاد على تحريك الأجور بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار وانهيار العملة الوطنية
وأدان الاتحاد محاولات الحكومة الشرعية وحكومة الأمر الواقع في صنعاء، فرض سيطرتها وتدخلها في عمل المنظمات النقابية، ومحاولة الهيمنة على النقابات في عموم محافظات الجمهورية
الصيدلانية نادية ترى أن هذا اليوم يأتي للتذكير بالمأساة التي يعيشها عمال اليمن، وأن التصريحات الصحفية أو العطل الرسمية في هذه المناسبة ليست كافية لرفع الظلم الذي يتحمّله عمال اليمن
ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير